واقعاً محزن يحمل المعاناة والألم لأبناء شعب يعيش في وطن ضائع يتمنى الأمن والأمان بعيداً عن الموت الذي يحلق في شوارعه، كالذئاب تنقض كل يوم على فريسة جديدة . وطن مرهوناً لخوف الماضي نراه يتبخر ويقتل حلم ابنائه امام اعينهم ويكاد يصبح مجرد أمنيات بعيدة المنال . تحديات كبيرة تعانيها قيادات الشعب الجنوبي ولم تستطيع تحمل المسؤولية والواجب الوطني تجاه العبث وآلة الدمار للأرض والإنسان . ليس تشكيكاً أو انتقاص من الدور النضالي الهام الذي سطره كل قائد في خدمة الجنوب وأرضه. لكن المشكلة في عدم بناء الثقة والعمل في مشروع التصالح والتسامح الجنوبي بين القيادات ونكران الذات وجعل الجنوب فوق المصالح السياسية والشخصية الضيقة على مصلحة الجنوب وشعبه ،وخاصةً في الوقت الذي يحاول المحتل السيطرة على الجنوب ونقل الصراع الطائفي إليه تحت ذرائع ومسميات ومشاريع باليه. ويعمل كل قائد الواجب الوطني لخروج الجنوب من قبضة المحتل واستعادة أرضه لا ان يعمل كل طرف من الاطراف لفرض النظام والمشروع الذي يخدم مصالحه، دون النظر الى ما يريده الشعب الجنوبي في الساحات . أن المراحل الصعبة التي عاشها الجنوبيين منذ الإعلان عن تحقيق الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية مليئة بالأحداث والعبر والمآسي استهدف خلالها كل جنوبي سوى كان يعمل في صف النظام اليمني والسلطة أو في صفوف الثوار وساحات الاعتصام. ولا زالت ذاكرة التاريخ الجنوبي تتحسر على فقدان القيادات العسكرية والكوادر السياسية التي تعرضت للتصفية الجسدية في بداية الأشهر الأولى من التوقيع على اتفاقيات الوحدة المشؤمة التي بدأ التنكر لاتفاقياتها ومواثيقها واندلاع الحرب بعد اشتداد وتيرة الخلاف والعجز في تطبيق القانون واتفاقيات الوحدة . حارب إلى جانب النظام في الشمال جنوبيين انتقاماً لعداء من مخلفات حرب الماضي في الجنوب استغلها النظام الشمالي وانتصر باجتياح الجنوب عسكرياً. فرض النفوذ ومارس الاضطهاد والظلم والطغيان ونهب الثروات وطمس المعالم الوطنية وهمش وسرح القيادات والموظفين وعسكرية الحياة في الجنوب. وسرعان ما انقلب على الجنوبيين المشاركين في حربه على الجنوب وبدأ دك مناطقهم عند انتفاضة الشعب الجنوبي وإعلان الحراك السلمي . لعب في العديد من الأوراق كان أخطرها القاعدة الحليف للرئيس المخلوع في اجتياح الجنوب وشارك عناصرها الحرب بناءً على فتاوي مشائخ السلطة لجهاد الشيوعيين في الجنوب كما روج لهم . ومع الأسف أن تدمير الجنوب يعود من جديد أذا لم تتخذ القيادات الجنوبية موقفاً صريحاً وواضح مع انتشار فوضى السلاح والمليشيات والعصابات المسلحة، والتهاون في عقد اي اتفاقيات مع مليشيات الحوثي، ونناشد كل قيادات الجنوب وكل جنوبي غيور وعلى رأسهم الرئيس عبدربه منصور هادي ورجال اللجان الشعبية أن التاريخ لا يرحم فاصنعوا في ارشيفه رقماً ناصع البياض قبل تصبح الجنوب في كف عفريت مهددة في وحدتها واستقرارها.