في يوم السابع والعشرين من ابريل الأسود وفي مناسبة أليمة وجرح عميق للجنوب والجنوبيين وفي مثيلها كثير من المناسبات الأئمة والموجعة التي تلقاها الشعب الجنوبي مكافئة له عن حسن نية هذا الشعب الطيب في الوحدة التي سعى لها جاهدا على مرار سنوات طوال , وحمل شعارها قبل كل شيء ورسخ مفهومها إي( الوحدة ) في ذاكرة الأجيال الجنوبية على مدى زمن بعيد , لم يكن الجزاء من جنس العمل على عكس حقيقة العبارة , بل كان جزؤه إي ( الجنوب ) مغايرا لجنس عمله , حيث لا يخفى على احد بأن الجنوب هو من سعى للوحدة , فكان الجزاء من شريكه الشمالي هو الضم والإلحاق وإعلان الحرب على الجنوب والقضاء على كافة مؤسساته المدنية والعسكرية بل والأكثر من ذلك محاولة الشريك الأخر طمس هوية وتاريخ الجنوب باسوا وبشع أسلوب استعماري في تاريخ البشرية , ولعلني لا أبالغ في العبارة السابقة إذا قيست الأمور من حيث أن المشروع كان مشروع وحدة شراكة بين دولتين فتم القضاء على دولة الجنوب بالقوة العسكرية وبأسم ذلك المشروع الوحدوي وهو ما لم يحصل ولم يكن له مثيل في وحدات الشعوب قديما وحديثا .
وفي هذا اليوم الأسود المشؤوم وبعد مرور عقدين من زمن الحرب يظهر جنرالات الحرب في صنعاء ليقدموا اعتذارهم عن الحرب التي طالت الجنوب معللين ومشيرين بأصابع الاتهام للنظام السابق في صنعاء بشن تلك الحرب على الجنوب وكأنهم لم يكنوا جزاء من ذلك النظام ولم يشاركوا في تلك الحرب واصفين أنفسهم ببراءة الذئب من دم ابن يعقوب وهم في حقيقية الأمر شركاء في الجريمة والغنيمة وأكثر المستفيدين من حرب الفيد التي حصدت وأكلت الأخضر واليابس في الجنوب ولازالوا مسيطرين على ثروات وخيرات الجنوب إلى اليوم رغم رحيل كبيرهم الذي علمهم السحر لنهب ثروات وخيرات الجنوب فأنهم قد تعلموا منه المقولة الهترليه ( من دموع الحرب خبز للأجيال )
ليست هي المرة الاولى ولن تكون الأخيرة التي يبادر فيها مسؤولين وقادة وزعماء قبائل في صنعاء بتصريحات الاعتذار للجنوب والجنوبيين عن النهب والسلب والضم والإلحاق ولم تكن عن رغبة حقيقية مطلقه بل أن ظروف الواقع المحيط بهم واستمرار زخم الثورة السلمية المباركة في الجنوب بقيادة الحراك الجنوبي هي من أرغمت تلك القوى على الاعتراف والاعتذار لشعب الجنوب عن تلك الحرب التي أعلن عنها من ميدان السبعين في صنعاء في 27 ابريل 94م .
أن الاعتذار الحقيقي أولا يجب إن يكون اعتراف بحجم الخطيئة والذنب ويجب أن يكون اعتراف من تلك القيادات بالمشاركة الفعلية في تلك الحرب دون رمي الاتهام لشخصية معينه فمهما كانت تلك الشخصية تمتلك من قوة فأن ليس بإمكانها اتخاذ قرار حرب دون موافقة تلك القيادات العسكرية والمشايخ القبلية المتسلطة في صنعاء فلكل يعلم جيد آن قرار الحرب على الجنوب لم يكن مقصور ومحصور بيد الرئيس الصالح المخلوع وأن كان هو المبادر الأول في إعلان الحرب فان ورآه العديد من ذوي الخبرة والاستشارة العسكرية التي لاتزال في محط استشارته إلى اليوم وخاصة عندما يتعلق الأمر بالجنوب
أن اعتذار قيادات صنعاء عن الحرب يجب آن يكون بفعل واقعي يلمسه الجنوبيون على ارض واقع الوطن الجنوبي المحتل وذلك بالانسحاب التام والكلي من أراضي الجنوب وترك شعب الجنوب يحدد خياره وتقرير مصيره في استعادة دولته المنشودة وعلى اثر ذلك الانسحاب السلمي تبنى اتفاقيات سلام بين الدولتين الجارتين حسب مواثيق وأسس واتفاقيات دوليه تضمن السلام والتعايش السلمي بين الشعبين الشقيقين وتوضع حد مانع في عدم فرض القوة في حل النزاعات بين الدولتين مستقبلا وعندها يمكن لشعب الجنوب إعادة النظر في اعتذار الجنرال أن جاء بالطريقة التي يرتضيها شعب الجنوب .