الجنوب هو ذلك الوطن الذي تعشقه القلوب. برغم ما فيه من الخطوب. فهروبا" وهروب. كثيرة هي (الهربات) التي سمعنا عنها أو قرأنا عنها. لكن هناك هروبان سيخلدهما التاريخ. الأول حصل في عام 1993م عندما هرب المناضل :علي سالم البيض من صنعاء الى عدن بسبب الاغتيالات التي طالت كثير من رفاقه هناك وبسبب الانقلاب على اتفاقية الوحدة من قبل شريكة المخلوع . فهرب الى عدن وسمي حينها ب الاعتكاف. والهروب الثاني حصل في عام 2015م وهو هروب المناضل:عبدربه منصور هادي. بعد ان استطاع الافلات من الاقامة الجبرية التي فرضتها عليه جماعة الحوثي. والفرق بين الهروبان ان الاول هرب وكان شعب الجنوب منقسم الى النصفين تقريبا". نصف مؤيد للوحدة والنصف الاخر ضدها. وبعد هذا الهروب اعلن الرئيس المخلوع الحرب على الجنوب في 27/ابريل/1994م من ميدان السبعين .فتحركت الجحافل وتحرك نصف من ابناء الجنوب مع تلك الجحافل التي اقتحمت الجنوب بل وكان الكثير من ابناء الجنوب هم قادة تلك الجحافل. ومنهم عبدربه هادي الذي كان هو وزير دفاعها. مضت السنون بمرها ومريرها اذ لم يكن هناك شيء حلو حتى يذكر منذ ذلك الاجتياح حتى اليوم. الى ان حصل الهروب الثاني ولكن هذا الهروب يختلف عن سابقه. اذ ان شعب الجنوب هذه المرة قد تصالح وتسامح وأصبح اكثر تماسكا" من اي وقت مضى. فهل سيستغل هادي هذا الاصطفاف الشعبي ويزيده تماسكا"؟ ان فعل ذلك فلاشك انه المستفيد الاول منه (أي تماسك ابناء الجنوب فيما بينهم) وسيسجله التاريخ في أنصع صفحاته. وأن كانت الثانية فستلعنه الملائكة والاجيال القادمة والناس اجمعين. ولانحب له ذلك ولا نتمناه.