حضرة "الرئيس هادي" ان كنت لا تسمع ولا ترى, أو ان الحاشية من حولك فاسدون كغيرهم من الحاشيات الفاسدة: فاعلم ان البلد تسير نحو حرب أهلية, ثم اعلم ان الحرب القادمة لن تكون كحرب صيف السنة 94م التي كانت ذات طابع وطني واعلم ان الحرب القادمة ستأخذ طابعا مذهبيا طائفيا زائفا و ليس لأهل اليمن - في الشمال والجنوب - ناقة فيها ولا جمل, وستكون كذلك, إي ذات طابع مذهبي, لان أطرافا دولية وإقليمية تتصارع على الثرة والنفوذ في المنطقة تريدها ان تكون كذلك, وتريد ان تكون ارض اليمن لها ساحة, وثروات اليمن زادها كاثمانا لصناعاتهم العسكرية الكاسدة, والأعظم من ذلك ان تكون دماء أهل اليمن وأرواحهم, التي هي أصلا في رقبتك, وقودا لتلك الحرب القذرة . وحتى لاتكون كما يصفك خصومك بأنك تنفذ أجندة خارجية لجر البلاد إلى الحرب الأهلية فان عليك ان تعمل مع كل الإطراف السياسية الحقيقية المؤثرة والفاعلة في الشمال والجنوب على السواء, بعيدا عن اصطناع الإطراف الوهمية الزائفة, وتعملوا جميعا على أساس القواسم المشتركة في كل اتجاه, بعيد عن الحسابات الهادفة إلى تحقيق مكاسب سياسية زائلة. ولان الإنسان هو محور العملية; فان الحكمة تستوجب العمل على إسعاد حياته كواجب أخلاقي, وأنساني, ووطني, وقبل كل ذلك واجب ديني لا ان يؤتى بما يفقده أدنى مستويات الحياة أو يسلبه الحياة بالكلية كما تفعله الحروب. ولان الحرب باتت وشيكة وهي اخطر ما يهدد الإنسان في اليمن, ومازال هناك متسع لتجنبها; فان الضرورة تحتم على الجميع الالتزام للعمل وفق القواسم المشتركة في كل الاتجاهات والعمل بنوايا حسنة لتجنيب البلاد الدخول في أتون حرب ستأكل كل شيء حتى الإنسان . ولان "الوحدة" التي يتشبث بها الشماليون ويقابل ذلك رفض قاطع لها لدى قطاع واسع من الجنوبيين حتى ممن كانوا يدافعون عنها وقد تكون هي ابرز مايمكن ان يضحى به في سبيل تجنيب البلاد الدخول في حرب أهلية; فانه وعملا بالحديث الشريف: ( ان تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من ان يراق دم مسلم ) يتوجب التضحية بها حقنا للدماء, ولانها وسيلة فلا نجعل منها غاية تقودنا إلى حرب سيخرج الجميع منها خاسر; فلا زيدي ولاشافعي, ولاحوثي ولا سلفي, ولا رافصي ولاخارجي سيخرج منها منتصرا بل (سيغلب الجمع ويولون الدبر ) حينها تذهب "الوحدة" وتذهب معها كل الأطماع, وتذهب معها حياة الإنسان . فمن اجل الإنسان فلتذهب "الوحدة" إلى الجحيم ويبقى الإنسان ليحيى حياة كريمة حاملا حلم إعادتها على أسس سليمة تحقق الغايات منها في عزة الإنسان اليمني وقوته. اللهم فاشهد .. اللهم فاشهد .. اللهم فاشهد