كان حديث مُعظم الناس قبل فترة يدور حول جماعة "انصار الله الحوثيين "وخاصة قبل يوم 21سبتمبر حيث كان أكثر الناس يقول عنهم انهم مهما كان فيهم من عيوب إلا انهم لايمكن لهم ان يكونوا اسوى من الانظمة التي حكمت اليمن وابرزها نظام الرئيس السابق"علي عبدالله صالح" كما كان الكثيرون من ابناء الجنوب يعتقدون ان جماعة انصار الله فيما اذا استطاعت الوصول الى السلطة فأنهم أكثر قوى النفوذ الشمالية التي يمكن لها ان تعترف بحق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره وان الحوثيون سيحترمون ارادة الشعب الجنوبي الذي يعلمون علم اليقين من انه قد توحد مع "الجمهورية العربية اليمنية "وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" بوحدة طوعية وقع عليها نظامين شموليين في الجنوب والشمال! وحدة لم تدوم سوى فترة بسيطة ففشلت حين كان النظام في الشمال يمارسها شعارا وفي الواقع يعد العدة للانقضاض عليها واستغلال الظروف السياسية التي كانت بين الجنوبيين لتوظيفها ضد ارض الجنوب ليتم اجتياحها واحتلالها بقوة السلاح كان أكثر ابناء الجنوب يعتقدون ان جماعة الحوثي قد تعرضت لحروب عبثية سياسية ينفذها الفرقاء الشماليين فكان لصعدة نصيبها من الحروب التي كان يحركها النظام السياسي لغرض تصفية الحسابات بينهم والتخلص ايظا من جيش الجنوب الذي زجوا به في حروب صعدة! فحين كانوا الحوثيين يأسروا الظباط والافراد الجنوبيين كان يتم الافراج عنهم ويتم ابلاغهم ان مايدور حرب لاناقة لهم فيها ولا جمل! وكانوا بعض القياديين الحوثيين يقولون عليكم ان تحاربوا لتحرروا ارظكم المحتلة! وهذه الاحداث وماتلاها جعلت الكثير من ابناء الجنوب يعتقدون ان الحركة الحوثية في حال استلمت نظام الحكم في صنعاء فأنها لايمكن لها إلا ان تقف مع الحق الجنوبي ومطالب ابناء الجنوب! ولكن وللأسف الشديد ماحدث ومنذ ان احتل الحوثيون صنعاء وبعض محافظات الشمال للاسف تغير الخطاب السياسي للحوثي وحاول ان يصور القضية الجنوبية بالحقوقية والمظلومية وتحت سقف العدل! وبهذا يكون الحوثيون قد اكدوا لابناء الجنوب من انهم لافرق بينهم ونظام الرئيس"صالح" وبالعكس اثبتت الاحداث تقاربهم وتعاونهم مع صالح واتهامهم للاخرين بالفساد وغيره في خطابهم السياسي والعسكري فمارسوا القمع للكثير من الاحزاب والشخصيات السياسية اليمنية ولم تقع بينهم وبين الرئيس السابق صالح او انصاره ابسط مشكلة ! النظام الذي يشهد العالم على فساده وسؤ إدارته للبلاد منذ أكثرمن ثلاثون عام ان هذا وماحدث فضح انصار الله وجعل حتى اقرب الناس اليهم اليوم لايخفي امتعاضه وادانته لتصرفاتهم على كافة المستويات! وما يتفضل به الاعلامي "علي البخيتي "ويبينه حول سياسة جماعة انصار الله واستأثارها بالسلطة بطرق وصفها بالمخيفة التي يستحيل ان تبقي الى جانبهم اي انسان شريف لا يقبل الذل والمهانة! كما تحدث عن هروب اللوا الصبيحي بالأمس ووصفة بالانسان الشريف الذي يرفض ظلم وتسلط واهانة انصار الله! هذا ومايطرحه ويبينه "علي البخيتي" لكافي ان يجعل كل من كان يضن في الحوثيين خيرا ان يراجع حساباته ! وخاصة شعب الجنوب الذي يدعوا اليوم جماعة انصار الله الى ضبظ النفس وعدم التفكير بالدخول الى اراضي الجنوب التي لاشك انها تزج بهم قوى في التهور! لتخسر جماعة انصار الله كل شي حتى داخل صعدة نفسها! ومؤكد ان الرئيس السابق "صالح" وبعض قادة القوات المسلحة والامن المركزي الموالون له يحاولون ان يزجوا بالحوثيين صوب الجنوب لانهاكهم والتخلص منهم! نتمنى ان يتنبه السيد عبدالملك الحوثي لمثل هذه السيناريوهات التي يعدون العدة لها والتي لن تخدم انصار الله وسيخسرون ماكسبوا وأكثر ومن الافضل لهم وللجنوب ان يحافظوا على علاقة وروابط الاخوة والمصالح المشتركة بين الشمال والجنوب ! الذي لن يظمنها ويظمن الأمن والاستقرار إلا وجود نظام سياسي في صنعاء يلتزم ويحترم إرادة ابناء الشعب الجنوب في تقرير مصيرهم انه المخرج الوحيد للشمال والجنوب ! والاصرار على احتلال الجنوب لايمكن له إلا ان يجعل من البلدين والشعبين الشقيقين عنوانا للعداء ومناخ منهجه زرع ثقافة الكراهية أكثر مما هي عليه اليوم ...والله ولي التوفيق