تنظم وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية للشهر الثاني على التوالي حملة ضد الإرهاب والفكر المتطرف في جميع أنحاء البلاد تتمثل في قيام خطباء الجمعة والمرشدين بتوعية المصلين بمخاطر الإرهاب وضرورة الاصطفاف الوطني لمحاربة هذا الفكر، بحسبما قال مسؤولون. وأكد الشيخ جبري إبراهيم، مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد، في حديث للشرفة أن "الوزارة أصدرت تعميما لخطباء المساجد والمرشدين بضرورة القيام بدورهم في إرشاد الناس بأمور دينهم وتوعيتهم ضد الإرهاب والأفكار المضللة التي يدعو لها تنظيم القاعدة". وأضاف إبراهيم أن "الإرهاب أصبح يشكل خطرا على المجتمع بعد استهداف عناصر التنظيم أرواح الأبرياء من المواطنين وأنه يجب على الخطباء والمرشدين في المقام الأول توعية الناس ضد هذا الخطر وأخذ الحيطة والحذر من انزلاق الصغار في هذا المنزلق الخطير الذي سيودي بحياتهم وحياة الأبرياء بدون وجه حق". وتابع إبراهيم أن "بعض العلماء والخطباء والمرشدين قد تدافعوا من تلقاء أنفسهم لتحذير الناس بخطر التشدد والتطرف والإرهاب بعد وقوع الجرائم التي نفذها القاعدة في 21 أيار/مايو ضد جنود الأمن المركزي في ميدان السبعين وهم يؤدون بروفات الاحتفال بعيد الوحدة اليمنية". وأكد ابراهيم أن "علماء اليمن اجتمعوا على محاربة الإرهاب بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية، باعتبار أن الأعمال الإرهابية تهدد أمن واستقرار البلاد وبالتالي أصبحت مهمة الجميع للحفاظ على الأرواح والأموال والممتلكات". " رعاة الدين ورسل السلام " يذكر أن وزير الأوقاف والإرشاد، حمود عباد، كان قد أكد في لقاء مع خطباء ومرشدي أمانة العاصمة يوم 23 تموز/يوليو على دور المرشدين في توعية المجتمع بمخاطر الإرهاب والتطرف. وقال عباد خلال لقائه الذي نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن "الوطن يواجه تحديات ومخاطر كبيرة في جوانب الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية، وينبغي على المرشدين استشعار المسؤولية الملقاة على عاتقهم في إزالة التباينات وتوضيحها للناس انطلاقا من كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وبما يكفل نبذ كافة أشكال العنف والتطرف". وحث عباد المرشدين والخطباء ليكونوا "رعاة الدين ورسل السلام ومسيرة الإرشاد الديني من خلال انتهاج مبدأ الوسطية والاعتدال وضرورة توعية جيل النشء والشباب بمخاطر آفة الإرهاب وما يترتب عليها من أضرار على التنمية المجتمعية". ووجه عباد قطاع الارشاد في الوزارة وضع خطة إرشادية وحملة توعوية خلال شهر رمضان المبارك تعني بمخاطر الإرهاب وأضراره على المجتمع. "يد واحدة في مواجهة ومكافحة الأعمال الارهابية" وفي إطار هذه الحملة، تطرق بعض العلماء وخطباء الجمعة في خطبهم إلى الأعمال الإرهابية. وقال شرف القليصي، خطيب جامع الصالح، إنه "يتوجب على الجميع أن يكونوا يدا واحدة في مواجهة ومكافحة الأعمال الإرهابية وإدانتها واستنكارها من كل علماء الأمة حتى يسهل مكافحتها من الجميع". وذكر القليصي أن "من الواجب على الجميع عندما يرون ذوي الأفكار المنحرفة والمتطرفة يسعون لتخريب وزعزعة الأمن والاستقرار تبليغ الجهات المختصة براءةً للذمة ونصحاً للأمة وتعاوناً على البر والتقوى، والقضاء على الفتنة قبل ايقاظها التي تهلك الحرث والنسل وتزعزع أمن البلاد واستقرارها وترعب الأطفال والنساء". أما خالد مرعي، خطيب جامع التقوى بصنعاء، فقال للشرفة إن "على العلماء تقع مسؤولية توعية النشء والشباب وتبصيرهم بما يحميهم من التخبّط والأفكار المتطرفة التي تدعو لها العصابات الإرهابية". وأضاف مرعي " أن على الآباء أن يعلموا أولادهم عند أناس من ذوي الثقة البعيدين عن العصبيات والمذهبية والأفكار المتطرفة". وأشار مرعي إلى أن "العصابات الإرهابية تستهدف صغار السن لأنهم لا يفقهون شيئا ويغرسون فيهم أنهم وحدهم هم العلماء لا دونهم، وبالتالي يغسلون أذهانهم وعقولهم بالفهم الخاطئ عن الدين ويعدونهم بعد ذلك كأحزمة ناسفة". من جانبه، قال المحلل السياسي، محمد الغابري، للشرفة إن "خطبة الجمعة هي وسيلة ناجعة في توعية المواطنين بالقضايا المصيرية وفي مقدمتها توعيتهم ضد الأفكار المضللة والأعمال الإرهابية". وأضاف الغابري أن "خطبة الجمعة هي أقرب وأقصر الطرق لتضافر جهود الجميع ضد هذه الظاهرة الخطيرة"، مؤكدا على "أهمية تبني خطاب جيد ومقنع سيكون له التأثير القوي في محاربة الإرهاب".