عندما يتحدث العقل والمنطق والقيم والمبادئ والرجولة والحقيقة والعدالة والسلوك الحضاري والديمقراطية بأن كل السياسيين علي هذه المعمورة الذين ينخرطوا في العمل السياسي حاملين معهم قضايا أخلاقية ودينية وسلوكية لخدمة الأوطان وإصلاح قضايا الناس ورعايتهم تجد دون ادني شك إن هناك تدرج وارتقاء وتحسن في الحياة الآدمية وانقشاع ركام التخلف والضوضاء يصاحبه في هذا بزوغ الاستقامة والنضج الإنساني كمجموعة بشرية خلقت للتخفيف من اعوجاج النظام واستهلال بشائر الخير والعمل الرجولي لأعمار الأرض. هذه قضايا لا تحتاج إلي عبقرية ولا إلي مراكز بحوث لتحلل وتفسر لنا كيف نتحقق ونكتشف معني الخير والشر،، لا يعقل إن ما يجري في اليمن هو بمثابة عمل آدمي مستقيم يصب في خدمة الناس،،في العالم الديمقراطي والحضاري يتبوأ السياسي فترة سنة أو سنتين،، كل هؤلاء صنعوا مجدا لشعوبهم وصنعوا المعجزات وعمرو الأوطان لكنهم خرجوا من المشهد نهائيا،، وفي هذه الأرض اليمنية تجد إن رئيس واحد واكب كل هؤلاء الرؤساء الأمريكيين ومازال يناطح الكرسي مناطحه وبسببه ادخل البلاد في كوارث وخراب،،لا يستأن يتنفس أو يعيش إلا فوق الكرسي،،منذ أربعين سنة وهو مازال يلقي الخطابات ويتشدق بالوطن والشعب والوحدة،،يا اللهي كم هذا مقزز وغير منطقي ولا يليق بالسلوك الآدمي،،أناس منذ خمسة عقود وهم متمرسين بأسنانهم فوق السلطة والعمل السياسي.
يرعون التواطؤ والتحالفات لبناء الذات ونهب الثروات وبناء الجيش العائلي والأقارب وتوظيفهم في المراكز العليا لا يستطيع ،،وفي جانب خدمات الناس وقضاياهم لا تجد إلا بنية اقتصادية محطمة واتساع فضائيات الفقر والمرض والمحن وتدهور مشاريع الصحة والرعاية والكهرباء والمياه والمدارس،،في منابر سياسيه مثل هكذا وعندما يمر زمن وعقود وأنت تجد أمامك هذا السياسي يعيث في الأرض فسادا.
وليس هكذا فقط بل رسخ في الوطن بناء القبيلة والعسكر والشيوخ وراح يبني له أجنحة من التحالفات القبلية فاستأثروا بثروة البلاد وراحوا يشيدوا البنوك والمجمعات السكنية والفضائيات الخاصة وشركات الاتصال واحتكار حصص النفط والغاز،، عقول مثل هكذا يسحقون المبادئ والقيم سحقا فاضحا أمام القاصي والداني،،هذه الحالة اليمنية الفريدة التي أضحكت وأبكت العالم من هذا التفرد العجيب وكأن الأرض لن تحيى إلا بهذا السياسي ومن دونه تموت الحياة،، لا يستفيق هذا الرجل لحظة واحدة وان يتقي الله في نفسه،، إلي متى سيظل متمسكا بالكرسي؟؟
اليوم البلاد في الظلام والأزمات تطحن الناس والتدهور عنوان عريض فوق جباه الناس،، وتجد هذا السياسي يظهر في قنواته الفضائية ليصرح قائلا(الشعب والوحدة والوطن،، خمسين سنه يلقي علينا هذا الخطاب،،والله إنها مصيبة المصائب،،لم يبقي إلا شي واحد وهو أن يقول :(أنا أنا الحاكم الأبدي لكم أيها الشعب،،أو الطوفان) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،،حتى الشياطين تأخذ استراحة وتنام غفوة،،وكفي