عبدالقوي الشامي حينماعرض رئيس الوزراء الأسرائيلي الأسبق ارئيل شارون فكرة الانسحاب الاحادي الجانب من قطاع غزه على مستشاريه في يناير 2004، نصحه احدهم قائلآ: لن تكون لك حكومة خلال 3 اشهر, ولن تكون لك اغلبية في الكنيست خلال 6 اشهر كما لن تجد حزب تقوده خلال 9 اشهر, وستكون في بيتك خلال سنة واحده, أجاب شارون متساءلآ: ما المشكلة؟ عندي بيت جميل! . وانا احاول تذكّر اسم الصحيفة التي اوردت القفشة (الشارونية) بهكذا منطق مسئول, توقفت مليآ امام عورات زعامات عربية ليس لها حكومات ولا اغلبيات برلمانية ولا حتى احزاب, لأنها هي كل ذلك, وكل من يعمل في ذلك الكل, عليه ان يكون مستشارآ من النوع الناصح لا الفاعل! .. فالرئيس العربي بخنوع الدوائر المحيطه يتهيأ له بأنه اصبح: ظل الله على الأرض, لا يأتيه الباطل من أمامه أو من خلفه, ويتصوّر: انه لن يكون رئيسآ ان هو طرح امور الدولة لمناقشة المختصين, كما ولن تكون له (كاريزما) القيادات التاريخية في رأي العامة اذا ما اخضع افكاره لعناية المعنيين, ولن يكون زعيمآ قائدآ رمزآ يحسّب له ولجميع افراد اسرته 33 الف حساب, اذا لم تكن كوارث الدولة تأتي مباشرة من رأسه الى مائدة المواطن المكابد!!. تساءلت كم من البيوت الجميلة يمتلكها كل واحد من هؤلاء المخلوعون العرب؟ فلكل منهم ما يحل جزء من ازمة سكن الشباب في سن الزواج في بلده, ويحتار المرء وهو يتأمل سلوك زملاء الصورة .. صورة الدكتاتورين العرب الأربعة الذين لا برّ لهم ولا كرامة: الهارب منهم والمتمّارض المسجون, المقتول منهم والمخلوع, مضافآ اليهم مشنوق العراق والمستأسد قتلآ بشعبه السوري, ويتبين المرء في وجوههم الأجابه على السئوال القديم الجديد: لماذا العقلية الصهيونية تتفوق على العقلية العربية في معظم مراحل المواجهة منذ بداية القرن العشرين؟؟. وان كان الأمر محيّر فلمحة سريعة في محصلات حكم هؤلاء, تفتح افاق للرؤية في اسباب ادمانهم تأبيدنا تحت انظمتهم الحاكمه, فمسيرة هؤلاء ليست سوى استثمارآ متواصلآ للخداع والتسويف, لم يشغلوا انفسهم في بناء اقتصاديات وطنية حتى تقيّم مراحلهم فشلآ او نجاحآ, بل انشغلوا في بناء اسوارالأمن التي عزلتهم عن الشعب, واهتموا في نشر الغرائز الفاسده في تركيبة المجتمعات, وبذر المصالح الخاصة الموغلة في الانانية في البنية السياسية والحزبية.. فعميد عصابة الدكتاتوريات العربية فضل شبكة المجاري وروائح الفضلات الأدمية, مع امل بعوده الى باب العزيزية, فضّله على رغد الحياة في قصور بناها باسماء اولاده في بعض اهم مدن العالم, اما حارس البوابة الشرقية للوطن العربي, قائد (ام المعارك) فقد فضّل الحياة مقبورآ في حفره مع امل البقاء في السلطة على العيش معززآ مكرمآ في احدى قصوره او في اي بلد عرض عليه الأستضافة! . وتؤكد احداث الربيع العربي ان تلك الدكتاتوريات لم تكن يومآ ما مقتنعه بحلاقة (التالوه) على الطريقة الشعبية اليمنية التي تمت في 21 فبراير الماضي, وانما خيارهم يتجه دائمآ صوب حلاقة المارينز الأمريكية ال(تايسون), ولا مانع من تنعيمة خد خليجية مع مسحة قفىّ ببودره صينية, اذ يبدو ان طول ادمان هؤلاء الجلوس على كراسي الحكم قد اصابهم ب (الخرف) على حد تعبير الأستاذ باسندوه .. ولسان حال تلك الديناصورات للشباب الثائرين في الساحات أن لا يكونوا مقلّدين او امتدادآ لثورات بعضهم البعض وان يتقوا الوطن فيما يقولوه ويفعلوه بحق ولآت امرهم, على الرغم من ان كل انجازات هؤلاء الذين ولّوا علينا أنفسهم بانفسهم, رغمآ عن ارادتنا, ليست سوى بضعة عقود فشل في كراسي الحكم, ما دونها خراب في الأرواح والأنفس والممتلكات وضياع الأوطان.. فهل المشكلة التي تساءل عنها رئيس الوزراء الأسرائيلي (شارون), هي التي تنخر عقول الدكتاتوريات العربية الفاقدة المنطق والأحترام في آن؟. فشر البلية ان المسئول العربي يعجز عن انتاج العبره في الانسحاب من دروب المسئولية في الوقت المناسب مما يضطرنا بحثآ في سلوك اعدائنا لادانة سلوك مسئولينا الذي يبدو انهم غير مدركين حجم التحول في العلاقه بين المحكوم والحاكم وانه لم يعد في الروح متسع ولا في الدم رصيد يمكّن من الهتاف لهم! . فتحية للرئيس الفرنسي السابق/ نيكولاي ساركوزي, وهو يقرّ بعد 35 عام من العمل السياسي, يقرّ بحلاقته من قصر الألزيه على يد مواطنيه, تحية له وهو يعترف علنآ امام انصاره مساء امس الأحد, بهزيمته في الأنتخابات عندما قال: (( لم انجح في اقناع الفرنسيين, والآن استعد ان اكون فرنسيآ عاديآ مثلكم, ففرنسا اكبر مننا جميعآ, وعلينا ان نفكر بعظمة فرنسا وان نظل عظماء بالهزيمة)) .. ترى هل لهذه الكلمات ان تدفع من يتمترسون الخداع تشبثآ بالحكم, هل تدفعهم للأقرار بالهزيمة وبأن بلدانهم اكبر منهم ومن اسرهم؟ وهل يخجلوا من انفسهم قليل امام العدو والصديق, فالمرء يخجل من سلوك كل كل هؤلاء الذين يطلقون على انفسهم زعماء عرب!