إن القوة التي يتشدق بها السياسيون على مر التاريخ لم تحقق لهم إلا مصالح مؤقتة ثم انقلبت تلك المصالح فوق رؤوسهم ودفعوا الثمن باهضاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى والحال لا يبعد كثيراً عن حالنا اليوم في اليمن الطرف الذي يرى نفسه الأقوى على الساحة يستخدم القوة وإطلاق النيران ضد كل من يخالف اراءة إن هذه التصرفات العشوائية تجعل هذا الطرف في دائرة " العداء " ويصبح الكل يقف أمامه ويعاديه بغض النظر عن اي انتماءات عرقية او مناطقية او مذهبية, ليس من المنطق ان يوصف كل من يخالف جماعة الحوثي بانه داعشي وقاعدي منطق غريب ويشوه العمل السياسي وينذر بكارثة خطيرة تتحمل مسؤولية تبعاتها جماعة انصار الله التي هي الان تنوب عن الدولة في السلك الأمني والعسكري , الواقع لا يتحمل مزيداً من الكوارث ولا الحروب كفى ما مضى في الجنوب والشمال من صراعات ارهقت ومزقت الشعوب الى حال يفوق الوصف , إن السياسة التي تتخذها جماعة انصار الله في إدارة البلد اليوم في انفراداها بالعمل السياسي وعدم إشراك بقية الأحزاب والمكونات في أي قرار تصدره ستتحمل هي بمفردها مسؤولية فشل البلد وتدهورها وانزلاقها , إن الشعوب اليوم كسرت حواجز الخوف والذل وان زمن 2015 غير زمن الخمسينات ولذلك يجب عليكم معرفة حجم الكوارث التي تمر بها البلد وعليكم بتوفير علاج يتوافق مع هذه الكوارث بدلاً من استخدام القوة التي ضللت أعينكم عن الحق فلن يبقى الباطل مهما طال وتسيد والقوة التي تتسيد اليوم ستضعف غداً وستصبح ك الرماد بعد البركان .