ماتزال مقاومة عدن مستمرة بأعلى مستوياتها وعنفوانها منذ أن بدأت شرارتها يوم الأربعاء 15 مارس الماضي ضد القوى الضلالية المعتدية المتمثلة بعصابات الشر الحوثيين وبمعيّتهم الموالين للمخلوع صالح البعيدين كل البعد عن الجوهر الإسلامي والمبدأ الإنساني .. ومجدداً أثبتت مدينتنا عدن وأهلها من الرجال والنساء والشباب والشيبة أن الإرادة والعزيمة ووضوح الهدف في الحفاظ على الأرض والعرض ستنتصر مهما كان الثمن . مقاومة أهالي عدن وفي مقدمتهم شبابها ضد الأفواج الدخيلة سيعجز التاريخ بذاته عن وصفها لما تضمنته من بطولات خارقة سطرها أبطالنا الشباب في ساحات المواجهة والقتال بأبسط وسائل القتال وبروح معنوية عالية .. مقاومة شقت أشعتها عمق ظلامهم الدامس وأبكت جحافل المعتدي وهزت كراسيهم . ولتعلم قوى الضلال والظلام ومن يساندها أن أهل عدن يجددون العهد على أنفسهم بأن يكونوا خير طليعة في قضية شعبنا الجنوبي وهو يسطر على صفحات التاريخ قصص الأبطال الذين كبدوا ومازالوا يكبدون المعتدين الخسائر في الأرواح والمعدات والمعنويات ويذيقونهم المذلة والأنكسار في عدن وأبين ولحج والضالع وشبوة وحضرموت ، وفي كل مكان تطأ أقدامهم القذرة أرضنا الطيبة التي لا تقبل إلاّ طيباً .. ولتعلم تلك القوى أن ملاحم أبطالنا تتجدد لتضيف إلى رصيد ميراثنا تألقاً يفتخر به كل من عرف معنى الحرية والكرامة والشرف . إن المقاومين من أبنائنا الأمجاد ومنذ اليوم الأول للعدوان الحوثي العفاشي الغاشم على أرضنا دخلوا في مواجهات عنيفة مع هؤلاء المرتزقة رغم تفوقهم في العدة والعتاد وأثبتوا لهم أن ما جاءوا من أجله لن ينالوه ولن ينالوا من إرادة وعزيمة شعب اختار طريقاً يستند إلى مبدأ الدفاع المشروع عن عقيدته وأرضه وعرضه ويسعى إلى حريته . لقد أرادوا إقحام مدينة عدن في أتون حرب لم ترغب يوماً في خوضها وتوجهوا إليها بالدبابات والمجنزرات والقذائف الصاروخية ووسائل الشر الهمجية والبربرية مستهدفين اسقاط هذه المدينة وتدميرها كمقدمة لإسقاط بقية أراضي الجنوب لكن المقاومة كسرت شوكتهم وأصابت مخططاتهم بمقتل ... ارفعوا أيديكم معي يا أهلنا بالدعاء لشهدائنا بالرحمة والمغفرة ونيل الفردوس الأعلى من الجنة .