كل الجنوبيون الذين هبو لحماية حدودهم ، و أعراضهم بالمقام الأول كانوا يدافعون عن أرضهم لا عن شرعية الهاربين ، و هادي ذاته يعلم ذلك ، في الجنوب كان الناس يفصلون ذواتهم - أي بمعزل - عن كل ما يحدث في صنعاء ، بل نحن من قاطعنا إنتخابه - و أفشلناه - ، لكننا فجأة شعرنا بأن جنوبيون السلطة آخر خط دفاع عن الجنوب ، بعد أن خذل شبابنا قادة المنصات ، تشبثو بالشرعية كمخرج ، و دافعوا عنها إن كانت هي الضمان لبقاء صوتهم مسموعا ، بالإضافة إلى أن الجنوبيون أصحاب قلوب كبيرة ، بالرغم من أحقاد الماضي إلا أنهم لم يخذلوه -هادي- حين جاءهم ، لكنه خذلنا حينما تباطئ ، و حينما فر مجددا .. . ، حسنا .. المؤسف بأن العالم لازال يعتقد أننا ندافع عن شرعية من لا يتواجد أصلا في أرضه ! ، قد يكون هادي إستنفذ حتى صبره الإضافي مع جنون النخب في صنعاء ، ولكنه في الجنوب لم يبذل ذات المجهود ، تخلى عنا لنكون تحت وصاية الخليج ، الذي لا أنكر مساعدته في هذه الأوقات الصعبه ، لكني لا أنسى سياسته تجاه اليمن إلا ماقبل الحرب بعام فقط ، و لا أنسى أن السعودية كانت المتخاذلة دوما و أبدا ، و إن يفترض علينا نسيان التاريخ علينا أن نجد ضمانا للمستقبل ، أين سيكون القرار اليمني - أي قرار المواطن اليمني - بعد كل هذا ؟ ، هل سيتقاسمون بنا ، ونعود لنصبح العراق في شبه الجزيرة ، وكما كانت السعودية تدير مع علي عبدالله صالح من يحكم اليمن ، من يعتلي أي منصب هام كان بمشورتها ، هل ستعود لتكون الوصية ، فتاريخيا هي من لم تحتمل الحمدي رحمه الله . ، اليوم المسألة أصبحت أكبر مما كنا نعتقد ، و الحرب أطول مما تخيلنا ، و الطلعات الجوية ، قد تصبح برية ليطحن مالم يطحن بعد ، وإن كانت ثمة ماهو أسوء مما نحن عليه فسنصل إليه ، مع كامل إعتقادي السابق بأن عاصفة الحزم مشروع عربي قادم ، ليكن مشروع قوي أما المشروع الأمريكي و الإيراني ، وكامل إعتقادي بأن هذا التدخل يحمل هدف أسمى من مجرد تدخل عسكري ، إلا أني اليوم أتخوف من كل تلك الأيدي التي ستمتد لنا أم لتخنقنا لا أدري ، 200 دولة ستتقاسمنا أم ستساعدنا أنا أيضا لا أدري ، أنا فقط على علم بأن من أوصلنا إلى هنا من كانوا دوما و أبدا عبيد لقرارات غيرهم ، من جعلونا مسرحا لقتال المشاريع الخارجية هم ذاتهم من كانوا خدما لتلك الأطراف في وقتا ما ، جماعة الحوثي ( كانت المشروع الإيراني ) ، و الدولة ( منذ المبادرة الخليجية كانت المشروع السعودي ) ، و الإخوان ( المشروع التركي / القطري ) .. ولا أحد كان يمثل المشروع اليمني مطلقا ، سقط الإخوان مبكرا ، و ترأس مكان فسادهم فساد آخر وهي جماعة أنصار الله ، سيطرت على الشمال فهرولت السعودية إلى الجنوب ، و أشتعلت الحرب ، بين المشاريع لا اليمنيين ، لست منحازة لكن الجنوبيون لم يكونوا إلا قضيتهم العادلة - بإستثناء من في السلطة - ، ونحن اليوم للمرة الألف ندافع عن حدود لطالما كانت لها قدسية في قلوبنا لا عن شرعية هذا أو مشروع ذاك ، و السؤال أين سنكون بعد أن تصفو السماء من الأدخنة ؟