ما يزال الغموض يكتنف الجهة التي تقف خلف جريمة قتل العميد عمر سالم بارشيد مدير كلية القيادة والأركان بالأكاديمية العسكرية بصنعاء رغم مسارعة مصدر أمني في صنعاء لتحميل تنظيم القاعدة المسئولية عن مقتله من خلال تفجير عبوة ناسفة زرعت في سيارته مساء أمس بمدينة المكلا كبرى مدن حضرموت. وقال الكثير من مواطني حضرموت انه صعقهم ذلك العمل الإجرامي في العشر الأواخر من رمضان وفي شارع مزدحم بحركة السيارات والمشاة بمدينة المكلا المسالمة، لكن الكثير منهم بات يسخر من مسارعة المصادر الأمنية لتحميل تنظيم القاعدة المسئولية، إذ يرون أن الشهيد العميد بارشيد ذهب ضحية صراع مراكز القوى في صنعاء، وأنه لم يكن ذا صلة مباشرة أوى غير مباشرة بالمواجهات العسكرية والأمنية مع تنظيم القاعدة، على النحو الذي يجعل من أمر تصفيته هدفا للتنظيم. وكشفت مصادر مطلعة في مدينة المكلا أن العميد الشهيد عمر بارشيد كان مرشحاً لتولي قيادة ألوية الحماية الرئاسية التي صدر قبل بضعة أيام قرار الرئيس هادي بتشكيلها، وأنه كان قد رشح قبل ذلك لتولي قيادة حماية المنشاءات النفطية بحضرموت خلفا للجنرال المتنفذ الضراب الذي ضج أبناء المناطق النفطية في حضرموت من ممارساته، وإذا صدقت هذه المعلومات فإن ترجيح تصفية العميد بارشيد من بعض القوى والأجهزة المتصارعة في صنعاء، يصبح هو الأرجح. الجدير ذكره أن العميد عمر سالم بارشيد كان قد قاد القوات الجنوبية في جبهة ميفعة غرب مدينة المكلا خلال حرب اجتياح الجنوب صيف عام 1994م، وظل لسنوات مبعدا عن العمل العسكري حتى تم تعيينه مديرا لكلية القيادة والأركان بالأكاديمية العسكرية بصنعاء، ويعد من القيادات العسكرية القليلة المشهود لها بالخبرة والشراسة والاقتدار، وقد عرفه الكثيرون من أبناء حضرموت ودودا ومتواضعا وغيورا على حضرميته. وكان العميد المرحوم بارشيد قد أوقف سيارته بعد صلاة التراويح أمام جسر المشاة على خور المكلا وذهب مشيا على الأقدام إلى وسط مدينة المكلا لغرض ما، وعندما عاد ليستقل سيارته انفجرت عبوة ناسفة تم التحكم بها عن بعد، لتشتعل فيه النيران، حيث تم إسعافه إلى أحد مستشفيات مدينة المكلا، وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالإصابات البالغة التي أحدثها الانفجار والحريق.