قال مصدر أمني في محافظة حضرموت إن لجنة تحقيق خاصة تشكلت من أجل التحقيقات في عملية اغتيال العميد عمر بارشيد، مدير كلية القيادة والأركان بالأكاديمية العسكرية، الذي قتل في انفجار سيارته بعبوة ناسفة زرعت فيها الخميس الماضي في مدينة المكلا. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "التحقيقات أظهرت خيوطاً ودلائل خطيرة وهامة تكشف هوية الفاعلين والجهات التي تقف وراءهم". وأفاد المصدر بأن عملية التحقيق تجري بسرية وتكتم شديد؛ لأن هناك شكوكا حول ملابسات عملية الاغتيال. وقال المصدر إن هناك شكوكا تدور حول أن عملية التفجير كانت مدبرة من قبل مراكز قوى في صنعاء، وليس من قبل تنظيم القاعدة، لاسيما وبارشيد كان مرشحاً لتولي منصب عسكري رفيع. وذكر المصدر أن العميد بارشيد كان مرشحاً لتولي قيادة قوة الحماية الرئاسية، التي أصدر رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، الاثنين قبل الماضي، قراراً بتشكيلها من أربعة ألوية تم فصلها عن قوات الحرس الجمهوري (ثلاثة ألوية) وقوات الفرقة الأولى مدرع (لواء كان مواليا للرئيس السابق على عبد الله صالح). وأشار المصدر إلى أن بارشيد كان قد رشح، قبل ذلك، لتولي قيادة قوة لحماية المنشآت النفطية في حضرموت، خلفاً للقائد العسكري التابع لقوات الجيش، العميد الضراب. وأوضحت المصادر أن العميد بارشيد ظل، منذ ما بعد حرب 94، مبعدا عن العمل العسكري، وكانت قوى عسكرية متنفذة تعارض عودته للعمل العسكري. وكان بارشيد في حرب صيف 94 قائداً للقوات العسكرية التابعة للجيش الجنوبي في جبهة "ميفعة"، غرب مدينة المكلا، وقد تم تعيينه، مؤخراً، مديراً لكلية القيادة والأركان بالأكاديمية العسكرية. مصدر في تنظيم القاعدة قال، مساء أمس، لصحيفة "الشارع"، رداً على سؤال عما إذا كان تنظيم يقف خلف عملية قتل بارشيد: "سبحان الله العظيم والسؤال! إن أنصار الشريعة نفذوا عملية اغتيال أي شخصية من الشخصيات الموالية للكفار فإنها لا تتردد في إعلان مسؤوليتها فوراً عبر وسائلها الإعلامية، أما إذا لم تعلن المسؤولية فيعني أنها لم تنفذ العملية، ولا تحاول أن تنسب لنفسها عمل قام به غيرها". ورفض المصدر أن يحدد بالاسم، وقال: "كلامي واضح وعام وينفعك للمستقبل". ولقي العميد بارشيد حتفه، مساء الخميس الماضي، بانفجار سيارته بعبوة ناسفة عندما كانت متوقفة، بعد صلاة التراويح، أمام جسر المشاة على "خور" المكلا، حيث تركها هناك وذهب مشياً على قدميه إلى وسط المدينة لغرض الصلاة، وعندما عاد ليستقل سيارته انفجرت عبوة ناسفة تم التحكم بها عن بعد. وقال مصدر أمني مطلع في المكلا إن العبوة وضعت أسفل السيارة عند الباب القريب من مقود السيارة، أي لم يتم زرعها داخل السيارة. وأضاف المصدر: "لو كانت العبوة زرعت داخل السيارة كانت ستؤدي إلى تدمير باب السيارة، الذي بقي مغلقاً، ما يعني أن بارشيد كان مراقبا طيلة تجوله داخل المدينة في تلك الليلة، وأن العبوة الناسفة كانت جاهزة وتم وضعها تحت السيارة على الإسفلت". نقلا عن يومية الشارع ..