ارتبط اسم "هائل سعيد أنعم" بالخير والمثابرة وإمكانية الإنسان بما يمتلكه من طاقات وقدرات على فعل شيء مجد يخلد في الحياة. تعددت الروايات التي نسجت حول الشاب "هائل" وكان لكل طريقته وحكاياته المبهرة عن هذا "العصامي" الذي غادر قريته في تعز بحثاً عن فرصة في عدن..
تفاصيل ما حكي عن "هائل" كثيرة ومتعددة.. تتضارب أحياناً وتتوحد أحايين.. ربما لأن المملكة التي أسسها أكبر من وعي المتعثرين لأسباب ذاتية وموضوعية.
أهم ما تداوله واتفق عليه الناس أن الحاج "هائل سعيد أنعم" بدأ من الصفر، وبإخلاصه للنجاح حقق ما بدا مستحيلاً.
اتفقوا جميعاً بأن المجموعة التي شيدها هذا الريفي القادم من احدى قرى الحالمة تعز، لم تؤسس على الاحتيال والنصب والمتاجرة بالناس ومصالحهم. اتفقوا بأنها نتاج طبيعي لمثابرة وجهود طبيعية ومشروعة.
"هائل" لم ينهب أرضية أحد، ولم يقتل أحداً، ولم يصادر حق أحد.. وهذا ما يقوله ويعرفه اليمنيون.
ولأن ما بناه وأسسه كان وفق أسس صحيحة وسليمة، فمن غير الممكن تجاوز هذه القواعد والإخلال بها من قبل القائمين من بعده على المجموعة بمعنى أن ما بني على أسس صحيحة لا يمكن أن يخطو بايجابية نحو المستقبل دون الايمان المطلق بهذه الأسس.. وهذا هو العمل المؤسسي.
ولا يخلو أي نجاح من ظهور خصوم لأسباب من المنطق إرجاعها إلى البعد النفسي.
لم يكن منطقياً ما يحاول البعض في المحافظات الجنوبية تلفيقه بمجموعة هائل سعيد أنعم، كداعم للقمع والقتل ورعاية الاعتداء على أبناء الجنوب، وأقول ليس منطقياً مثل هذا الطرح لأسباب كثيرة أهمها:
• بيت هائل مجموعة تجارية ولم يدخلوا إلى الحياة عبر المعسكرات أو الأحزاب السياسية أو المناطقية أو غيرها من الأشكال، وإنما حضروا بطريقة مشروعة عبر الاستثمار المشروع.
• القواعد والأسس التي حققت بالاعتماد عليها مجموعة "هائل" نجاحات كبيرةسليمة، وبالتالي لا يمكن أن تلجأ لخيار أو قواعد أخرى تتقاطع مع هذا النهج.
• المستثمر يحتاج إلى بيئة آمنة ومستقرة.. وليس بحاجة إلى استعداء أحد لحساب آخر، وخاصة في حالة "بيت هائل" لأن رأسمالهم لم يكن مصدره نهب المال العام أو الفساد.
ما يزال إيماني عميق بحق الجنوبيين في الدفاع عن أنفسهم، والتحرر من التهميش والإلغاء الذي مارسه شماليون بدافع الظلم والغطرسة وعدم الاكتراث بحق الناس في الحياة.
أصل في أحايين كثيرة إلى القناعة بأن انفصال الجنوب ضروري كونه الوسيلة الوحيدة للرد على العدوان القادم من الشمال.
طيارون من محافظات الجنوب عاطلون عن العمل.. كفاءات عسكرية مسرحة.. أكاديميون مقصيون.. في مختلف المهن مورست انتهاكات طويلة ولا حدود لها ضد أبناء المحافظات الجنوبية.
وبالتأكيد أنني لست الوحيد في المحافظات الشمالية الذي يدرك هذه الحقائق ويقدر حجم المأساة التي وقع فيها الجنوبيون نتيجة إخلاصهم للوحدة.
أيها الجنوبيون:
لست معكم حين تحرضون ضد كل ما هو شمالي.. لست معكم وأنتم تكيلون التهم ضد بيت هائل، لأنني أحاول التبرير لمثل هكذا حملات فلا أجد لها منطقا يساندها ولا حتى عملا يمكن تصنيفه سياسيا.
بيت (هائل) محترم ويستحق الاحترام وما خبرناه عن هذا البيت الأصيل أقوى وأعتى من ان تنال منه هرطقات عابرة وتكتيكات مرتعشة.