حالة إعلان الولاء للشرعية , التي بدأها بعض قادة الألوية العسكرية تتواصل ولكن بالزى المدني , فقد لحق بالعسكر , ولكن أيضا متأخر جداً بعض الساسة من أصحاب الولاء والعيار الثقيل والأعمى للمخلوع صالح , إذ بينهم من قاد حملة تصفير العداد لتمديد وبقاء المخلوع في السلطة الأمين العام المساعد للمؤتمر سلطان البركاني , وكذلك محمد ناجي الشايف، وعوض الوزير، ورشاد العليمي و أحمد عبيد بن دغر ذراع المخلوع الأيمن ونائبه في رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام , الذي حصل على دعم خاص من صالح تبوأ بسببه عدد من المواقع القيادية في الدولة آخرها نائبا لرئيس حكومة محمد سالم باسندوة و وزيرا للاتصالات , ولم يبقى من جماعات المنشقين , إلا أن يعلن المخلوع صالح وعبدالملك الحوثي ولائهم للشرعية وحزم امتعتهم والسفر للمشاركة في مؤتمر الرياض الذي دعا له الرئيس عبدربه منصور . من منا يصدق هذا الانقلاب المفاجئ في ولاء هؤلاء وتأيدهم لشرعية الرئيس هادي , بعد أن حاربوه, وقاموا بدعم حلف المخلوع صالح وعبدالملك الحوثي ومليشياتهم , التي ارتكبت جرائم إبادة ضد المدنيين في المدن الجنوبية والشمالية ومن يصدق, أن مشاركة هؤلاء في مؤتمر الرياض جاءت لتجنب البلاد ويلات الحرب واستجابة للقاعدة الشعبية للحزب و حرصا على السلم المؤسساتي الذي يتبعه الحزب في اتخاذ قرارات مصيرية , كما أن لا أحد يستطيع ضمان ولاء هؤلاء المنشقين للشرعية , بسبب فسادهم الكبير , حينما كانوا وزراء في حكم المخلوع صالح , الذي صمته عن فسادهم كان مجرد مناورة ثعلب علنية , بينما في الخفاء, كان يعطي أوامر لرجاله في الاستخبارات اليمنية بتوثيق فساد النخب السياسية, وفساد بعض النخب ألإعلامية والقبلية صوت وصورة وبالوثائق و بطريقة ذكية ,منظمة وممنهجة تجعل من ابتزازهم و وإخضاعهم بالأمر السهل, يتحولوا بعدها إلى مجرد دُمى في يد المخلوع , لا تستطيع تغيير ولائها له , مهما تغيرت الظروف , وألان هناك الآلاف من الملفات السرية والأفلام المصورة والتسجيلات في يد المخلوع صالح ضد هؤلاء المنشقين, فمن بالله يصدق ولائهم المتأخر جداً .
المشاكل السياسية والاقتصادية للبلاد تفاقمت بسبب فساد هذه النخب وضعف انتمائها و ولائها للوطن , وهذا التصرف وغيره , لا يمكن فهمه خارج سباق الولاء والارتماء في أحضان النظام السابق للمخلوع صالح, الذي شيطن الأهداف النبيلة , وأكثر من اللعب على أوتار الإرهاب والحروب الداخلية ومن الابتزاز السياسي لهذه النخب وإذلالها المستمر , وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات والشكوك حول الانشقاقات المتأخرة , هل هي صحوة ضمائر فجائية ؟ أم إنه طابور خامس يشكله المخلوع المشهور بالمراوغة والكذب والابتزاز , وهؤلاء مجموعه من خبز يده والعجين وخريجي مدرسته , التي تميزت بتنوع الولاءات لها القبلي والسياسي الغير قابل للتغير , الذي حتى الدين ورجالة لم يسلموا من ابتزازه , فهو يمسك بأوراق مهمة ضدهم وانشقاق بعضهم عنه كان سطحياَ وصورياً, فالزنداني, الذي شاركه بجهاديين وفتاوى في اجتياح الجنوب عام 1994 , يعلن ولائه , حتى ألان صمتاً , بسبب ملفه الأسود , الذي يقبع في مكتب المخلوع صالح , والقتلى والأحياء لا يستحقوا فتوى منه تدعمهم أو كلمه تطيب خاطرهم لأنهم جنوبيون , أما الحوثي فتى إيران المدلل , من يسمي نفسه قائد المسيرة القرآنية , الذي دمر المخلوع محافظته صعده وقتل أبنائها .
كذلك تحالف مع صالح وضحى بالآلاف من أبناء صعده في معارك ضد الجنوب وشعبه , والغريب أن ولاء الحوثي قوياً جداَ للمخلوع لدرجة , أن يتحمل لوحده مع أنصاره الاتهامات بالقيام بإعمال سلب نهب و ارتكاب المجازر ضد المدنيين , مع أن مليشيات صالح أيضا تشارك في تلك الأعمال الإجرامية , بالمقابل يسأل الجنوبيين أين هم رجال الإصلاح وقبائل حاشد وبكيل وقادة الفرقة الأولى دروع ومقارم وعبايات مما يجري في الجنوب من دمار وإجرام بشع بحق المدنيين ؟ , أم أن مشاركة هؤلاء جميعاً تقتصر على لقاء جماعة الانشقاقات العسكرية والحزبية , ديناصورات القبيلة وساسه التعامل المزدوج, التي لازالت تدين بالولاء سراً للمخلوع صالح وانشقاقهم عنه مجرد ديكور لمسرحية رخيصة .