مما لا شك فيه إلى ان أي صراعً في أي بلد كان يتسبب في نزوح الألاف من الأسر، بل يصل احيانا ذلك العدد الى مئات الألاف، وعلى سبيل المثال سوريا التي بلغ عدد النازحين والمهاجرين منها بسبب الصراع القائم بين السلطة والمعارضة بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي أشارت في تقريرها الى أن واحداً من بين ثمانية سوريين على الأقل، فروا عبر الحدود، وهو ما يساوي تماماً مليون شخص. ولعل أكثر ما يميز المجتمع اليمني عن غيره من المجتمعات العربية هو الترابط والتماسك والتلاحم، فنجد المواطن اليمني البسيط يحرص كل الحرص على صلة الارحام وتقوية العلاقات الاسرية والتواصل مع أقاربه حتى ولو كانو في أقاصي الارض، بل و في أحلك الضروف والإزمات لا يغيب عنهم ابدا، والغريب أن الصراع في اليمن والذي بدأ منذ سنوات والحصار الذي تفرضه المملكة العربية السعودية وقوات التحالف العربي على بلادنا تسبب في نقص المواد الغذائية وأنعدام المشتقات النفطية وإنقطاعً دائم للكهرباء والغاز والمياة، الأمر الذي يجعل الوضع المعيشي في اليمن مهدد بحصول كارثة أنسانية ومجاعة فاقمة بحسب تقارير الأممالمتحدة أيضا والمنظمات الدولية. بالاضافة الى حالة الرعب والخوف والهلع التي أصبح يعيشها معظم سكان اليمن نتيجة الضربات الجوية والقصف المستمر لطيران قوات التحالف للمدن والمحافظات وسقوط ما يقارب الألفين شهيداً من المدنيين الأبرياء والألاف من الجرحى والمصابين وتدميراً شبه كامل للبنية التحتية كالمطارات والموانئ والمدارس والمصانع والجامعات. الخ، كل هذا واليمنيين العالقين في الخارج لازالو كل يوم ومنذو بداية #عاصفة_الحزم وهم يتظاهرون أمام السفارات والمنظمات الدولية في مصر والهند والاردن مطالبين بفك الحصار وتمكينهم من العودة الى بلدهم. كل اولئك اليمنيين العالقين في الخارج والبالغ عددهم نحو ( تسعة ألف) ليسوا مصرين على العودة الى اليمن بأسرع وقت ممكن لأن معظمهم سافر للعلاج وبعضهم للدراسة ولا يستطيعون البقاء مدة أطول خارج الوطن لسوء أوضاعهم المعيشية ونفاذ ما يصرفون به على أنفسهم، بل لأنهم لا يستطيعون مفارقة وطنهم وأهلهم وذويهم في مثل هذه الضروف العصيبة، وهذه هي الميزة التي نمتاز بها مسشتهدا بقول أحدى الامهات اللاتي تمكنت من العودة الى اليمن عن طريق جيبوتي حيث قالت لدى وصولها مطار صنعاء الدولي قبل قصفه "نحمد الله على عودتنا الى اليمن، ولا نطلب منه سوى أن نموت في بلادنا". وما اردت قوله من خلال مقالتي هذه هو انه وطالما عدد اليمنيين العالقين بالخارج لا يتجاوز ربع السقف المخصص سنوياً للمعتمرين من بلادنا، وجميع اولئك سافرو بطريقة شرعية وبجوازاتً رسمية، فلماذا لا تعمل المملكة العربية السعودية على تخفيف معاناتهم كونها من تسببت في ذلك، عن طريق إبلاغ سفاراتها بتلك البلدان لإعطائهم تأشيرات العمرة ليتمنكو من خلالها زيارة بيت الله الحرام وأداء العمرة ومن ثم العودة الى ديارهم عبر منفذ الطوال الحدودي البري مع اليمن.