رئيسا يخاطبني من الرياض خطابا يبكي ويتباكى على الأمي وجراحي ومعه نخبة تفننت في كلمات ومفردات وصف مشاهد اغتيالي وسفك دماء أخواني واستباحة ارضي وعرضي اجتمعوا في أفخم القاعات المكيفة لم أجد فيها ممثلا صادقا لحالي سوء رموز الماضي التي تسببت لآلامي وجروحي ونحن في عدن دون كهرباء وماء شعبا مجروح ومدينة منكوبة شوارعها لم تعد شوارع بل خراب ودمار مبانيها ركام حجارة وأتربة أطلال وبقايا مدينة كانت شاهدة على وحدة العلقم حين رفع الطاغية فيها رأيه الوطن الجديد الذي أنشدناه وحلمنا به ورددناه كل صباح وفي كل مناسبة اعتقدنا انه حلم تأخر و سيفتح لنا أبواب والخير والنعيم وسنسعد بثروة البلد ونعمة التلاقي وسنعرف الحب والسلام والوئام واذا به حلم تبدد و وحدة نهبت وأفرغت من محتواها حولوها لكابوس مزعج بمجرد ذكره يصرخ في وجهك ألف مظلوم وأكثر من مقهور ومحروم وحدة حاميها الأمن المركزي وحارسها الحرس الجماهيري وصاحبها علي عفاش الطاغية . خدعوك مدينتي الفاضلة لم يكونوا عند مستوى المسئولية فكانوا جزء من المؤامرة و تركوك يا عدن للطغاة وهم على بعد أمتار من ضواحيك هربوا مرعوبين وتركوا أبنائك توجه الاجتياح والتخلف والعنجية باعوك بأرخص الأثمان فتصد لهم شبابك المدني الذي لا يعرف العنف او التعامل مع السلاح لكنه يحمل قضيتك وشموخك وعزتك أباء ان تذلي وتهاني فسطروا أروع الملاحم البطولية لحمايتك وتصدى لمشروعهم الطائفي المقيت . والفارون في الرياض يناورون على ماذا عليك ام للكسب والسلطة لم يستطيعون تأمينك كمنطقة يحكمون منها او دعم الشباب الصادق دعم يتبخر في أروقة المصالح والمرتزقة وتجار السلاح ومن له مشروعه الخاص في دولته الخاصة طائفية كانت او خلافة هذا التمزق في النسيج النضالي والتعصب الأعمى السخيف اسقط مناطق وأحياء وخلف شهداء وجرحى يحملون في قلوبهم وطن ومدينتهم عدن أي أمل بعد ذلك يعدوننا به اجتمعوا وصفقوا وهللوا ليصدروه لنا أملا هلامي تداعبنا أشعة الشمس الخادعة كسراب وتوهمنا ان الأمل قريب وأملي استعادة وطن ومدينتي عدن أمنها مدنيتها سلامها تعايشها حبها و وئامها أريد عدن تلك المدينة القابعة في حضن البحر ويحميها رب العالمين بجبل شمسان عدن التي تعايش فيها اليهود مع الهنود والصومال والفرس والطليان وصيادي الأرض ومرتاديها ومحبيها من كل بقاع الأرض اليمنية المعطاة والعربية الأصيلة والعالم عدن قبل ان يجتاحها متوحشو الجبال وبداوة الصحراء قبل ان يحكمها الجهل والتسلط والعنجهية و الطواهيش والمرتزقة هل تعيدوا لي عدني حبي وعشقي وتاريخ يحكى وتحاكى به الأقدمون قصص فيها حكم ومآثر مشبعة بالمشاعر الإنسانية الرقيقة بالرقي والتطور والنهوض كمدينة سباقة في التلفزيون والإذاعة و الرياضة والفن والمسرح والسينما والثقافة والفكر والسياسة والحركات العمالية والنضالية المتنوعة فكرا ورؤى ومشاريع وأيدلوجيا مدينة تجمع كل الأطياف والطوائف وكلا يحترم الأخر في حقه وحقوقه أنها بيئة صحية للتعايش عدوه الوحشة والتوحش أريد عدن مدينة أمنة يرحل عنها الطغاة واللصوص والفيروسات المدمرة اذهب لشيخ عثمان لاشتري الفل والكادي والزعيتران والحنون اللحجي والورد ولا يباع فيها أدوات القتل في سوق السلاح الذي فتحت أبوابه اليوم اذهب للبحر لتنزه و للسباحة والاصطياد لا للهرب من نارهم ونيرانهم أتسوق في الزعفران وتحت مسجد النوار الشهير ازور الهاشمي والعيدروس لا خوف لا رعب لا إرهاب خذوا المناصب والمكاسب و ما شئتم من قذارة الجاه والسلطة واتركوا لي عدن مدينة كل مدني كل مسالم كل مفكر ومثقف ومبدع وفنان ليمارس حياته بحرية وعدل ومساواة .