انتظرنا كثيرا وترددنا عن التطرق لمثل هذه المواضيع لاعتبارات عديدة ومضينا مع أمل الجرحى الذين جرى ويجري منحهم وعود بإسعافهم وتحسين أوضاعهم لكن الأمل يتضاءل يوما بعد يوم والجرح يغور وجراح الجرحى تتضاعف وتكاد آمال الجرحى وأقاربهم تتلاشى بسبب ازدياد معاناة الجرحى وإهمالهم بسبب تدهور أوضاعهم الصحية وعدم وجود طرق لإسعافهم وعدم وجود أي مستشفيات يمكن إسعاف الجرحى إليها. الكثير من الجرحى الذين إصاباتهم بالغة جرى إسعافهم إلى يافع قبل أن يعودوا إلى الضالع ولم يحصلوا على العلاج اللازم حتى هذه اللحظة. - وعند زيارتنا إلى مستشفى النصر بالضالع وجدنا معاناة الكثير من الجرحى واخبرنا الأطباء هناك أن أكثر الجرحى لا يحصلون على أدنى الإسعافات بسبب عدم وجود المعدات الطبية والأدوية اللازمة لهم وأن معظم الإصابات الخطيرة تتعرض للإهمال وتؤدي إلى مضاعفات صحية يصعب بعدها إنقاذهم. - وناشد أهالي الجرحى والأطباء المنظمات الإنسانية والمؤسسات الخيرية إلى إنقاذ المصابين. - غالبية الأطباء يفضلون لو يجري إيصال مستشفى ميداني إلى الضالع يحوي غرفة عمليات متكاملة بالإضافة إلى أشعة مقطعية وجهاز رنين مغناطيسي بالإضافة إلى الأدوية الضرورية. وبحسب إدارة المستشفى فأن ابرز الأشياء الضرورية التي تفتقدها المستشفى هي: - عدم وجود تيار كهربائي وحتى المولد الخاص بالمستشفي لا يستطيعون تشغيله لانعدام مادة الديزل، وهذا يؤدي إلى تعطيل عمل الأطباء واستحالة إجراء العمليات التي كان بالإمكان إجرائها في الضالع بحسب الإمكانيات المتاحة. - عدم وجود الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لإجراء العمليات وخاصة عمليات كسور وتهشم العظام وغيرها. - انعدام اسطوانات الاوكسجين. - انعدام الكثير من المعدات الطبية الضرورية كمسامير تثبيت العظام والصفائح المعدنية وغيرها. - عدم وجود وحدة عناية مركزة متكاملة. - عدم وجود أي أجور أو حوافز للطاقم الطبية في حال يتطلب إحضار أطباء متخصصين. وغيرها من الأمور والأشياء التي سنتناولها لاحقا وبالتفصيل.
هنا أسماء بعض الجرحى الذين تسوء حالتهم الصحية ولم يتمكن أقاربهم من إسعافهم:
- أحمد محمد حسين البكري - إصابة بالغة في العمود الفقري أدت إلى تهشم الفقرات وعدة شظايا قذيفة هاون في الساقين وهو بحاجة إلى أشعة مقطعية وجهاز رنين مغناطيسي وإجراء عدد من العمليات الجراحية في العمود الفقري والساقين لكن لا توجد إمكانية لإجراء العمليات سواء في الضالع أو يافع وغيرها.
- علاء محسن الدبسي- أصيب بجروح بالغة في العنق أدت إلى كسر فقرات الرقبة وحالته الصحية خطيرة جدا وبحاجة إلى عملية جراحية معقدة لكن لم يتمكن من الحصول على أشعة مقطعية وجهاز رنين مغناطيسي.
- محمد قايد الابجر- أصيب بكسور في ساقه الأيسر ولم يتمكن الأطباء من إجراء عملية جراحية له بسبب عدم توفر صفائح تثبيت وغيرها من المستلزمات الأخرى
- ناصر مسعد الجحافي- أصيب بقذيفة في اليد اليسرى أدت إلى إصابته بكسور وتهشم في عظام الذراع بالإضافة إلى تمزق الأنسجة ويحتاج إلى عملية زراعة الأنسجة وتثبيت العظم لكن لم يستطع الأطباء إجرائها بسبب انعدام المستلزمات الطبية المطلوبة.
والكثير من الجرحى الآخرين الذين لم يتمكن الأطباء من إسعافهم وينتظرون المصير المجهول..
غالبية الأطباء الذين قابلناهم يتحدثون عن ضرورة نقل غالبية الجرحى إلى الخارج وبسرعة لإنقاذهم قبل فوات الأوان حتى لا يفقدون أطرافهم بسبب إصابتهم بالتسمم في حال أستمر وضعهم الصحي على هذه الحالة.