الأحداث الدامية التي تشهدها عدن وبقية مناطق الجنوب تمثل ذروة الصراع بين القوى الظلامية الشريرة المتخلفة وبين قوى الشعب المحرومة صاحبة حق الأرض وتقرير المصير ، وبين هذا وذاك هناك عناصر تخدم العدو بطريقة مباشرة وغير مباشرة وذلك من خلال إفشالهم لأي تقدم حقيقي لصالح قوى الشعب المقهورة المتمثلة (بالمقاومة الجنوبية) في مختلف الجبهات وجبهة ردفان العند (سيلة بله) خير مثال ، وهذا إذا دل على شي فإنما يدل على تبعية أُؤلئِك العناصر لقوى الشر والفساد والإجرام في صنعاء بقيادة المجرم الهارب من بلاده علي محسن الأحمر واللوبي الشمالي المتواجد في الرياض التابع له وزبانيتهم من الجنوبيين المتواجدين في الرياض ايضاً والمتواجدين على الأرض ويقودوا بعض الجبهات ، فخلال أكثر من ثلاثة أشهر من العدوان على الجنوب وتدمير بنيته التحتية وقبل ذلك تدمير الإنسان الجنوبي لم نرى أو نسمع عن إي دعم حقيقي لجبهات الجنوب بل شاهدنا تقسيم الجنوب إلى جزر صغيرة وفيها مجاميع تقاتل هنا وهناك ولا يوجد بينها إي تنسيق حقيقي وهذا قد يسهل للقوى المتصارعة في صنعاء من السيطرة عليها بعد ان تتم التسوية السياسية إذا حصلت فعلاً. عدم التنسيق بين الجبهات في مناطق الجنوب وعدم دعمها بالشكل الكافي يدل على ان السياسة التي تتخذها عناصر الشرعية تهدف إلى حماية ما يسمى بوحدة اليمن التي فشلت فشلاً ذريعاً يعرفه القاصي والداني وايضاً يتخذون تلك السياسة الدنيئة من أجل حماية المصالح الشخصية لتلك العناصر ومن يمثلونهم في الجنوب والتي تم أخذها بغير وجه حق وكل ذلك على حساب الدم الجنوبي الذي يراق كل يوم.
ومن هذا المنطلق الذي تم ويتم التعامل مع شعب الجنوب منذ دخول عبد ربه منصور هادي إلى عدن وهروبه منها وترك الناس يواجهون مصيرهم أمام آلة القمع العسكرية لجيش اليمن الشمالي بكامل قوته وعتاده ، يجب على قيادات الجبهات في كل الجنوب وبالأخص الذين يدافعون عن القضية السياسية الجنوبية ويقاتلون تحت راية الجنوب من أجل إستعادة الدولة الجنوبية وتقرير المصير أن يوحدوا صفوفهم وينسقوا فيما بينهم ويعملوا على تشكيل قيادة عسكرية مشتركة في كل مناطق الجنوب وإعتبار هذا الصراع البائس بين قوى الشر في الشمال بمثابة القرار النهائي الملزم لكل الأحرار في الجنوب بان يعملوا على الوقوف صفاً واحدا ضد هذا الإجرام المنظم وتشكيل جبهات جديدة في مختلف مناطق الجنوب المتواجد فيها المحتل من أجل اشغاله وتوجيه له الضربات الموجعة حتى انتزاع كافة حقوق شعبنا وتغيير هذا الوضع المزري بالقوة العسكرية ، أما إذا استمرت عناصر الشرعية بالسيطرة على الأمور وكل عملها يتم توجيهه من عصابات الإجرام الدموية الشمالية فإن الظروف الإجتماعية مهيأة للإنفجار في إي لحظة وحينئذٍ لاينفع الندم والله المستعان..