ارتقى عصر يوم أمس شهيداً البطل المقاوم الشاب اليافع: سالم محمد سالم جُنبل الخلاقي (الزير سالم)، ابن صديقي وزميلي محمد سالم أحمد جنبل الخلاقي، أثناء مشاركته في معركة المطار وتحرير خورمكسر من القطعان الهمجية الحوثية-العفاشية..ووُري ثرى عدن التي انجبته وعاش في أحضانها الدافئة وتشرب حبها، وحين رأى حياضها تُنتهك من تتار العصر (أنصار الشيطان المخلوع) نهض لنداء الواجب دفاعاً عن حياضها من دنس الغزاة المعتدين مع أشبال عدن ورجالها الأبطال.. لم يُطلق عليه لقب (الزير سالم) جزافاً.. فقد كان، رغم صغر سنه، بطلا صنديداً عرفته جبهات المقاومة في جولة السفينة القريبة من مسكنه، وكان أحد الأبطال الذين أوقفوا الغزاة وكسروا شوكتهم في هذه الجولة، التي ينبغي أن يُطلق عليها (جولة الشهداء).. وشارك بوجه خاص في جبهة البساتين وجعولة وبئر فضل، ثم معركة المطار، وكان يسارع الخطى لنجدة المقاومين في أي موقع يتطلب منه ذلك مع رفاقه الأبطال.. إنه أحد أشبال الجنوب الذين ولدوا بعد وحدة الشؤم والغدر، فلم يكمل بعد ربيعه الثامن عشر، لكنه آثر الالتحاق بالمقاومة، على حياة الدعة أو الاستسلام، وتعلم مثله مثل شباب عدن حمل السلاح مضطرا، بعد حرمانهم من مقاعد الدراسة منذ بدء العدوان، وتدرب عليه في ميادين الشرف وأجاد استخدامه بمهارة، وظل رفيقاً له لا يفارقه ثم ظل متنقلاً في الجبهات والخنادق مقاوماً مستميتاً لا يحب إلاّ أن يكون في الصفوف الأولى في مواقع المواجهات الساخنة جنبا إلى جنب مع رفاقه الأبطال المقاومين من أجل حرية واستقلال الجنوب والخلاص من جحافل الغزاة الباغين... فارقنا (الزير سالم) في غمرة الفرحة بأجواء النصر الذي تعيشه عدن وكل مدن وقرى الجنوب الذي كان يحلم أن يحتفي به قريباً، لكن يكفيه فخراً وشرفاً أنه كان أحد صناعه الأبطال.. لن ننسى شهيدنا البطل وكل شهداء المقاومة الجنوبية الذين لولا تضحياتهم لما فرحنا بالنصر.. وعهداً علينا الوفاء لهم .. الرحمة والخلود للشهداء.. الشفاء للجرحى .. والخلاص للأسرى...