بعد إعلانها ضبط شبكة تجسس.. رئيسة منظمة حقوقية في صنعاء تتنبأ بنهاية المليشيات الحوثية    انهيار جنوني .. محلات الصرافة تعلن السعر الجديد للريال اليمني مقابل العملات الأجنبية صباح اليوم    حسام حسن: البعض يخشى نجاح منتخب مصر.. والتحكيم ظلمنا    الاتحاد البرازيلي: عقوبة المعتدين على فينيسيوس هينة    برشلونة يقدم أول عرض لهدف ريال مدريد    انفجار الوضع في عقر دار الحوثي واشتباكات قبلية عنيفة ضد المليشيات بعد محاولتها اعتقال هذا الشيخ البارز    عن جيراننا الذين سبقوا كوريا الشمالية!!    أطراف الصراع في اليمن وحرب المصالح    هل فقدت مليشيا الحوثي بصيرتها؟!    ثغرات فاضحة في بيان جماعة الحوثي بشأن "شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية".. وأخطر ما رد فيه!    دفعة رابعة من القادة تجتاز برنامجا تأهيليا بالقوات الجنوبية    الحوثيون يوقفون عشرات الأطباء والعاملين الصحيين في صنعاء تمهيدًا لفصلهم من وظائفهم    ماهي إنجازات الانتقالي؟    عبدالعزيز بن سعود يقف على جاهزية قوات أمن الحج "صور"    حكم التضحية بالأضحية عن الميت وفق التشريع الإسلامي    إتلاف كميات هائلة من الأدوية الممنوعة والمهربة في محافظة المهرة    تشيلسي مهتم بضم الفاريز    ساني متحمس لبدء يورو 2024    رومانو: تشيزني على ابواب الدوري السعودي    إعلان مفاجئ من بنك الكريمي بعد قرار البنك المركزي بعدن وقف التعامل معه!!    الحكومة تندد باستمرار التدمير الحوثي الممنهج للقطاع الصحي    "صنعاء على صفيح ساخن.. الرعب يسيطر على المليشيا الحوثية و حملة اعتقالات واسعة"    مجلس الأمن يتبنى مشروع قرار يدعم مقترح بايدن لوقف إطلاق النار بغزة    تعز التي لم تفرط بواجبها    لماذا لن تحقق صفقة إسرائيلية-سعودية السلام في الشرق الأوسط    إغلاق مستشفى حريب العام بمارب بسبب الإضراب عن العمل بسبب تأخر الرواتب    الشيخ زايد بن سلطان .. هل كان يحب اليمنيين الجنوبيين أم الشماليين ؟    أكبر عملية سطو في تاريخ الأدوية اليمنية: الحوثيون يسيطرون على مصانع حيوية    ادارة الموارد البشرية بكاك بنك تدشن دورة تقيم الاداء الوظيفي لمدراء الادارات ورؤساء الاقسام بالبنك    بوتين يهدد بنقل حرب أوكرانيا إلى البحر الأحمر    غرق وفقدان عشرات المهاجرين الأفارقة قبالة شواطئ شبوة    السلطات السعودية تكشف عن أكبر التحديات التي تواجهها في موسم الحج هذا العام.. وتوجه دعوة مهمة للحجاج    "الأونروا": الدمار الذي شهدته غزة لا يوصف وإعادة الإعمار يحتاج 20 عاما    النفط يرتفع وسط توقعات بزيادة الطلب على الوقود خلال الصيف    آخر ظهور للفنان محمد عبده عقب تلقيه علاج السرطان .. شاهد كيف أصبح؟ (فيديو)    الحوثيون يمنحون مشرفين درجة الماجستير برسالة واحدة مسروقة وتم مناقشتهما(أسماء)    دعوة لمقاطعة مبخوت بن ماضي    العطش وانعدام الماء والكهرباء في عاصمة شبوة يصيب مواطن بجلطة دماغية    فضل الذكر والتكبير في العشر الأوائل من ذي الحجة: دعوة لإحياء سُنة نبوية    مانشستر يونايتد يسعى لتعزيز هجومه بضم المغربي يوسف النصيري    وزارة المالية تعلن إطلاق تعزيزات مرتبات شهر مايو للقطاعين المدني والعسكري والمتقاعدين    ارتفاع في تسعيرة مادة الغاز المنزلي بشكل مفاجئ في عدن    جرة قلم: قمة الأخلاق 18    خلال تدشين الخدمة المدنية للمجموعة الثانية من أدلة الخدمات ل 15 وحدة خدمة عامة    افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية    تدشين مخيم مجاني للعيون بمديرية العدين في إب    افتتاح معمل وطاولة التشريح التعليمية ثلاثية الأبعاد في الجامعة اليمنية    الرواية الحوثية بشأن حادث انهيار مبنى في جامع قبة المهدي بصنعاء و(أسماء الضحايا)    "هوشليه" افتحوا الطرقات!!!    عالم آثار مصري شهير يطالب بإغلاق متحف إنجليزي    منظمة الصحة العالمية تدعو للاستعداد لاحتمال تفشي وباء جديد    السيد القائد : النظام السعودي يتاجر بفريضة الحج    أحب الأيام الى الله    النفحات والسنن في يوم عرفة: دلالات وأفضل الأعمال    ما حد يبادل ابنه بجنّي    بعد أشهر قليلة من زواجهما ...جريمة بشعة مقتل شابة على يد زوجها في تعز (صورة)    الحسناء المصرية بشرى تتغزل باليمن و بالشاي العدني    أطباء بلا حدود: 63 ألف حالة إصابة بالكوليرا والاسهالات المائية في اليمن منذ مطلع العام الجاري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد ساعات فقط من تحرير عدن .. علي عبدالله صالح يدعو لوقف الحرب بصورة عاجلة
نشر في عدن الغد يوم 16 - 07 - 2015

الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح

علي عبد الله صالح (21 مارس 1942 -)، الرئيس الأول للجمهورية اليمنية منذ قيام الوحدة بعام 1990. وكان قبلها رئيس الجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) منذ 1978إلى 1990. تعد فترة حكمه أطول فترة حكم لرئيس في اليمن منذ العام 1978 وحتي 25 فبراير 2012 وهو صاحب ثاني أطول فترة حكم من بين الحكام العرب - الذين هم على قيد الحياة حاليا. انطوت فترة حكم علي صالح في 21 فبراير بانتخاب المرشح التوافقي عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية اليمنية، كان قد تعرض لمحاولة اغتيال يعتقدا أنها من الداخل في جمعة 3 يونيو ومن ثم تم نقله فجر الأحد إلى السعودية لتلقي العلاج اللازم. يجدر بالذكر إلى أن موجة عارمة من المظاهرات الغاضبة قد هبت في كل أرجاء اليمن منذ منتصف يناير 2011، ولا زالت، لإسقاط نظامه الذي دخل عامه الثالث والثلاثين رغم أن راس النظام المتمثل بعلي عبد الله صالح قد خرج من السلطة، والتي اتهمه معارضوه بالسعي في قمعها عبر الأجهزة الأمنية. ويتهمه المتظاهرون بالتسبب بالتخلف والأمية والفقر والفساد الذي تعاني منه البلاد لسنين طوال.

حياته المبكرة
ولد علي عبد الله صالح في 21 مارس 1942 في قرية بيت الأحمر، منطقة سنحان، محافظة صنعاء، لأسرة فقيرة من قبيلة حاشد، وعانى من مشقة العيش بعد وفاة والده (وفي روايات أخرى "بعد طلاق والديه") في سن مبكرة. عمل راعياً للأغنام، وتلقى تعليمه الأولي في "معلامة" (كتاب) القرية، ثم ترك القرية عام 1958 ليلتحق بالجيش في سن السادسة عشرة.[بحاجة لمصدر]
يقول هو أنه "كان جندياً منذ يفاعته، وكذلك إخوته كانوا جنوداً. كان الجيش مهرباً من الفقر وسوء المعاملة". التحق بمدرسة صف ضباط القوات المسلحة في 1960. في 1963 رقي إلى رتبة ملازم ثان، وشارك مع الثوار في الدفاع عن الثورة أثناء حصار السبعين، بعدها التحق بمدرسة المدرعات في 1964 ليتخصص في حرب المدرعات، ويتولى بعدها مهمات قيادية في مجال القتال بالمدرعات.


الطريق إلى السلطة
بعد توليه مسئولية قائد لواء تعز عاصمة الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين، وثاني أكبر محافظات الجمهورية العربية اليمنية، أصبح علي عبد الله صالح معروفاً لدى القادة والمشائخ في اليمن الشمالي، وارتبط بعلاقة قوية مع شيوخ القبائل أصحاب النفوذ القوي في الدولة كالشيخ عبد الله الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني السابق.
في 1974 وصل إبراهيم الحمدي إلى السلطة بأجندة ثورية جديدة رافعاً مبادئ مختلفة تنحو منحى قوياً نحو التصالح مع النظام الحاكم في جنوب اليمن، وتبني رؤى اشتراكية للتنمية في اليمن الشمالي، والدفع في اتجاه الوحدة اليمنية، مما أدى إلى تقارب كبير مع النظام الجنوبي، والمد القومي العربي، كما أدى إلى ارتفاع شعبية الحمدي في الشارع اليمني الذي شعر بأن الحمدي يدفع اليمن نحو تنمية حقيقية تنعكس على المواطن العادي. وقد ساعده في ذلك عائدات المغتربين في السعودية والخليج. وقد كان مثل نظام الحمدي ضربة حقيقية لنظام المشائخ القبلي في اليمن هددت باقتلاعة في فترة قياسية.ولكنة فشل في ذلك وادى إلى كره المشائخ له
في 11 أكتوبر 1977 حدثت جريمة اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي وشقيقه عشية سفره إلى الجنوب لأجل توقيع اتفاقية بشأن الوحدة اليمنية، وسُجلت القضية ضد مجهول.يتهم ثوار فبراير 2011 الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالضلوع في جريمة الاغتيال، ويذهب البعض إلى أنه شخصيا من أطلق الرصاص ومن ثم توالت الطعنات على جسد الرئيس إبراهيم الحمدي.
خلف أحمد الغشمي الراحل إبراهيم الحمدي في رئاسة الجمهورية العربية اليمنية لأقل من سنة واحدة، وهو القاتل للحمدي بحسب المخابرات الجنوبية. ومن ثُم قُتل هو بدوره في مؤامرة غير واضحة الأبعاد بانفجار حقيبة مفخخة أوصلها له مبعوث الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي، والذي أعدم بعد عدة أشهر في الجنوب. وبعد أقل من شهر من مقتل الغشمي، أصبح علي عبد الله صالح عضو مجلس الرئاسة رئيس الجمهورية العربية اليمنية بعد أن انتخبه مجلس الرئاسة بالإجماع ليكون الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية في 17 يوليو 1978م.


الوحدة اليمنية
كانت الوحدة اليمنية، ويُفضل الإعلام اليمني الإشارة إليها على أنها (إعادة تحقيق للوحدة)، الشغل الشاغل للثوار في شطري اليمن، وكانت من ضمن أهداف ثورتي الشمال والجنوب. خلال الأعوام التي تفصل الثورتين عن الوحدة لم يتوقف قادة الشطرين عن اللقاء وجدولة استراتيجيات الوحدة، وكان توقيع الاتفاق النهائي قريباً غير مرة، إلا أن مخططات معينة أوقفته بسبب الخلافات بين النظام الشمالي القبلي، والجنوبي الاشتراكي، ومعارضة السعودية.
بعد مقتل سالم ربيع علي، عانى النظام في الجنوب مشاكل واضطرابات عنيفة، هدأت نسبياً في سنوات الانفراج بين الشمال والجنوب بعد أن تولى علي ناصر محمد الرئاسة في الجنوب، واستمر الطرفان في التقارب، غير أن الحسابات بين الشيوخ في الشمال، والجهات الخارجية، والقادة الجنوبيين أنفسهم بسبب تقلقل النظام السياسي قادت إلى انفجار الوضع في الجنوب في حرب 13 يناير 1986 الشهيرة، والتي نتج عنها اختفاء عبد الفتاح إسماعيل، وفرار علي ناصر محمد إلى الشمال، ومقتل علي عنتر وزير الدفاع، وتولي علي سالم البيض الحكم في الجنوب. أدت التصفيات بين الرفاق إلى انهيار الأحلام الاشتراكية في الجنوب، وصدمت بشاعة الحرب ودمويتها الجنوبيين.
زار علي عبد الله صالح الجنوب بعد الحرب فاستقبله الشعب بالبشرى ما أعطاه الثقة بأن الوقت قد آن لقطف ثمار الجهد الوحدوي الطويل لكل القادة الذين سبقوه، فبدأت خطوات وحدة اندماجية متعجلة، واتفاقات حل نهائي، ولعبة توازنات دقيقة أدت إلى خروج علي ناصر محمد من اليمن نهائياً، حتى وقع في 22 مايو 1990 على إعلان الوحدة اليمنية مع علي سالم البيض رئيس الشطر الجنوبي، وبموجب اتفاقية الوحدة أصبح الشطران يمناً واحدة، وأصبح علي عبد الله صالح رئيساً لليمن الموحد، وعلي سالم البيض نائباً له، وأصبح لكل من حزبي المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني نصيب متوازن في السلطة.

اختلال التوازن السياسي
بعد الوحدة؛ ولمدة 4 سنوات، حصلت الكثير من القلاقل والمشاكل في شمالي اليمن وجنوبها، مع انتشار الفساد المالي والإداري، وتدني المستوى الأمني لأدنى درجاته مع وقوع الاغتيالات. إضافة لذلك؛ حصلت خلافات جمة بين علي عبد الله صالح ونائبه علي سالم البيض، وانتقل هذا الاختلاف إلى الحزبين الحاكمين آنذاك المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني مما أدى إلى انقسام في الصف واهتزاز الوحدة نفسها. وعلى الأرجح أن الوحدة كانت مستهدفة خارجياً من الأيام الأولى لقيامها، فاستمرت الاختراقات والاضطرابات إلى أن تفجر الوضع بأبشع صورة في مايو 1994 باندلاع حرب الانفصال.


حرب الانفصال
بعد الأغتيالات التي طالت مسئولي الحزب الأشتراكي في حكومة الوحدة وتواصل الحزب الاشتراكي مع اطراف خارجية وفشل الحزب الاشتراكي في انتخابات 1993م كانت صدمة للبيض وحزبة مماادى إلى ان وصلت الأمور في اليمن إلى الحد الأقصى، وفي حين اعتقد المجتمع الدولي ومعه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن أي أفكار للانفصال الشامل هي أفكار غير ممكنة التحقيق لأن عقد الجنوب سينفرط إلى عدة دويلات متناثرة؛ صعقهم الالتفاف التلقائي لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية خلف عدن كعاصمة للجنوب.
بدأت المناوشات في ابريل 1994 في شمال العاصمة صنعاء في معسكر الصمع وفي وادي دوفس بمحافظة أبين الجنوبية، ومن ثم تفجرت حرب دموية شرسة، عُرفت بحرب الانفصال، أو حرب الألف ساعة والبعض يرفض تسميتها انفصال ويفضل مصطلح انحلال لأن الوحدة تمت بين دولتين تتمتعان بالسيادة ومن ثم ليس انفصال بقدر ما هي عودة للوضع السابق.والوضع السابق هو ان اليمن واحدة منذ الازل ولم تحكم جنوب اليمن الا 23 عام من 1967م رحيل بريطانيا إلى1990م عام الوحدة ماعدا ذلك فاليمن دولة واحدة وتلك فترة لا تذكر في تاريخ الدول.

بقاء خطر الانفصال
يرفض صالح الإقرار بخطر الانفصال على بلاده، أو بتبعات حرب 1994 المدمرة على بلاده، فبعد حرب الانفصال، أُعيد صياغة المشهد السياسي اليمني بكامله، واستبعد منه الحزب الاشتراكي اليمني، في مقابل الصعود المدوي لحزب صالح، حزب المؤتمر الشعبي العام، وانعكست الحرب وأخطار الانفصال في عدم استقرار النظام سياسياً، والتهديد المستمر بانفصال حضرموت عن اليمن بدعم خارجي. أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية يشعرون بأنهم ظلموا، وأن بلادهم أصبحت غنيمة حرب، خصوصاً بعد الفتاوى المدمرة التي صدرت بحقهم في حرب 1994 وأهم هذه الفتاوى هي الفتوى المشهورة فتوى الديلمي، ولعل هذا ما حدا بمجموعة من المعارضين اليمنيين إلى إنشاء منتدى أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية المطالب بالانفصال مجدداً. وطبعاً محافظة حضرموت الكبيرة والغنية بالنفط، والتجارة، والمكانة التاريخية المتميزة، والتي تشكل تهديداً خاصاً كونها مرشحة للانفصال عن اليمن، خصوصاً مع المساحة الجغرافية الكبيرة التي تحتلها، وبعدها عن العاصمة، وانفرادها بالعديد من المقومات الخاصة، كما أن دولاً أجنبية تلعب في هذا السياق.
وهُناك محافظات (منسية) مثل المهرة لا يبدو أنها تحتل موقعاً من الاهتمام اليمني. كما أن أبناء محافظة عدن قد بدؤوا بالتذمر علانية مما أصاب المحافظة من نهب مستمر للخيرات. بالإضافة إلى كل ما سبق، فإن وجود العديد من القيادات اليمنية في الخارج يسمح بوجود معارضة قوية في الخارج مدعومة من مخابرات أجنبية، وهذه المعارضة قادرة على التأثير لسلخ أجزاء من اليمن عنها.
حاول صالح أن يخفف من هذه الضغوط، فأصدر عفواً عن قائمة الستة عشر الشهيرة في 2002، وهي قائمة قادة الانفصال المطلوبين في اليمن لأحكام الإعدام، أملاً في إعادتهم إلى اليمن ومنعهم من التحول إلى قوة كبيرة خارجها.


الحرب على الحوثيين
في 2004 شن النظام اليمني حرباً شرسه على الحوثيين في محافظة صعدة القريبة من الحدود السعودية والبحر الأحمر بحجة أنه ينادي بعودة النظام الإمامي الزيدي الذي قضت عليه ثورة 26 سبتمبر، وقال بعض الخبراء أن السبب الرئيسي وراء الحرب هو شعار الحوثيين المناهض لسياسات الولايات المتحدة.
نشرت العديد من الشائعات في ذلك الوقت منها أن الحوثي ادعى الأمامة والنبوة.
حاولت الدولة القضاء على الحوثي بسرعة لكنها فشلت نتيجة صعوبة التضاريس في المنقطة، دعى صالح إلى مصالحة مع المتمردين, وهناك من يعتبر الحرب من بدايتها نتيجة تراكمات السياسات الخاطئه التي ينتهجها النظام وهناك من يرجع سبب اندلاع الحرب هو رفض حسين الحوثي القدوم لصنعاء من اجل اعلان الولاء.
أثارت الحرب على الحوثيين أزمة في الدولة، فبسبب أصبحت البلاد مهددة بحرب طائفية، كما أن الدعم الذي تلقاه من جهات خارجية ومحلية جعل الأزمة تتضخم، خصوصاً مع التعاطف الذي لقيه من بعض الأحزاب اليمنية الرسمية، وجهات متشددة دينياً في الدولة, من الجهه الأخرى هناك من ينتقد النظام لتهييج الشارع وإعطاء الحرب غطاء طائفي من اجل حشد الدعم الشعبي لها بدلاً من محاوله ابقاء البعد الطائفي بعيداً عنها خصوصاً انها تزامنت مع الحرب الطائفية التي كانت مشتعله بالعراق.
أعلنت الدولة مقتل حسين بدر الدين الحوثي بعد معارك عنيفة في جبال صعدة لكن جثته لم تسلم لذويه ونشر الإعلام الرسمي صورة له وهو مقتول، واشارت العديد من المصادر والصحف إلى ان حسين الحوثي استسلم في النهاية ولكن القائد العسكري العميد ثابت جواس اطلق عليه النار وأرداه قتيلاً.
لكن هذه لم تكن نهاية الحرب، فقد قام النظام اليمني بشن ست حروب جديدة ضد الحوثيين كان أخرها الحرب التي شنتها النظام اليمني بدعم عسكري ومالي سعودي وكان يقودها من جهة الحوثيين الأخ الأصغر لحسين الحوثي عبد الملك الحوثي.


الديموقراطية والتعددية وحقوق الإنسان
اعتمد الرئيس علي عبد الله صالح خيار الديموقراطية واحترام الرأي الاخر منذ تحقيق الوحدة عام 1990 وأصبح أول رئيس يمني ينتخبه الشعب مباشرة في انتخابات 1999، حيث تم تأسيس العديد من الاحزاب على اسس فكرية كحزب المؤتمر والحزب الاشتراكي وحزبي البعث، وأخرى إسلامية تنظيمية كالتجمع اليمني للإصلاح وهو أكبر أحزاب المعارضة وأقواها وأخرى على اسس طائفية كحزب الحق وغيرها. ولالقاء الضوء على خارطة الاحزاب اليمنية في ادناه تسلسل الاحزاب حسب أهميتها:
حزب المؤتمر الشعبي العام
حزب التجمع اليمني للإصلاح
الحزب الاشتراكي اليمني
حزب التحرير

دخل علي عبد الله صالح انتخابات 22 سبتمبر 1999 يواجه مرشحاً وحيداً، اختير بعناية، فبعد أن رفض البرلمان كل المرشحين الآخرين، قبل أخيراً نجيب قحطان الشعبي نجل الرئيس الجنوبي الأول قحطان الشعبي، والذي كان عضواً في المؤتمر الشعبي العام، ليؤمر بالانشقاق والترشح ضد صالح فكان دمية جورب وفق النظرة الغالبة في اليمن. ومع تعيين صالح وزيرة لحقوق الإنسان، فإن حقوق الإنسان في اليمن في انخفاض مستمر، بسبب تسلط العسكر والشيوخ على المواطنين، وأحكام السجن الاعتباطية، كما إهدار أرواح المواطنين بشكل لا آدمي، وبرغم من حملة صالح للتخلص من السجون الخاصة بالشيوخ في أواخر التسعينات إلا أن ذلك لم يؤد إلى ردع شيوخ القبائل في اليمن، فلا تزال العاصمةصنعاء تشهد من حين لآخر مواجهة بين شيخ وآخر، أو مع قوات الأمن، ومن أشهرها معركة أبناء الأحمر مع قوات الأمن اليمنية قرب السفارة الفرنسية، وقيامهم بقطع الطريق. سجلت اليمن بعض التجاوزات في اعتقال الصحفيين على خلفية تجاوزهم لقانون الصحافة والنشر وضوابط نقابة الصحفيين واستخدام الصحافة ورقة بيد الاحزاب بعيداً عن المهنية، وتم على اثر ذلك إغلاق بعض الصحف ومصادرتها. وكان أشهر الصحف التي تعرضت لملاحقه منظمة من قبل الدولة هي صحيفة الأيام والتي كانت أكبر صحيفة يومية في اليمن فمنذ العام 1998 تم ملاحقة الصحيفة قضائياً وكانت وزارة الأعلام تقوم برفع العديد من القضايا ضد الصحيفة بشكل سنوي حتى تم اغلاقها بالقوة العسكرية في 4 مايو 2009. وعلى الرغم من اعتماد حرية الاعلام في القانون اليمني إلا أن نظام الرئيس صالح قام بملاحقة الصحفيين وقمعهم بشكل وحشي ومنظم وصل حد القتل خصوصاً بعد اندلاع الثورة الشبابية ضد حكمه في العام 2011.. وكان الهجوم على دار صحيفة الايام في عدن في 12 مايو 2009 و5 يناير 2010 مثال صارخ لتلك الوحشية حيث استخدمت قذائف الأر بي جي ضد المبنى الذي يأوي ملاك الصحيفة وتم محاصرهم عسكرياً لمدة 3 ايام.


إعلانه عدم الترشح لولاية ثانية
رغم تعديل الدستور في 2003 واعتبار ولاية صالح الحالية ولايته الأولى، ما يمنحه الحق في الترشح لولاية ثانية مدتها سبع سنوات، أعلن في حفل بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لتوليه السلطة نيته عدم الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة في 22 سبتمبر 2006، وأدى إعلانه إلى حالة توتر شديدة. خرجت مظاهرات شعبية، وحملات لجمع التواقيع فيما اعتبرته المعارضة مسرحية سياسية تهدف لحشد التأييد الشعبي لصالح، وخرجت مقابلها مظاهرات أيدت عزمه عدم الترشح لولاية جديدة، لكن الأمر بقي معلقاً، ففي أي لحظة يستطيع العودة عن قراره، خصوصاً وأن حزبه تمسك به كمرشحه للرئاسة في الانتخابات المقبلة، وأن المعارضة لم تقدم أي مرشح.
في المؤتمر الاستثنائي لحزب المؤتمر الشعبي العام، أعلن الرئيس علي عبد الله صالح في 21 يونيو 2006 أن قراره ليس مسرحية سياسية، وأنه جاد في عزمه عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن على حزبه أن يجد مرشحاً بديلاً له، لكنه عاد للترشح في وقت لاحق.
وترشح صالح ضد بن شملان الذي رشحته أحزاب اللقاء المشترك وفاز صالح لفترة رئاسية جديدة.
في 11 ديسمبر 2010 تقدمت الكتلة النيابية للحزب الحاكم الذي يترأسه صالح بمشروع قانون يقضي بالسماح لصالح بالترشح لفترة رئاسية قادمة، بل ويلغي تحديد مدة الرئاسة والذي عرف حينها بمشروع تصفير العداد وسماه البعض (خلع العداد) إلا أن أحزاب المعارضة الرئيسية والمنضوية تحت تكتل اللقاء المشترك أعلنت مقاطعتها لجلسات البرلمان واعتبار مشروع التعديلات انقلابا على الدستور ومضامين الجمهورية.
وبعد نجاح ثورة الشعب التونسي 14 يناير 2011 وبعدها ثورة الشعب المصري 11 فبراير 2011 وخروج الشعب اليمني بمسيرات قدرت بالملايين تطالب برحيل صالح عن الحكم أعلن عن عدم نيته الترشح لانتخابات 2013 وكذلك عدم نيته التوريث لنجله أحمد والذي يشغل منصب قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة كما اعلن تجميد مشروع التعديلات الدستورية.


الاحتجاجات اليمنية
هي احتجاجات مطلبية بدأت بشكل متقطع منذ 3 فبراير/شباط عام 2011 م ثم تُوّجت بيوم غضب في يوم الجمعة 11 فبراير/شباط عام 2011 م (وهو يوم سقوط نظام حسني مبارك في مصر). تأثرت هذه الاحتجاجات بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة الشعبية التونسية التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي. كما ازداد زخمها بعد نجاح ثورة 25 يناير المصرية وسقوط نظام حسني مبارك يوم الجمعة 11/2/2011 م. قاد هذه الاحتجاجات الشبان اليمنيون بالإضافة إلى أحزاب المعارضة للمطالبة بتغيير نظام الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 عاماً, والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.
بالمقابل، يرى آخرون أيضًا أنَّ الرئيس علي عبد الله صالح يمثل صمام الأمان لما تمر به المنطقة والبلاد اليمنية تحديدًا في الوقت الحالي مثل خطر وشبح الانقسام بعد استمرار المظاهرات المطالبة بالانفصال حتى خلال فترة (الازمة)، وهكذا تحركات القاعدة، والتحركات القبلية والانشقاقات الحزبية والعسكرية، فيرى هؤلاء أنَّ تسليم الدولة في مثل هذه الظروف يعني خيانة الوطن والتخلي عن مسئوليته أمام الله ثم الشعب وأمام التأريخ الذي سيسطر هذه الفترة التأريخية بعناية تامة نظرًا لأهميتها في التحولات الأيدولوجية في المنطقة العربية والإسلامية.


أنباء عن محاولة اغتيال
في 3 يونيو 2011 وبعد حشد أنصاره في جمعة أسموها جمعة الأمن والأمان، في الوقت الذي اسماها شباب المعارضة جمعة الوفاء لتعز الصمود، تمت محاولة اغتيال الرئيس اليمني في مسجد دار الرئاسة. اتهم الإعلام اليمني أنصار الشيخصادق الأحمر - شيخ حاشد بارتكاب ما أسمته بالجريمة بينما نفى مدير مكتب صادق الاحمر"عبد القوي القيسي"من خلال الجزيرة أي صله للهجوم.
لكن في صحيفة الثورة الرسمية اتهمت تنظيم القاعدة بتدبير محاولة الاغتيال.
،وفي صوت يعتقد بأنه للرئيس على عبد الله صالح وبعد ساعات من الحادث أكّد فيه أنه بخير، وأشار في رسالة صوتية وجهها مساء الجمعة، إلى أن الهجوم الذي استهدفه وقع أثناء جهود وساطة مع أبناء الأحمر.
في عصر الجمعة 3 يونيو 2011، اكتنف مصير الرئيس علي عبد الله صالح غموضاً إثر أحداث ما سمي بثورة الشباب اليمنية المطالبة برحيله، وفي فجر يوم الاحد الخامس من يونيو من عام 2011 أعلن الديوان الملكي السعودي وصول الرئيس اليمني للأراضي السعودية لتلقي العلاج جرّاء الإصابات الناتجة عن محاولة اغتياله وتكهن الكثيرون بانه الخروج النهائي لصالح من صنعاء.
يرى آخرون أن ثمة مشاركة قام بها أولاد الاحمر مع احزاب اللقاء المشترك لترهيب ثورة الشباب اليمنية وفي فجر الأحد الخامس من يونيو من عام 2011 أعلن الديوان الملكي السعودي وصول الرئيس اليمني للأراض السعودية لتلقي العلاج من الاصابات الناتجة عن محاولة اغتياله وتكهن الكثيرون بانه الخروج النهائي لصالح من صنعاء.
في السابع من يوليو 2011 وهي ذكرى انتصار قواته (التي أسماها الرئيس بقوات الشرعية على الانفصاليين في الجنوب بحسب مسميات الحزب الحاكم) ظهر الرئيس صالح في فيديو مسجل من السعودية ووجهه به حروق ولا يستطيع تحريك يديه وتظهر عليه آثار الارهاق والقى كلمة موجهة للشعب اعلن فيها انه اجرى ثمان عمليات جراحية ناجحة وقدم الشكر للمملكة العربية السعودية واثنى على جهود نائبه عبدربه منصور هادي. بعد هذا الظهور بيومين ظهر ثانية بصورة أفضل وبوضع صحي أحسن مما أكد أن التصوير الذي تم بثه من يومين كان مسجلا بتاريخ سابق بفترة، حيث ظهر في هذا التصوير يحرك يديه ورجليه ومرتديا لبدلة رسمية، فيما كان قد تكهن عدد كبير من المعارضين بأن الرئيس قد أصيب بالشلل بعد مشاهدتهم للظهور الأول للرئيس صالح.
وفي يوم الجمعة الثالث والعشرين من سبتمبر 2011 وبعد اكتمال علاجه عاد إلى اليمن. وفي 23/1/2012 غادر اليمن إلى سلطنة عمان ومن ثم إلى الولايات المتحدة للعلاج وقد سلم نائبة عبدربة منصور هادي صلاحياتة الدستورية لحين انتخاب رئيس جديد للبلاد.


نهاية حكمه رسميا
إنتهى كرئيس للجمهورية دستورياً وقانونياً في يوم السبت 25 فبراير من عام 2012م، بعد انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيساً للجمهورية اليمنية وبعد أداء عبد ربه منصور هادي القسم امام مجلس النواب طاوية صفحة (علي عبد الله صالح) في رئاسته لليمن، لاكثر من 33 سنة.




المزيد
دعا الرئيس اليمني السابق "علي عبدالله صالح" إلى وقف فوري للحرب في اليمن وذلك بعد ساعات فقط من خسارة وحدات عسكرية موالية له وميليشات تابعة لجماعة الحوثي لمعركة عسكرية في مواجهة المقاومة الجنوبية بمدينة عدن .
وجات دعوة صالح ضمن بيان مطول نشره على صفحته بالفيس بوك مساء الخميس وجاء فيه
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن عمل بهديه إلى يوم الدين
الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات أعضاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام وأعضاء وأنصار أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي :
حياكم الله ورعاكم وسدد خطاكم
في مناسبة عيد الفطر المبارك المناسبة الدينية العزيزة على كل أبناء شعبنا اليمني الأبي الكريم وكل أبناء أمتنا العربية والإسلامية يتوجب علينا أن نعطيها حقها من بث مشاعر المودة والإخاء وتعزيز الثقة العظيمة في الله سبحانه وتعالى بالحمد والشكر على نعمة الإيمان والتوفيق في إقامة أركان الدين الحنيف وأداء فريضة الصوم, وأن نتقدم بالتهاني والتبريكات بعيد الفطر المبارك الذي يحل في ظل ظروف عصيبة يعيشها شعبنا وبلادنا.. داعين الله سبحانه وتعالى أن يمنّ عليكم وعلى كل أبناء الوطن أينما كانوا وحيثما حلوا بعظيم الجزاء وحسن الثواب وأن يهدينا جميعاً إلى سواء السبيل, فصلتنا بالله عز وجل ستظل وثيقة في كل الأحوال في الملمات كما في المسرات وفي السراء والضراء طاعة وعبادة وتمسكاً بالعروة الوثقى التي لا انفصال لها, فالظروف العصيبة أدعى إلى تعزيز قوة الإيمان:
"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" صدق الله العظيم
الأخوة والأخوات الأعزاء في كل ربوع الوطن اليمني وخارجه..
إننا ونحن نستقبل أيام عيد الفطر المبارك لا يمكن أن تغيب عن مشاعرنا وأنظارنا الأوضاع المأساوية والكارثية التي تحيط بشعبنا وبلادنا جراء جرائم العدوان السعودي الغاشم والغادر والتي طالت أثاره الحاقدة والمدمرة كل جوانب الحياة في العاصمة صنعاء وكافة المدن والمحافظات بما فيها العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن الباسلة والصامدة, غير أن شعبنا الأبي المجاهد والصابر والصامد في كل أرجاء الوطن كما كان أهلاً للصمود ولأداء فريضة الصوم في ظل العدوان فإنه لابد أن يعيش أبياً وشامخاً أيام العيد بكل معانيه الدينية والروحية والوطنية مهما كانت الآلام والأوجاع التي يعاني منها, والقيام بواجباته معززاً صلته الوثيقة بالله حمداً وشكراً على كل ما أنعم علينا به وأبتلانا به, ونسأله أن يشد من عزم شعبنا الأبي المجاهد ويعزز قوته وأن ينصره في كل خنادق ومواقع المواجهة للعدوان المتواصل من أجل إيقافه والحفاظ على عزتنا وكرامتنا وسيادة الوطن وصون وحدته .. والأساس وحدته الوطنية الراسخة والتغلب على كل شرور الفتن الهادفة لتمزيقها والإجهاز على وحدة الوطن لا قدر الله.
الإخوة الأعزاء أعضاء المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي.. وكل الوطنيين الأحرار من أبناء شعبنا الوفي:
إن بلادنا اليوم أشد ما تكون حاجة إلى المزيد من التماسك والتعاون والتكامل في جبهة وطنية عريضة تكون أهلاً لمواجهة كافة التحديات والتغلب على كل الأسباب والعوامل التي أدت إلى الأوضاع المأساوية والكارثية التي أشرنا إليها.. ولذلك فإن الواجب الوطني يحتم على الجميع التحلي بالمزيد من اليقظة والتصدي لكل محاولات توسيع هوة الاختلافات والصراعات والحروب المقيتة بين أبناء الوطن الواحد التي يجب أن تتوقف بصورة عاجلة, وهو ما يتوجب على الإخوة في المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي والإخوة في أنصار الله أن يكونوا أشد يقظة وإدراكاً لمخططات الفتنة التي يراد لها أن تنخر في صفوفهم كجزء من المؤامرة الكبيرة التي يجري تنفيذها بحقد شديد ضد الوطن اليمني بكامله بعد أن كادوا أن ينجحوا في إشعال الفتنة المذهبية والطائفية وإخراج ما يجري في بلادنا من دائرة الصراع السياسي العسكري المرفوض أيضاً من قبل الجميع, ولاشك بأن الحالة المتدهورة والميؤس منها في العديد من الأقطار العربية قد شجع على ذلك لأبعد الحدود.
ومع ذلك فإننا على ثقة كبيرة بأن شعبنا الأبي الشامخ لن ييأس ولن يتوانى في التحمل والصبر والصمود البطولي المتعاظم في المواجهة والتصدي للعدوان وكل أدواته التدميرية, كما أن شعبنا لن ييأس من قدرة أمته العربية والإسلامية والذي يرى أن البعض من أبنائها أضعف ما يكونوا أمام قوى الهيمنة وسطوة المال العربي الذي صار يوظف اليوم ضد حاضر.. ومستقبل الأمة العربية والإسلامية, وخاصة بعد أن افتقدت قياداتها الواعية والوفية والمخلصة لقضاياها المصيرية والصادقة, وأن يكون موقف الأحرار العرب حاسماً في تحمل مسئولياتهم التاريخية في سبيل الإنتصار على كل المؤامرات التي تحاك ضد سلامة الأمة العربية والإسلامية وسيادتها القومية وجوهر قضاياها المصيرية ومحاولات ومخططات تهديم مقومات نهوضها الحضاري وفرض المزيد من الإخضاع والتركيع.. والإضعاف والتقسيم في دويلات عاجزة لا مكانة لها ولا قوة ولا تأثير إلا فيما ينال منها ويذهب بها لسوء المآل.
الإخوة والأخوات الكرام:
في هذه المناسبة نؤكد بأن المؤتمر الشعبي العام سوف يظل عند عهده وميثاقه كتنظيم سياسي رائد ومتجدد وقلعة وطنية حصينة تجمع ولا تفرق حاضنة لكل شرائح المجتمع اليمني تتمثل قاعدته العريضة بالملايين من المنتمين له والمناصرين له في كل محافظات الجمهورية..ومن أجل ذلك سيبقى الأحرص على التعبير عن إرادة الشعب, والإمتثال لضميره الحي, والمجاهد من أجل حماية مصالحه العليا والدفاع عن مكتسباته ومنجزاته العظيمة.
وسوف تبقى أيادينا ممدودة لكل الخيرين من أبناء شعبنا الحريصين على التعاون والتكامل مع كافة التنظيمات السياسية والتوجهات الوطنية التي تلتزم بذات المنهج وتسير في نفس الطريق الذي اختاره الشعب.
إن ما تعرض له المؤتمر الشعبي العام من جرائم عدوانية غادرة استهدفت رموزه وقياداته ومقراته ومنازل وممتلكات أعضائه لا يزيدنا إلاّ قوة وصلابة وإصراراً على الوقوف المبدئي الثابت في صف الشعب ومواصلة الجهاد والمقاومة في كل جبهات ردع العدوان وإيقافه والإنتصار لسيادة الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وكرامته.
بل ويزيدنا ذلك اعتزازاً بأننا لم نخذل شعبنا ولم ولن نخون وطننا ولن نفرط أو نساوم على المبادئ والقيم والمواقف الوطنية, أو تتاجر بدماء الشهداء ودماء الجرحى والمعوقين مجسدين طموحات وتطلعات شعبنا في حياة حرة وعزيزة وكريمة تحت راية الوحدة والحرية والديمقراطية والشراكة الوطنية كما أرادها وأختارها اليمنيون كلهم.. دون إقصاء لأحد أو استثناء لفريق أياً كان!!
ويبقى أن نحذر مجدداً من أخطر ما يواجهه شعبنا في هذه المرحلة التي تفاقمت مخاطرها باستمرار القتال والإحتراب بين أبناء الوطن الواحد.. في أكثر من محافظة من محافظاته المنكوبة , وهو ما ينذر بأشد العواقب والأضرار بالنسبة للوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي اليمني المتماسك الذي ظل مصاناً طوال المراحل المختلفة من تاريخ شعبنا الحديث والقديم.
إننا على ثقة كبيرة بأن العدوان الخارجي السعودي الغاشم بكل جرائمه البشعة وتدميره لكل مقدرات الوطن والشعب لا يمكن أن يؤثر أبداً على وحدتنا الوطنية بل إنه سوف يزيدها قوة ورسوخاً, ويزيد النسيج الوطني تماسكاً وثباتاً في محاولات شق الصف الوطني, ولكن الخطر كله.. هو استمرار القتال والاحتراب الداخلي الذي يجب العمل على إيقافه في أسرع وقت, بل يجب أن يكون في مقدمة الأهداف والجهود الوطنية والإجتماعية والقبلية والسياسية من أجل تحقيقها صوناً لأغلى ما يملكه ويعتز به شعبنا الواحد.. وأن نحقق بذلك إفشال أخطر حلقات التآمر الخارجية على شعبنا.. وبلادنا ووحدتنا التي هي عنوان كرامتنا وقوتنا وعزة حياتنا وصيانة حاضرنا وضمان مستقبلنا عبر تحقيق المصالحة الوطنية واللجوء إلى الحوار الذي طالما دعونا إليه وسعينا من أجله لحل أي خلافات أو تباينات بين أبناء الوطن الواحد, لأن هدف التوافق السياسي يبقى بعد إيقاف الاحتراب والعدوان أمراً مستطاعاً يمكن تحقيقه في أقصر الأوقات؛ لأنه بيد اليمنيين الذين كانوا أقرب ما يكونوا إليه قبل تفاجئهم ومعهم كل العالم من حولهم بالعدوان السعودي الغادر والوحشي الذي يقوم بحرب إبادة شاملة ضد شعب بكامله؛ فهذا العدوان مهما استمر وتمادى المعتدون في حربهم الإبادية, ومهما طال أمده فإنه سوف يبوء بالفشل ولن يخلف سوى حمل ثقيل من الأحقاد والضغائن التي سوف يكون لها تأثيراتها الخطيرة على حاضر ومستقبل كل أبناء شبه الجزيرة العربية والمنطقة بكاملها ما لم يتم تلافي ذلك بكل الوسائل والسبل التي أوجبها ديننا الإسلامي الحنيف وتفرضها أخلاقيات وتقاليد الجوار الحميم والتي عصفت بها جرائم العدوان السعودي الغادر والمستمر.
أما بالنسبة لشعبنا اليمني الأبي المجاهد فسيظل ثابتاً على مبادئه وأخلاقه.. وأن الآلام الكبيرة والأحزان المريرة التي سببها العدوان جراء كل ما حدث ويحدث فإنها زادت من قوة القلوب اليمانية المؤمنة التي يمتلكها شعور واحد تجاه العدوان وأدواته وأياديه الأثيمة.
ومع ذلك نقول لإخوتنا في كافة دول الخليج العربية ودول التحالف العربي المزعوم والمشئوم بأن شعبنا اليمني كله لا يرضى أن تستقبلوا أيام عيد الفطر المبارك ولا أن تصوموا شهر رمضان وأقطاركم تتعرض للعدوان والحصار وتعيش المآسي والآلام .. وتقدم التضحيات الجسيمة .. نعم لا يرضى بذلك مطلقاً حتى في أيامكم العادية .. فكيف قبلتم ورضيتم أنتم بأن يعتدى على شعب بأكمله ويتعرض للموت والفناء والتدمير لكل مقومات الحياة بدون وجه حق أو مسوغ قانوني تحت مبرر دعم شرعية زائفة وتقتلون شعباً من أجل شخص انتهت شرعيته وصلاحيته.
بل كيف فعلتم ذلك بإخوانكم وجيرانكم وما هو ردكم حين توجه مثل هذه الأسئلة الصعبة إلى كل واحد منكم وقبلكم إلى أصحاب القرارات الجائرة لديكم.. كيف رضيتم بإقتراف كل تلك المحرمات
في عدوان غادر وشامل على الشعب اليمني.. الشعب الذي هو أصل كل العرب؟!
إنه مما يحز في النفس ويعصر القلوب ألماً بأن شعوب الأمة العربية والإسلامية تحتفل بقدوم عيد الفطر المبارك بفرح وابتهاج وفي أمن وأمان بينما شعبنا اليمني يستقبل هذا العيد تحت القصف المتوحش والحصار الجائر, كما أن الملايين من أبناء شعبنا اليمني المنكوبين الذين فقدوا آبائهم أو أمهاتهم أو إخوانهم أو أبنائهم وخاصة الأطفال أو الذين تدمرت مساكنهم وفقدوا كل ما يملكون بسبب العدوان ونزحوا من بقايا وأنقاض مساكنهم وأحيائهم ومدنهم وقراهم التي أصبحت أطلالاً أو أثراً بعد عين من جراء وحشية العدوان وأصبحوا بلا مأوى يتضرعون جوعاً ويسكنهم الخوف والرعب والألم, بسبب صلف وجبروت وحقد العدوان السعودي على شعبنا اليمني, لا نملك إلاّ أن نقول لكل أم ثكلى فقدت طفلها أو زوجها أو أخيها, ولكل طفل فقد أباه وأمه, قلوبنا معكم تتألم من ألمكم وتتوجع من أوجاعكم, واثقين بأن فرج الله قريب وأن العدوان مهما بلغ من الصفاقة والغرور لابد أن ينتهي ولابد أن ينال المعتدون عقابهم الرباني إن عاجلاً أم آجلاً وما الله بغافل عما يعمل الظالمون.
وفي الختام فإنني لابد أن أتوجه بتحية الإجلال والتقدير لكل أبناء شعبنا اليمني الوفي الصامد ولقواته المسلحة والأمن ولكل الأوفياء في خنادق الصمود .. والصبر.. والمواجهة, وأكرر التهاني لهم مترحماً على أرواح كل الشهداء الأبرار المنعمين بأعظم الجزاء وأطهر صفحات المجد والخلود والذين هم عند ربهم يرزقون, متمنياً الشفاء العاجل لكل الجرحى والمعوقين.
سائلاً الله رب العزة والجلال المنتقم الجبار أن يحفظ اليمن واليمنيين, وأن يكتب السلامة للجميع, وأن يبدل خوفهم أمنا إنه على كل شيء قدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.