حينما زرت دولة "الإمارات" العربية المتحدة أواخر شهر مارس الماضي لحضور ورشة عمل عن الشأن اليمني قررت ان أعود إلى "عدن" وان اكتب عن "التجربة "الإماراتية" مثلما رأيتها بأم عيني .. وددت ان اكتب عن الكيفية التي تمكن فيها"الإماراتيون من تحقيق النجاح حيث فشل آخرون بنفس التجارب ،عدت حاملا أماني كثيرة عن أحلام عدة يمكن لها ان تتحقق في ""عدن"" وتكون مشابهة في أنحاء كثيرة للتجربة "الإماراتية في "دبي" ومناطق مختلفة من "الإمارات" لكن الحرب يومها اندلعت وهو ماجعل اهتمامي ينصب على نقل تطورات الحرب وتأجيل كافة المشاريع الصحفية الأخرى إلى مابعد الحرب . من يزر ""الإمارات"" يدرك ان كل هذا النجاح والعظمة في الانجاز لايرتبط بالمطلق بالثروة ولا بالسطوة ولا بالقوة ولكنه يرتبط "بالحكمة" والقدرة الحقيقة على إدارة عوامل النجاح المشتركة المرتبطة بالأرض والإنسان والعقل والثروة والتعامل الجيد مع كل المتغيرات أياً كانت . نجاح ""الإمارات"" سر قد لايعلمه إلا قياداتها وشعبها ولكنه نجاح يحسه الزائر لهذا البلد الذي الغيت فيه الكثير من المعايير البالية لصالح معايير احترام عقلية الإنسان واحترام عطاءه. مرت "الأيام" واندلعت الحرب في اليمن وتحديدا في مدينة "عدن" ولبى التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية نداء الواجب لنجدة أهل اليمن عامة وأهالي مدينة "عدن" على وجه الخصوص ومضت الحرب تدمر كل شيء جميل وتحرق الأخضر واليابس . ولا أنكر انه في لحظات كثيرة كان الأمل في داخلنا نحن أهالي ""عدن"" يتضاءل وكنا نظن ان لحظة السقوط في أيدي ميلشيات الحوثي وصالح بات قريبا منا للغاية ، لكن الصمود والأمل بالله كان كبير وكبيرا للغاية . ومع مرور الحرب كان الوضع يزداد تأزما حتى أعلن ان "الإمارات" العربية بجهازها السياسي والعسكري ضمن إطار قوات التحالف باتت المسئولة الأولى عن الملف الأمني والعسكري في مدينة "عدن" ، هنا فقط أدركت ان متغيرات الواقع العسكري في مدينة "عدن" سيتغير وهو ماحدث لاحقا . أثبتت الحكومة "الإماراتية" وقدراتها العسكرية أنها تملك من القدرة على قلب المتغيرات مايفوق أي توقعات ممكنة وهو ماحدث خلال أسابيع فقط منذ دخول ""الإمارات"" بشكل واضح وجلي على خط سير المعارك في ""عدن"". كنت أقول لأصدقائي ان الحكومة والعقلية السياسية التي صنعت المستحيل في كافة مناطق "الإمارات" قادرة على تغيير الوضع العسكري خلال أسابيع في "عدن" وانتظروا وهو ماحدث فعلا . ولم تكن "الإمارات" مثالا للقدرة العسكرية فقط لكنها كانت مثالا للإنسانية أيضا ،في "عدن" كانت اليد "الإماراتية" العسكرية إلى جانب المقاومة الجنوبية تدافع عن الأرض كانت هنالك يد إماراتية أخرى تسعى لإغاثة الناس والوقوف إلى جانبها، كان الأمر يشبه مقاتل يحمل سلاحه بيده اليمنى ويزرع بيده الأخرى "نبتة" تنفع الناس، يد تقاتل ويد تشيًد وتعمًر البلاد . كانت ""الإمارات"" هي البلد الوحيد الذي أصر على ان تصل سفن إغاثته إلى "عدن" رغم القصف والحصار الحوثي على مناطق مرور السفن بالقرب من موانئ "عدن" كافة وكانت "الإمارات" هي الوحيدة التي ذهبت للإهتمام بقطاع الكهرباء في "عدن" وكانت قريبة من الجميع في "عدن" . ان نجاح ""الإمارات"" في "عدن" ونجاح العقلية "الإماراتية" في إدارة ملف الحرب في "عدن" وتحقيق النجاح السريع بالتعاون مع دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وبتضحيات المقاومة الجنوبية مصدره عقود من القدرة السياسية المتميزة في إدارة الأزمات السياسية التي أرسى أسسها الشيخ "زايد بن سلطان" رحمه الله . في "عدن" والجنوب سنظل إلى ابد الآبدين نحمل معروفا لقيادة "الإمارات" وشعبها ولن ننساه ماحيينا ، وسنسعى جاهدين ان نرد الوفاء بالوفاء والجميل بالجميل ولايسعنى ونحن نقف وسط مدينتنا ""عدن" المحررة" إلا ان نقول ادام الله عزك يا أمارات ...