لا تخفي فرحة اليمنيين بتطهير لحج من مليشيات الحوثيين وقوات حليفهم المخلوع علي صالح مخاوف من وجود ألغام زرعها المدحورون، ما يشكل خطرا محدقا بالسكان. في وقت تتبع المقاومة فلول الحوثيين وحليفهم بالمناطق التي فروا إليها. تواصل المقاومة الشعبية اليمنية، المسنودة بقوات الجيش الوطني الموالي للشرعية، تطهير جيوب الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في محيط مدينة الحوطة وقاعدة العند في محافظة لحججنوب البلاد. وخاض مسلحو المقاومة والجيش أمس معارك عنيفة مع جيوب مليشيا الحوثي وقوات المخلوع التي تتحصن في مناطق قريبة من قاعدة العند وداخل مزارع بضواحي الحوطة, وشوهد عدد من الجثث في مناطق المواجهات ملقاة على طريق الحسيني العند يعتقد أنها للحوثيين. وقال أحد القيادات الميدانية للمقاومة في قرية كود العبادل بمنطقة العند إن رجال المقاومة تمكنوا خلال المواجهات من "قتل وأسر عشرات المقاتلين من أنصار الحوثي وصالح، وتطهير معظم المواقع التي فروا إليها بإسناد من قوات الجيش الوطني". وأوضح ماطر مهدي في حديث للجزيرة نت أن "عملية التمشيط والتعقب ما تزال مستمرة بحثًا عن عناصر من الحوثيين ربما تخلفوا عن المئات الذين لاذوا بالفرار من مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحجالجنوبية الواقعة شمال عدن، ومن قاعدة العند الواقعة في المحافظة نفسها". وينتشر العشرات من مسلحي المقاومة والجيش الوطني بأسلحتهم الآلية وقاذفات "آر بي جي" ورشاشات مختلفة في نقاط عسكرية لتأمين الطريق العام الممتد من قاعدة العند العسكرية وحتى مدينة الحوطة التي تعد البوابة الرئيسية للمدخل إلى محافظة عدن. وأكد البيض أحمد ناصر، أحد القيادات الميدانية للمقاومة بمنطقة وادي الحسيني الواقعة على الطريق بين الحوطة والعند، أن جميع مناطق وقرى محافظة لحج "أصبحت محررة وآمنة بعد تطهيرها بالكامل من مسلحي الحوثيين ومليشيات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح". وقال للجزيرة نت إن ما تبقى من أنصار الحوثيين وحلفائهم من أتباع المخلوع صالح، في محافظة لحج "جيوب صغيرة جداً فرت إلى الجبال والوديان، ويقوم مسلحو المقاومة بمحاصرتها لتطهير تلك المناطق خلال الساعات القادمة". كما تحدث عن المخاوف من وجود ألغام قام الحوثيون وحلفاؤهم من أتباع المخلوع بزرعها "ولهذا نحن ننصح المواطنين النازحين بعدم الاستعجال في العودة إلى منازلهم والتأخر يومين أو ثلاثة حتى يتم التأكد من خلو المساكن والمزارع من الألغام". وتسود حالة من الفرح والبهجة في أوساط سكان مناطق وقرى محافظة لحج منذ إعلان المقاومة أول أمس الثلاثاء السيطرة على مدينة الحوطة والمناطق المحيطة بها، وذلك بعد يوم من السيطرة الكاملة على قاعدة العند الجوية الإستراتيجية. وبدأت الحياة تدب من جديد في شوارع وأسواق عدد من مديريات لحج، بعد أن أتاح تحريرها من قبضة الحوثيين وتوقف الحرب لمن نزحوا من مناطقهم العودة لتفقد منازلهم. وقال مواطن في مديرية تبن بمدينة الحوطة للجزيرة نت "لقد تنفسنا الصعداء بخروج مليشيات الحوثي وصالح، بعد أربعة أشهر من الحصار بمنع تلك المليشيات عن الناس كل شيء بما في ذلك الماء والغذاء وحتى الحركة". وأضاف خلدون البرحي أنه بدخول المقاومة والجيش الوطني وتحرير عاصمة محافظة لحجالحوطة ومديرية تبن التي هي امتداد لمعسكر العند القاعدة الإستراتيجية في هذه المحافظة "وجدنا أننا مرتاحون ونحن نرى هذه الجموع من السكان يخرجون لجلب قوتهم ومائهم الذي منع فترة طويلة عنهم". و قال أيضا إن الطريق إلى عدن أصبح مفتوحا "وبات بإمكان أي شخص بمديريات لحج التحرك لممارسة حياته اليومية بكل حرية، لكن هناك تخوفا من وجود ألغام بعد إعلان المقاومة والجيش الوطني في بعض المساجد عن عدم استعجال النازحين بالعودة إلى مناطقهم حتى يتم تطهيرها من بعض الألغام".