كثفت قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي لشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بإسناد من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، استعداداتها للبدء بعملية عسكرية واسعة النطاق جواً وبراً، لتحرير محافظة شبوة (شرق اليمن) بالكامل في غضون الأيام القليلة المقبلة بمشاركة بضعة آلاف من المقاتلين وعشرات الآليات العسكرية المختلفة الثقيلة والمتوسطة، في حين أفادت مصادر صحفية يمنية، بأن قصفاً متبادلاً اندلع بين المتمردين وقوات التحالف الذي تقوده السعودية قبالة سواحل محافظة الحديدة غربي اليمن، كما أغار طيران التحالف على مواقع المتمردين في أنحاء اليمن. وأكد مصدر عسكري ل«الخليج» أن استعدادات عسكرية مكثفة تجريها المقاومة والجيش بدعم من التحالف، تمهيداً لتحرير شبوة بالكامل وإعادتها للشرعية والقضاء على انقلاب ميليشيا الحوثي وصالح، من خلال عملية عسكرية على قدر عال من الانضباط والتنسيق بين قوات التحالف وقوات المقاومة والشرعية تتضمن تحركات جوية وبرية متزامنة.
وقال المصدر ذاته، من المقرر انطلاق العملية بكل ثقلها في القريب العاجل، وإن العملية تستهدف تطهير شبوة من المتمردين عن طريق توجيه مقاتلات التحالف ضربات جوية مكثفة تستهدف مواقع وتجمعات الميليشيات، يعقبها مباشرة تقدم بري لأفراد المقاومة والجيش الذين يُقدر عددهم ببضعة آلاف، معززين بعشرات الآليات العسكرية تشمل كاسحات ألغام ودبابات ومدرعات حديثة، لتفادي مخاطر الألغام الأرضية التي تزرعها الميليشيات وتأمين تقدم المقاتلين المناهضين لها، وشل تحركات تلك الميليشيات الانقلابية، وبسط المقاومة سيطرتها على الأرض بداية من مفرق النقبة وصولاً إلى مدينة عتق عاصمة شبوة. ولفت إلى أن قوات محدودة من المقاومة والجيش تقدمت عقب تحرير محافظة أبين، صوب محافظة شبوة عبر مناطق العرم وقرن السواد الواقعة حسب التقسيم الإداري في نطاق مديرية حبان إحدى كبرى مديريات شبوة، وأفاد بأن مؤشرات المعركة المرتقبة تُرجّح تحقيق المقاومة بأسرع وقت انتصاراً ساحقاً على الميليشيات، نظراً للحالة التي وصفها ب«الانهزامية» التي تمر بها تلك الميليشيات المتمردة، نتيجة هزائمها المتتالية وخسائرها البشرية والمادية الفادحة بجنوب اليمن مؤخراً. وبالتزامن مع أنباء عملية تحرير شبوة، نزحت عشرات الأسر من منازلها بمدينة عتق وضواحيها، إلى مناطق ومدن مجاورة، خشية المواجهات المسلحة التي من المتوقع أن تدور بين قوات الشرعية والميليشيات الانقلابية. وقتل خمسة مسلحين حوثيين وأصيب ثلاثة من أفراد المقاومة الشعبية باشتباكات في شبوة، وقد شهدت الليلة الماضية سقوط 13 قتيلاً وعشرات الجرحى الحوثيين بغارات للتحالف العربي في محافظة الحديدة (غرب). وقالت مصادر إن خمسة مسلحين حوثيين قتلوا، وأصيب ثلاثة من أفراد المقاومة الشعبية، خلال اشتباكات بين الجانبين في منطقتي النقبة والضلعة، وهما آخر موقعين للحوثيين في محافظة شبوة، حيث استخدمت فيها المقاومة المدفعية الثقيلة. كما قالت المصادر إن 13 مسلحاً حوثياً قتلوا، وأصيب العشرات، في غارات شنها طيران التحالف الليلة قبل الماضية على تجمعات للحوثيين في مديرية الجراحي، بمحافظة الحديدة، وأضافت أن بين القتلى المسؤول الأول للحوثيين في المديرية، وأنه شوهدت آليات تنقل جثثاً إلى مدينة الحديدة بعد الغارات. وجدد طيران التحالف غاراته الجوية على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح بمدينة إب، وأهمها في مبنى الأوقاف ومبنى الأمن. وأضافت المصادر أن المقاومة الشعبية في مديرية الرضمة تقدمت نحو قرية الذاري - أكبر معقل للحوثيين- بعد مواجهات دارت بينهم، وأن المقاومة سيطرت على تباب القرية. كما أفادت مصادر محلية بسقوط قتلى وجرحى من الحوثيين وقوات صالح في هجوم للمقاومة على نقطة «الجاح» بمدينة رداع (وسط). في سياق متصل، قالت المصادر إن طيران التحالف جدد غاراته على مواقع الحوثيين وقوات صالح في مديرية السوادية بمحافظة البيضاء، تزامنا مع هجوم المقاومة، حيث استهدفت الغارات معسكر اللواء 26 ميكانيكي. وقتل نحو 11 مسلحاً حوثياً، في قصف جوي شنه طيران التحالف على مواقع الحوثيين في مدينة مأرب شرقي اليمن. وفي مدينة تعز (وسط)، قتل ستة مدنيين بينهم امرأة وأصيب أكثر من عشرين آخرين في قصف لجماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع على أحياء سكنية. وأفادت مصادر صحفية يمنية، بأن قصفاً متبادلاً اندلع بين المسلحين الحوثيين وقوات التحالف الذي تقوده السعودية قبالة سواحل محافظة الحديدة غربي اليمن. وقالت المصادر إن المسلحين الحوثيين أطلقوا قذائف مدفعية من مواقعهم في سواحل منطقة الطائف بمديرية «الدريهمي» على بوارج اقتربت من الساحل، وأوضحت أن البوارج ردت بالقصف على مواقع الحوثيين في ذات المنطقة. وأضافت المصادر «أن تعزيزات مكونة من رتل من الدبابات وست شاحنات تابعة للحوثيين وصلت لمنطقة النخيلة في الطائف»، وامتد القصف المتبادل بين البوارج التابعة لقوات التحالف والحوثيين إلى مناطق الكويزى والنخيلة في الساحل الغربي الجنوبي بمديرية الدريهمي.
أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن كل المحافظات في طريقها إلى التحرر من الميليشيات الانقلابية وإنهاء معاناة الوطن والمواطن وإيقاف سفك الدماء التي تقوم بها الميليشيات والانتصار لإرادة الشعب. ونوه هادي بالانتصارات والملاحم البطولية التي تسطرها قوات الجيش الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية في كل المحافظات ضد ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية والتي لا مناص من القضاء عليها وبناء اليمن الجديد القائم على الحرية والمساواة وسيادة القانون. ودعا جميع أبناء اليمن إلى التكاتف والالتفاف حول الشرعية الدستورية ورص الصفوف والالتحاق بالمقاومة الشعبية للتسريع باستعادة الشرعية وبسط سلطة الدولة على كافة أرجاء الوطن. وقد عبر هادي عن ذلك خلال ترؤسه في الرياض الليلة قبل الماضية اجتماعاً استثنائياً للهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية اليمني بحضور نائب الرئيس رئيس الوزراء خالد بحاح وعدد من الوزراء. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أنه جرى خلال الاجتماع مناقشة التطورات على الساحة الوطنية، في ظل الانتصارات التي حققتها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مختلف المحافظات. وأكد هادي ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة باليمن وفي مقدمتها القرار رقم 2216، وأنه لا مناص من دحر القوى الانقلابية وعودة الشرعية وتطبيق مخرجات الحوار الوطني وبناء دولة نظام وقانون يتساوى فيها الجميع. ولفت إلى أن أي حلول سياسية يجب أن تؤدي إلى التطبيق الكامل لقرارات الشرعية الدولية، مثمنا الجهود والمساندة التي تقدمها قوات التحالف العربي للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن والتي كان لها دور كبير في الانتقال من مرحلة المقاومة إلى الانتصار وتطهير المدن من القوى الانقلابية. كما أكد هادي أن محافظة تعز في طريقها إلى التحرر وأن الدعم سيصلها قريباً وما على الجيش الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية سوى المزيد من الثبات والصمود في وجه القوى الانقلابية الغاشمة التي تحاول جر البلاد إلى مزيد من العنف والدمار. وحيا هادي خلال اتصال هاتفي من مقر إقامته في الرياض مع قائد اللواء 35 بمحافظة تعز العميد عدنان الحمادي الانتصارات والملاحم الأسطورية التي تسطرها قوات الجيش الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية في المحافظة ضد ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية والتي اقتربت ساعة زوالها. وثمن الحمادي جهود الرئيس منصور هادي ومتابعته المتواصلة لمجريات الأحداث على أرض المعركة في مختلف المحافظات، مؤكداً حاجة المحافظة للمزيد من الدعم لتكلل الانتصارات بالنجاح ويتم دحر ما تبقى من الميليشيا الانقلابية، وأشاد بما تقدمه قوات الجيش والمقاومة من تضحيات.(قنا) - See more at: http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/96d8ec9a-7082-43b8-9ea6-1d1f73075d65#sthash.6TE0ZzGq.dpuf