في اليمن طرفي للحرب طرف أردها وفرضها لمشروعه الذاتي وطرف فرضت عليه فقاوم لحماية مشروعه الوطني , ومنطقيا من يحمل مشروع وطني جامع لا يحتاج للعنف والسلاح لفرضه على الآخرين يكفيه التلاحم الوطني الشعبي ليكون قوته الحقيقية والحور أهم أدواته لأثراه وإشباعه بالأفكار والرؤى التي يتوافق عليها الجميع ليصبح مشروع جمعي , والمشروع العادل والملبي لطموحات الناس يفرض ذاته على الأرض, ومن يلجئ للعنف ويرفع السلاح في وجه الأخر في هذا العصر المتغير عصر التنوير والحوار والتعايش والتنوع الفكري والثقافي والسياسي لا يمكن أن يحمل مشروع وطني جامع , لان اليوم العنف يصنف وسيلة الضعفاء والإرهابيين والمتعصبين ودعاة الباطل . وفي اليمن المشروع الوطني تحدي صعب لحامله لأنه أمام إخطبوط ضخم من المصالح وقوى الفساد وضعفاء النفوس وبياعي الضمائر ,شبكة متشعبة تأسست و تنأمت وامتدت لتصل لكل مدينة وقرية وبيت رأسها هو رأس النظام الحاكم 33عاما من الوقوف ضد هذا المشروع والتصدي له ابتدأ من مشروع دولة الشهيد ابرهيم الحمدي لمشروع دولة الوحدة المقرونة بالتعددية والديمقراطية التي لم تستطيع أن تنتج تبادل سلمي للسلطة ولا ممارسة حقيقية للتنافس السياسي والحرية وظل غياب الدولة حاضرا حتى ضاق المواطن ذرعا وخرج ينادي بها في 2011 والى يومنا هذا هو في صراع مع أعدائها حتى أعلنوها حربا شعوا ضد مشروع الدولة الحلم والأمل المحروم منه المواطن اليمني الطموح . كل هذا يدل أننا أمام عدوا من نوع أخر عدوا يملك خيوط اللعبة ويستخدم المحظور والممنوع والمحرم ليبقى ,عدوا جاهل علما وذكي خداعا ومكر وتلون حلو اللسان وقلبه يلتهب حقدا وتأمر جعل زمنه عدوا للأحرار والوطنيين والشرفاء وصديقا للفاسدين والسفلة وبياعي العرض والأرض ,يستخدم التناقضات ليلعب بها والمجرمين والإرهابيين لتنفيذ خططه و مؤامراته , أشبعنا حروبا وصراعات وثارات ,لوث حاضرنا بالقبح وأعاق مستقبلنا بأرذل من فينا , إلى اليوم وقدمنا قوافل من الشهداء والجرحى ودماء طاهرة غسلت رذائله من ارض الوطن ولازال يلعب بكل أوراقة مستخدما كل عدوا للإنسانية وللحياة وللشرف وللكرامة فينا ,يملك فريق من الانتهازيون واللصوص وأصحاب المصالح , شيخهم وفندمهم وعسكرهم ورقاهم في وظائف عليا ليبقوا أدواته ومخالبه يحركها كما يشاء وضد من يشاء ,استخدم القاعدة لضرب الاشتراكي باسم الشيوعية والإصلاح ضد الحوثي باسم الروافض والإمامة والحوثي ضد الإصلاح باسم الدواعش والتكفيريين والشمال ضد الجنوب , قتل الوحدة في مهدها , رجلا لا يمكن أن يكون إنسان لخلوه من كل قيم إنسانية ونبل ,لا يفكر بغير ذاته ومن اجلها يضحي بالجميع وأولهم الوطن . اليوم بفضل دعم العروبة والخليج ينكسر لأول مرة أمام مشروع وطني شعبي لبناء دولة اتحادية ضامنة للحريات والعدالة حلم كل يمني غيور , يستفزني عندما يقول عنهم عدوان وعنا عملا ونسى انه الابن المدلل للسعودية وحمته ورممته وحصنته وأعادته ألينا على أمل أن يكون استوعب الدرس وكان داؤه مستفحل وتنكر لكل ذلك وباع الوطن لأعدائها وكانت له بالمرصاد فساعدتنا لننتصر علية , نصر يقترب مداه ليطول القانون النظام هذا الفاسد زعيم الشؤم والتأمر وشبكته ألعنكبوتيه وحلفاءه الانقلابيين , لكن نفسي تراودني ان لا أمان له فقد يخدعنا وينقذ كيانه العفن بمكره وخداعه وكانت مؤشرات ذلك في تسليم أب وشبوة وبعض أتباعه الذي قفزوا من قارب شبكته ألعنكبوتيه لقارب شرعيتنا الدستورية وفيهم من لا أمنة له , بدأت الشكوك تراودني أن هناك مخطط يعد لا نتاج جزءا من نظامه وشبكته في داخل الجسد الثوري ليعيق مسار ثورتنا وعملية التغيير والتحول المنشود . عندما نسمع و نقرءا عن خلايا إرهابية من القاعدة ونحن نعرف أنها جزء من أدواته واحتضنها منذ حرب 94م الظالمة واغتيالاته لكوادر الحزب الاشتراكي وأخيار وقامات الوطن واستخدمها في أبين والمحفد وحضرموت وتصفية خصومه في كل مناطق اليمن وهناك تقارير ودلائل تؤكد ذلك , اليوم يكرر السيناريو ذاته ينتقم من عدن والجنوب بقاعدته وإرهابه , حركات يشوبها الريب لإفراد تقود بعض الشباب و تموينهم بالمال ليكونوا تحت أمرتهم وطاعتهم وقت الطلب وهم لا علم لهم من هو هذا الشخص ويتبع من في ظل غياب الدولة ورجالها الصادقون اليوم . يقال انه طلب من ذيوله أن يتركوا الحوثي ويتحولون لمقاومة فقد قرار ان يكون مقاوما ويعيد إنتاج عفنه وقذارته ليلطخ المقاومة النزيهة والصادقة , وكل شي معقول لان الشخص تجاربه في أحاكت المؤامرات والدسائس لا يستهان بها , هل يعقل ا ن ياتي يوما نجد نجله او احد ذيوله قائدا لمسيرتنا ودولتنا المنشودة كل ذلك يعتمد على صحوة الشباب الذي قدم التضحيات والدماء ,ولا اعتقد أنهم سيسمحون له بذلك لكنها تظل محاذير علينا ان نتنبه لها , مجرد ما انتهيت من كتابة المقال ورد خبر التفجيرات في عدن لمستشفى 22مايوا والنقيب والمطار وهي تصب في نفس المحاذير , ولا نقبل بأنصاف الحلول ليبقى يعيش ولو في مربع ضيق من الوطن لينمو ويترعرع ويتكاثر ويعود يهدد مشروعنا الوطني, لا نقبل بغير هزيمته في وكره وحاضنته وتقييد حريته وتقديمه للعدالة لتأخذ مجراها ان أراد الجنوب أن يأمن والشمال يأمن والوطن يستقر والفتن تزول والكراهية تمحى والطائفة تنتهي والمناطقية تتلاشى عليهم ان يتوحدوا لاستكمال النصر المؤزر الكامل الغير منقوص للشمال قبل الجنوب لنبنى وطن يعيش ويتعايش فيه الجميع بأمن وأمان وحب و وئام وسلام مهما كان شكله موحدا او فدراليا او اتحاديا او دولتين فانه مصدر شرورنا وكراهيتنا وتناحرنا طهروا الوطن منه ثم قرروا ما شئتم .