الشعب اليمني لن يقبل من يتعالى عليه أو يستخدم القوة ضده مطلقاً، وعلى الذين يشعرون بالغرور أن يدرسوا تاريخ الأحداث في اليمن وسيجدون بأن العنف والغرور لايولّدان إلا مثلهما، وهذا يعني الرفض بمعنى أكثر توضيحاً إن القبول الذي ربما تسعى إليه بعض تلك القوى لايمكن أن يتحقق مهما طالت المدة ومهما بلغت القوة والعنف، لأن الشعب اليمني يأبى الضيم وهذا الإباء والكبرياء ليس وليد اللحظة التاريخية ولكنه أصل من أصول اليمنيين منذ فجر الحياة البشرية، ومن أجل ذلك ينبغي على الكافة الامتناع عن استخدام القوة أياً كانت ومنع العنف والغرور أياً كان، والنزول إلى مستوى الشعب والانطلاق من سيادته وإرادته. إن ما شهدته اليمن خلال اليومين الماضيين لا يعبّر عن الحرص على الوطن والمواطن ومصالح اليمن العليا بقدر ما يعبّر عن الغوغائية التي لاتضع لأحد قدراً ولاتدرك أدني درجات المسئولية والشعور بعظمها وتبعاتها مطلقاً، بل كانت الصورة غائبة عن الإيمان والحكمة، الأمر الذي أثار الرعب في أوساط البسطاء من الناس، وقدّم صورة للغير أقل ما قيل عنها إنها غوغائية، وللأسف هذه الصورة يستغلها أعداء الوطن والحاقدون ويقدمون على إثرها المستأجرين الذين باعوا ضمائرهم للغير وأعدوهم ليثيروا من خلالهم الفتنة ويشوّهوا إنسان اليمن، وأعداء اليمن أدركوا أنهم غير قادرين على خداع العالم، وتزييف الحقيقة بأنفسهم، ولكي يقال عنهم إنهم مهنيون وموضوعيون يستخدمون من اشتروا ضمائرهم لإثارة الفتنة وإذكاء نار الحرب بين المكونات السياسية في اليمن. ولئن كانت بعض القوى تبذل الغالي والنفيس لديها وتشتري الضمائر الميتة لتجعل منهم أدواتها في الإساءة إلى اليمن وأهله فإننا نقول إن ذلك الفعل لن يؤثر على الوحدة الوطنية ومن يقوم بذلك الفعل فهو يضع نفسه عدواً للشعب اليمني، ونكرر القول إن اليمن محمية بإرادة الله مهما كان كيد الكائدين وتدبير الخائنين وسيرد الله كيدهم وتدبيرهم في نحورهم، وتدميراً عليهم، أما اليمن فإنه قوي بإيمانه بالله رب العالمين، شديد الاعتصام بحبله المتين، لن تثنيه المؤامرات والكيد عن الوصول إلى إعادة بناء الدولة اليمنية، وتأمين بناء المؤسسة الدفاعية والأمنية، وعلى الذين يناصبون اليمن العداء أن يدركوا أن مصالحهم مع الشعب اليمني الأبي الحر وليست مع حفنة من بائعي ضمائرهم على الاطلاق، وسينقذ الله اليمن من كل المؤامرات ويصل اليمنيون كافة دون استثناء لأحد إلى كلمة سواء بإذن الله.