إن على اليمنيين كافة القيام بواجب الانتماء إلى الوطن وبذل الغالي والنفيس من أجل عزة اليمن واليمنيين كافة، وليدرك الجميع أن لحمتنا واحدة وقدرنا واحد ومصيرنا واحد وأن اليمن الواحد والموحد يتسع لجميع أبنائه، والأرض الطيبة لن نتنكر لأبنائها مهما كان، ولذلك نقول للذين يعبثون بالأمن والاستقرار ويقلقون السكينة العامة ويروّعون الآمنين ويسعون في الأرض فسادا:ً يكفي عبثاً بالحياة وعليكم أن تدركوا أنكم إنما تقتلون أبناءكم وإخوانكم وتحرقون بلادكم، وهذا لا يخدم الوطن مطلقاً ولا يحقق السعادة لأحد مهما كان ولا يخدم إلا أعداء اليمن الذين يتمنون زواله من خارطة الكون، وأنتم بأفعالكم تلك إنما تحققون رغباتهم وتنفذون مخططاتهم العدوانية، فهل تدركون خطورة ذلك؟ إن ما يحقق السعادة ويبعث على الارتياح هو التعايش السلمي وعدم اعتداء الأخ على أخيه بسبب الاختلاف في الآراء ووجهات النظر، وأن يكون الحوار بين الإخوة بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن لم نصل إلى درجة الاقناع فإننا على أقل تقدير نحقق القبول بالآخر من أجل أن تتشابك الأيدي وتتضافر الجهود لإعادة بناء اليمن الواحد، ولكي نفوّت الفرصة على الحاقدين على وحدة اليمن ونمنع التشظي والانقسام الذي يهدد كيان الدولة اليمنية الواحدة والموحدة. إن واجب الانتماء إلى قدسية التراب اليمني الواحد والموحد يحتم على الكافة الوقوف بجدية أمام الاختلالات أياً كانت والعمل على إنهائها، لأن سلامة الوطن ضمان لسلامة أبنائه ولن يتحقق ذلك لأبناء اليمن الواحد والموحد إلا إذا كانوا على قلب رجل واحد وكانوا على مبدأ اليقين باعتصامهم بحبل الله المتين، وقد جرّب الجميع الحياة وعرف أين يكمن الخلل وعلى الكافة العودة إلى جادة الصواب والانضمام إلى التلاحم الوطني الشامل من أجل إنجاح مرحلة ما بعد الحوار الوطني. إن محاولات صبّ الزيت على النار والنكاية بالآخر لا تولّد إلا الأحقاد، وعلى الكافة أن يستفيدوا من تجارب التاريخ ليدركوا أن الحقد لا يولّد إلى حقداً وأن الكراهية لا تولّد إلى كراهية وأن العنف لا يولّد إلا عنفاً وأن الفجور لا يولّد إلا فجوراً، ومن أجل ذلك ينبغي العود إلى الحكمة والإيمان لنتجاوز الخطر المحدق بالوطن، ولا يبني اليمن إلا من كان قلبه خالصاً لله الواحد القهار ولا ينجح في بناء اليمن إلا من كان على يقين الاعتصام بحبل الله، ولا يكسب ثقة الناس إلا من عزم أمره على التسامح والتصالح والمحبة والأخوة، وبناءً عليه ينبغي أن يكون الكافة كذلك، لننطلق صوب المستقبل الأكثر رحابة وسعة بإذن الله.