إعداد / أنور الحضرمي مدينة جعار هي احد مدن مديرية خنفر وأكبرها، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الضبع وكثرة الضباع فيها , وتم تخطيط هذه المدينة من قبل البريطانيين ابان الاحتلال البريطاني للجنوب , حيث كان الانجليز ينظرون إلى مدينة جعار من الناحية الاقتصادية , لأنها ارض زراعية خصبة , ونتيجة لتدهور زراعة القطن في مصر والسودان بسبب الاضطرابات هناك وجد الانجليز مدينة جعار مكان ملائم لزراعة القطن فيها , فعمد الانجليز إلى استغلال مياه وادي حسان ووادي بنا , فعمد إلى شق القنوات الزراعية وأقامت السدود لري الأراضي الزراعية . تعتبر مدينة جعار من أكثر المدن مدنيه في محافظة أبين , فكان يأتي إليها الزوار من مختلف المحافظات الجنوبية. في بداية التسعينات قدم إليها العديد من التجار الشماليين وسكنوا فيها فزادة الكثافة السكانية فيها. كانت معقل للحراك السلمي الجنوبي , وكانت أول مدينة تقام فيها مسيرات للحراك كل جمعة وآخر مسيرة له في شهر يونيو 2011م . في الآونة الأخيرة وخاصة 2010م شهدت هذه المدينة عدد من الاختلالات الأمنية منها الاغتيالات لبعض شباب المدينة وشن هجمات على المراكز الأمنية والسرقات وانتشار العديد من الجماعات المسلحة في جعار ..وفي بداية عام 2011م مرت اليمن بالعديد من الاضطرابات والفوضى ونالت مدينة جعار نصيبها من تلك الاضطرابات ودخول جماعات مسلحة إلى المدينة لم تعرف هويتهم , فشنوا هجوما كاسحا على المدينة لتسقط مناطق جعار واحدة تلو الأخرى فسقطت مدينة جعار في مارس 2011م ثم سقط مصنع الذخيرة ثم جبل خنفر قلب مدينة جعار بأيدي الجماعات المسلحة التي سميت فيما بعد بجماعة أنصار الشريعة , إذا مدينة جعار خارج سيطرة الحكومة اليمنية , ففي اليوم التالي لم يدري في صبيحة الثامن والعشرين من مارس صحت مدينة جعار وضواحيها على فاجعة كبيرة لم تشهد من قبلها قط انفجار مصنع الذخيرة 7 أكتوبر وكانت الضحايا بالعشرات ساد حزن شديد ذاك اليوم , استنفار في كل نواحي جعار الكل يبحث عن ذويه .
فرضت أنصار الشريعة هيبتها على المدينة وأصبحت تدير شؤون المدينة وأقامت الحدود الشرعية في المدينة منها القصاص من القتله وقطع أيد السارق وصلب احد الجواسيس كما تتدعي، واهتمت بالخدمات في المدينة والأمن ونوع من الاستقرار في المدينة فسميت مدينة جعار باسم مدينة وقار فأصبح الطابع الإسلام سيد الموقف لهذه المدينة. دارة معارك ضارية بين أنصار الشريعة والجيش اليمني ومعارك كر وفر , فكان أنصار الشريعة يقومون بعمليات نوعية ضد الجيش اليمني ومنها عملية قطع الذنب الشهيرة حيث خسر الجيش اليمني العديد من جنوده في تك العملية واسر العديد منهم ومعركة الكرامة في الحرور. ونتيجة لاشتداد المعارك وكثرت الإصابات افتتحت منظمة أطباء بلا حدود الفرنسية مركزا لها في المدينة وكانت تقدم العديد من الخدمات لسكان المدينة ولأنصار الشريعة . شن الجيش اليمني العديد من الهجمات على أنصار الشريعة الا انها لم تجد نفعا , فتدخلت بعض القبائل من شرق أبين لمحاربة أنصار الشريعة وخاضت معارك مع أنصار الشريعة في منطقة الشيخ سالم الا ان هذه المجاميع القبلية قصفت من قبل الطيران الحربي اليمني , تعرضت مدينة جعار لعدة ضربات صاروخية عنيفة من قبل الجيش اليمني منها استهداف جامع جعار ٍومن منزل العرشاني من قبل الطيران اليمني وحصد القصف العشرات من القتلى والجرحى من المواطنين وكذلك تعرضت المدينة لضربات من طائرات أمريكية بدون طيار على جبل خنفر وقتل ثلاثة من أبناء جعار وكذالك استهداف منزل من قبل الطيران الاميريكي بدون طيار وقتل فيه أربعة من أنصار الشريعة . ففي منتصف شهر رمضان أغسطس من عام 2011م حصل خلاف بين صفوف هذه الجماعة لينشق عبداللطيف السيد عن هذه الجماعة ودارة بينه وبين أنصار الشريعة معركة في جعار ( مشروع الري ) وجرح عبداللطيف في هذه المعركة واتجه إلى جهة مجهولة وفي أوائل شهر ابريل هاجمت أنصار الشريعة كتيبة من لواء111 في لودر وتم السيطرة على هذه الكتيبة وبسبب هذه العملية دخلت أنصار الشريعة منعطف آخر وهو انها انصدمت باللجان الشعبية هناك في لودر وتعتبر الأكثر تنظيما , خاضت أنصار الشريعة معارك ضارية مع اللجان الشعبية قرابة الشهرين الا انها في الأخير خسرت المعركة مع اللجان الشعبية في لودر , وتعتبر المعارك مع اللجان الشعبية هي من احد أساب ضعف قوة أنصار الشريعة وفي شهر يونيو يعود للظهور مجددا المنشق عبداللطيف السيد ليفتح جبة قتالية أخرى في منطقة باتيس وخاض معارك هناك وحصل قتلى من الجانبين , وفتح الجيش اليمني جبهة الحرور فكانت أنصار الشريعة تتلقى ضربات من هنا وهناك ,وأطرت إلى منع حضر التجوال بعد الساعة العاشرة مساء , وبدت ضربات الجيش اليمني تهز مضاجع أنصار الشريعة , ففي احد الليالي عندما قام أنصار الشريعة بعرض فيلم بروجكتر فاجأهم صاروخ كاتيوشا على بعد أمتار منهم وفي صبيحة يوم الثلاثاء 12/6/2012م توزع أنصار الشريعة منشورات تعتذر فيها لسكان المدينة وتنسحب من المدينة فجرا ودخل الجيش اليمني مع اللجان الشعبية الساعة السابعة صباحا وحصلت هناك بعض أعمال نهب وسلب طالت مستشفى الرازي العام و البيوت التي استأجرها أنصار الشريعة ، وعند سماع النازحين بانسحاب أنصار الشريعة هرعوا إلى مدينتهم بعد ان كانت خالية من السكان الا قليل منهم بقي في المدينة . أسماء ما زال يتذكرها أبناء جعار: ابو بشر القاضي , ابو المهاجر القائم بأعمال التربية , جعفر العراقي منظم السوق , ابوعبدالله اللحجي الخطيب , ابو الحنق مدير الشرطة ابو علي الحضرمي أمير وقار... تأثر شباب جعار وخاصة سائقي الدرجات النارية بالأناشيد الجهادية فيتم فتحها على درجاتهم : * قضايا في المحاكم معلقة لسنين تم البت فيها من قبل القاضي ابو البسر رغم صغر سنه الا انه يتمتع باحترام أهل المدينة . * السرقات اختفت تماما . * الأذان في جامع جعار يوم الجمعة تباعد زمني بينهما بعد ان يقاما في وقت واحد . * البث في القضايا في أسرع وقت ( فقد تم تنفيذ حكم القصاص بجريمة قتل في منطقة الحصن خلال أسبوع من وقوعها ) وهذا لم يحصل في فترات سابقة .