ها نحن على أبواب سنة دراسية جديدة ونحن ننتظرها بفارغ الصبر بل أحر من الجمر إن صح التعبير ونحن في شوق ولهفه وأنا لهذه المناسبة لفرحون. لقد حثنا الإسلام في التعلم والبحث عن العلم والصبر عليه كما قال الله تعالى في محكم آياته: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ) سورة الزمر الآية 9 وقال تعالى ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)سورة المجادلة اية 11وقال تعالى ( وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا )سورة طه اية 114 صدق الله العظيم. ولأهمية العلم والصبر عليه قال الإمام الشافعي :
ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعة ً تجرَّعَ نلَّ الجهل طولَ حياته ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِ فكبِّر عليه أربعاً لوفاته.
إن العقل البشري قد أنتج لنا الكثير من العلوم بمختلف مجالات الحياة بالعلم والعلم هو القاعدة الأساسية للحياة والنور المضيء للبشرية،والعلم طريق الذي يسلكه عرف حقوق خالق هذا الكون سبحانه وتعالى، وحقوق وواجبات العباد وكيفية التعامل مع الآخرين. لا يمكن أن يكون لأي امة وزنها الثقيل ولن يكون لها مكانه كبيرة ولا حظ عظيم إلا بالعلم والمعرفة.وعندما أهملنا العلم العلم وضيعنا التعليم تكالبت علينا الأمم من مشارقها إلى مغاربها وأرسلوا لنا سمومهم وحقدهم وأصبحوا يخططون لنا ليل نهار للقضاء علينا ونكون امة لا تكتب ولا تحب القراءة بل امة جاهلة لا تعرف أين حقوقها وواجباتها وكنا خير امة وأعظم شانا وكنا ذو قوة وباس شديد. ماذا اعددنا لهذه السنة الجديدة من أهداف مرجوة وثمرات منتظرة؟ كثير من الآباء يرسلون أبنائهم إلى المدرسة دون أن يكون لهم أهداف واضحة المعالم وفوائد جلية تفيد الطالب ، ولذلك كثر الطلبة الذين لا يوجد في عقولهم علم ولا معلومات بل عقول خاوية من عروشها فانتشر الجهل والتخلف وكثرت الجرائم وبالتالي بطالة لا عمل وفي الأخير حمل ثقيل على الأسرة والمجتمع. ينبغي على الآباء أن يرسموا أهداف وان تكون أنت متابع لابنك وليس تابع له وان تسأل على تحصيله العلمي في المدرسة وان تتردد عليه بين الحين والأخر كي يكون فرد ناجح ومفيد لأسرته ومجتمعه الذي يعيش فيه وندحر الجهل والتخلف لان الجهل لا يغني من العلم شيئاً.