طلق وزير الداخلية الألماني توماس دو مازيير الأحد دعوات لكبح المتشددين اليمينيين والعنصريين بعد ليلة ثانية من الاشتباكات بين محتجين والشرطة أمام مأوى للاجئين في بلدة هايدناو بشرق ألمانيا. وصف الوضع بأنه تحد كبير وأدان الهجمات على اللاجئين. وقال لصحيفة محلية "في الوقت الذي نرى فيه موجة ناس يطلبون المساعدة نرى تزايدا في الكراهية والإهانات والعنف ضد طالبي اللجوء وهذا أمر مسيء ولا يليق ببلادنا". وتوعد كل من يتصرف بهذه الطريقة بأنه سيواجه بقوة القانون. وحذرت نقابة الشرطة الألمانية بدورها من إرهاب يميني في ألمانيا عقب أعمال الشغب المعادية للأجانب التي قام بها يمينيون متطرفون في مدينة هايدناو بولاية ساكسونيا شرقي ألمانيا، فيما دعت الداخلية لكبح المتشددين اليمينيين والعنصريين. وقال رئيس النقابة راينر فنت الأحد "إن توليفة السياسة المفتقدة للتخطيط وتدفق اللاجئين بأعداد كبيرة إلى ألمانيا وداخل أوروبا يعدّ بيئة مثالية لنشأة إرهاب يميني متشدد في ألمانيا". وأضاف أنه بدلا من المضي قدما حتى يكون هناك بعد نظر وتخطيط استراتيجي، تعجز الأوساط السياسية تماما عن مواجهة الأمر ولا يتوافر لديها مبدأ للتعامل معه، ما يسفر عن العنف والتطرف والإرهاب اليميني. ووفقا لتقديرات فنت، كان متوقعا أن يكون هناك موجات هجرة جماعية كبيرة نتيجة حرية التنقل داخل أوروبا التي أسفرت عن أوضاع اجتماعية مروعة في بعض الدول. وشدد على ضرورة أن تكون الأولوية حاليا لإعادة قدرة السيطرة على تدفق اللاجئين. وقال "لا يتعين على ألمانيا وحدها تأسيس وحدات مراقبة دائمة على الحدود ورفض الأشخاص الذين يأتون من دولة أوروبية آمنة، ولكن يتعين على الدول الأوروبية الأخرى فعل ذلك أيضا بدلا من مراقبتها بشكل غير منهجي أو عدم مراقبتها على الإطلاق". وأكد على ضرورة تقديم مساعدة عاجلة للدول التي لا يمكنها تحقيق ذلك بجهدها الذاتي كمقدونيا مثلا. ويشعر سياسيون ألمان بالقلق إزاء الآثار المالية والاجتماعية على بلادهم من موجات الهجرة غير الشرعية القادمة خاصة من مناطق الحروب والتوتر مثل سوريا والعراق. وتتوقع ألمانيا وهي أكبر دولة من دول الاتحاد الأوروبي تستقبل لاجئين أن يزيد عددهم إلى أربعة أمثاله هذا العام ليصل إلى 800 ألف أي نحو 1 بالمئة من عدد السكان. وتقول المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن القضية تمثل مشكلة أكبر لأوروبا من أزمة ديون اليونان. وقرر زيجمار غابريل وزير الاقتصاد الألماني ونائب ميركل من جهته تعديل مسار رحلته الصيفية ليتوجه إلى مدينة هايدناو التي شهدت أعمال شغب للوقوف على تطورات الوضع. ويعتزم غابريل الذي يتزعم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم الاثنين زيارة مسكن الطوارئ الذي يؤوي طالبي لجوء بطلب من مارتين دولينغ نائب رئيس حكومة سكسونيا ويورغن أوبيتس عمدة هايدناو. وبذلك سيكون أول عضو في الحكومة الألمانية يتوجه إلى هايدناو لتفقد الوضع على الطبيعة، وسيظل في ولاية سكسونيا وولاية سكسونيا السفلى وولاية تورينغن حتى مساء الثلاثاء. وكان عشرات من أفراد الشرطة الألمانية أصيبوا جراء تعرضهم ليلة الجمعة للرشق بالحجارة والزجاجات والألعاب النارية في أعمال شغب قادها متطرفون يمينيون قبالة المبنى الذي خصص كمبنى طوارئ لطالبي اللجوء. وشوهد نحو 200 متشدد السبت معظمهم مخمورون في البلدة يلقون بزجاجات حارقة على الشرطة وكان بعضهم يردد التحية النازية.