الصدفة وحدها قادتني صباح هذا اليوم إلى إحد ألوية المقاومة الجنوبية التي رفعت الرأس وسجلت أروع المآثر البطولية في التصدي الأسطوري لجحافل الغزاة الحوثعفاشيين ومرغيهم هزيمة مرة في أسوار وفي أزقة وحارات أحياء عدن الأبية.. ما أروعه من صباح مفعم بالأمل والعمل.. وبمعاني الوطن والتضحية والفداء.. هاهم شباب في عمر الزهور من أشبال المقاومة، ومن مختلف مناطق الجنوب، يتلقون التدريبات العسكرية الأولية بكل حماس واخلاص في هذا المعسكر، أو فيما تبقى من مساحته الكبيرة السابقة، بعد أن قضمتها أنياب رموز الاحتلال وعلى رأسهم ما يُسمى (عبده الحذيفي ) وزير الداخلية الحالي.. الذي أكل ونهب أراضي هذا المعسكر الخاص بالقوى الجوية ، وفعل كذلك بغيره من المعسكرات الأخرى والأراضي العامة في عدن لصالح اسياده ممن كان خادما طيعاً لهم، ثم تنكر لهم بعد أن نال بغيته ليجد له مكانة الآن ينعم ، دون خجل، بما نهبه من أموال الفساد الذي كان أحد رموزه في عدن، والأولى به وأمثاله أن يكونون في دائرة المساءلة القانونية، لا أن يتبوأ مسؤلية جسيمة!!! .. عموما.. أعود إلى هذا المنظر الجميل الذي شدني وسيطر على كياني ...ها هم أشبال المقاومة الذين يمثلون بكل فخر نواة الجيش الوطني الجنوبي يتدربون اليوم تحت راية الجنوب، راية الحرية والاستقلال، وهي ذات الراية التي قاتلوا واستماتوا في جبهات القتال وهم يحملونها واستشهد وجرح الآلاف من زملائهم تحت هذه الراية.. حين رأيتهم شعرت بفخر واعتزاز كبيرين واطمأنت نفسي.. وأيقنت أن الجنوب بألف ألف خير ..لأنه محمي ومحروس بهذه الأشبال الفتية التي كانت طوال أكثر من عقدين عرضة للتهميش والاهمال والضياع .. بعد أن سُدت أمامها أبواب العمل، بما في ذلك فرص الالتحاق بالجيش العائلي العفاشي .. ها هم يسارعون الآن للاستجابة لنداء الوطن الذي قاتلوا من أجله طوعيا.. ويفخرون أن ينتمون إلى حماته الأشاوس .. أنهم خير خلف لخير سلف.. فكثير منهم هم أبناء جنود وضباط جيش الجنوب الذي دمره عفاش بقصد وتعمد، وهم كذلك ابناء الموظفين والعمال الجنوبيين الذين وجدوا أنفسهم بلا عمل بعد احتلال الجنوب عام 1994م وشكلوا ما سُمّي حينها حزب (خليك بالبيت) ..وهو أكبر تجمع جنوبي ..كان أفراده شرارة الثورة الجنوبية السلمية التي قلبت الطاولة على عفاش وكل رموزه القديمة الجديدة التي تحاول أن تلبس الآن لباس الشرعية لتعود من النافذة بعد أن طرها الشعب من الباب.. نعم.. سييكون من بين هذه الأشبال القائد والضابط والفني والمتخصص في مختلف فروع وتشكيلات الجيش الوطني وكذا الحال في بقية المؤسسات الأمنية.. لا خوف على مستقبل الجنوب ..فأمنه ومستقبله في أيدي أبنائه المخلصين .. بكم ترتفع رؤسنا ..ويسمو وطننا .. أيها الأشبال الأبطال ..