أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأربعاء وتصدرت قائمة المحادثات قضايا التعاون الاقتصادي ومحاربة التطرف والوضع السياسي في الشرق الأوسط. وذكر السيسي في مؤتمر صحفي مع بوتين بموسكو الأربعاء أن هناك طفرة في العلاقات الإستراتيجية بين البلدين . وبحسب ما أورده موقع التليفزيون المصري ، تطرقت محادثات الرئيسين إلى بحث الوضع في العراق واليمن وآخر التطورات على الساحة الليبية، بالإضافة إلى سبل مواجهة ظاهرة الإرهاب . ويرى مراقبون أن القضايا المطروحة في المنطقة عل قربت روسيا من البلدان العربية وخاصة مصر، في خطوة تمثل تهديدا للنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط. وأكد هؤلاء أن روسيا تقطع أشواطا متقدمة على درب التقارب مع دول المنطقة وتغيير سياستها ومواقفها السابقة في بعض القضايا العالقة على غرار الأزمة السورية. وقال السيسي إن "هذا اللقاء يبرهن على خصوصية العلاقات القائمة بين الشعبين، مؤكدا على أن اللقاء مع الرئيس الروسي سيؤدي إلى تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين في المجالات المختلفة ". وأضاف " أكدت والرئيس بوتين خلال مباحثتنا على الاستمرار في زيادة حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين كركيزة أساسية لعلاقات استراتيجية طويلة المدى بين مصر وروسيا". وتابع "نتطلع للبدء في الخطوات العملية لإقامة المنطقة الصناعية الروسية في منطقة قناة السويس وذلك فى إطار تصور واضح لتنفيذ استثمارات طموحة وزيادة حجم التبادل التجاري بين الجانبين، لقد حقق العمل المشترك في الشهور الماضية تقدما ملموسا فيما يتعلق بمسار التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية ". ويرى خبراء أن التقارب المصري الروسي ينذر بإعادة رسم خارطة التحالفات الغربية للبلدان العربية، خاصة مع بداية القطع مع سياسة الشريك الواحد التي استحوذت بها سابقا واشنطن وبدأت تتلاشى مع تعزز التقارب بين إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما وطهران وتوج بالاتفاق النووي في فيينا. وقبل اجتماعه بالسيسي التقى بوتين ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والعاهل الأردني الملك عبدالله. وفيما يتعلق بالملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك فافد السيسي "ركزنا بشكل خاص على ضرورة تحقيق تسوية سياسية للازمة السورية وفق وثيقة جنيف". واكد السيسي ان "الارهاب يهددنا جميعا، وهى الظاهرة التي اتفقنا في الرؤى على ارتباطها باستمرار هذه البؤر المتوفرة في منطقة الشرق الأوسط، بما يولي علينا تكثيف التشاور والتعاون فيما بيننا لإيجاد حلول جذرية للازمات في المنطقة بشكل يضمن وحدة وسلامة أراضي دولها واستعادة أمنها واستقراراها ". وزار بوتين مصر في فبراير/شباط لاجراء محادثات مع الرئيس المصري الذي يدعمه الرئيس الروسي بقوة. واجرت مصر وروسيا أول مناورات بحرية بينهما في يونيو حزيران دعما للعلاقات بين البلدين. وتأتي زيارة السيسي إلى موسكو في الوقت الذي تواصل فيها القيادة الروسية المشاورات على المستويين العالمي والإقليمي حول مبادرة الرئيس بوتين لتشكيل تحالف واسع لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية. وتعتبر هذه الزيارة الثانية للسيسي إلى موسكو هذا العام، علما بأنه حضر في أيار/مايو الماضي الاحتفالات بمناسبة الذكرى السبعين للانتصار على النازية. كما قام الرئيس المصري بزيارة إلى روسيا في آب/أغسطس عام 2014 فيما زار بوتين مصر في نيسان/إبريل الماضي.