قال علماء إنهم بصدد تطوير لقاح يوفر حماية مدى الحياة ضد جميع أنواع الانفلونزا. ويشهد فيروس الإنفلونزا تحولات بوتيرة سنوية، ولا بد من تكييف اللقاحات مع هذه التغيرات، وقد تسرع دراستان مهمتان نشرت نتائجهما في مجلة نيتشر البريطانية وساينس الأميركية تطوير لقاح موحد معتمد عالميا ضد الإنفلونزا. وتجري أبحاث منذ عدة سنوات لتطوير اللقاح الموحد ليكافح جميع السلالات الفيروسية للإنفلونزا، لكن لم تجرب حتى الآن أي عينة منه على الإنسان. وبدلا من استهداف رأس مادة الهيماغلوتينين الدائمة التحول، قام العلماء هذه المرة باستهداف جذعها الأكثر استقرارا. ومع ربط هذا الجزء المستأصل من فيروس "إيه اتش 1 ان 1" بجزئيات نانو ودمجهما بمادة إضافية مساعدة. واعتبرت سارة غيلبرت الأستاذة المحاضرة في علم الفيروسات في جامعة أوكسفورد أنه "تطور شيق ... لكن لا بد من إجراء المزيد من التجارب السريرية مع هذه اللقاحات الجديدة، لمعرفة طريقة تفاعلها في جسم الإنسان.. وهو ما قد يستغرق سنوات عدة". ويقول الاطباء بان الطريقة المثالة للوقاية من الانفلونزا هي أخذ اللقاح سنويا على الرغم ان معظم المصابين يعانون من أعراض بسيطة لا تتطور بالضرورة لحد مقلق ينبئ بالخطر. ويوصي الاطباء في بعض الحالات المرضى بالتريث في اخذ اللقاح او الامتناع بشكل كامل عن استعماله تفاديا لمضاعفات محتملة. ويعتبر فيروس الأنفلونزا مرض معد ينتقل بسهولة من شخص لآخر بسبب الرذاذ المنبعث خلال التنفس أو العطس أو السعال أو السيلان من الأنف ويمكنه أن ينتقل كذلك بواسطة الاتصال المباشر عبر المصافحة أو العناق. وتعد الأماكن الضيقة والمكتظة مناسبة لانتقال الفيروس مثل الحافلات والمدارس وأماكن العمل. وأعراض الأنفلونزا تتكون في العادة من حمى، سعال، الم في الحلق، سيلان واحتقان في الأنف، صداع، ألم في العضلات وتعب عام في الجسم. ويشعر أغلب الناس بتحسن بعد أسبوع أو اثنين. وتتضاعف خطورة المرض عند حدوث مضاعفات لدى الأطفال دون سنتين وعند البالغين 65 سنة فما فوق والأشخاص من جميع الفئات العمرية الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة وهو ما يمكن أن يودي بحياة بعض الأشخاص وخاصة أولئك الذين لديهم مشكلات في المناعة. ويمثل اللقاح المضاد للانفلونزا تحفيزا للجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة تقاوم فيروسات الأنفلونزا وتحاربها حال دخولها جسم الإنسان فيما بعد. ويحتوي اللقاح عادة على عدة أنواع من الفيروسات المضعفة أو الميتة وتتغير مكوناته تبعا لتغير الفيروسات المتوقع انتشارها سنويا.
