د/ليلى إبراهيم شلبي درجنا على اعتبار نزلة البرد (Common Cold) والإنفلونزا الموسمية (Seasonol influarya) مرضا واحدا ربما لتشابه الأعراض وظهورهما فى آن واحد: فصلى الشتاء والخريف. الواقع أنهما مرضان مختلفان، لأن المسبب لهما مختلف وإن ظل دائما فيروسا لكنه بالطبع فيروس مختلف. ●●ملاحظة: المعلومات الواردة فى الموضوع بصدد لقاح الإنفلونزا الموسمية مصدرها المركز الأمريكى لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC. نزلة البرد مرض فيروسى يسببه فيروس من مجموعة كبيرة من الفيروسات تتعدى المائتين فى عددها، يصيب الفيروس الجهاز التنفسى العلوى أى الأنف والحلق فتبدأ أعراض التهاب الحلق واحتقانه فى غضون يومين أو ثلاثة بعد التعرض لمصدر عدوى أى كان. تملك الفيروسات قدرات مدهشة على الانتشار فى الجو حينما تنطلق مع الرزاز المتناثر من المريض سواء عطس أو سعل أو ضحك أو حتى تكلم وربما أيضا علقت من المريض على فراشه أو أى من الأدوات التى يستعملها تلتمس الفرصة لإصابة أى إنسان آخر سليم يخالط المريض أو يلمس بعضا من أدواته التى سبق واستعملها. تبدأ الأعراض: ● احتقان الحلق ● سيلان الأنف وبعض من صعوبة التنفس ● السعال والعطس ● ألم العضلات ● صداع ● احتقان فى العين وربما تساقط دموع ● ارتفاع فى درجة الحرارة المعروف أن أعراض نزلة البرد قد تكون أقل وطأة فلا ترتفع درجة الحرارة كثيرا ويظل الصداع محتملا وان كان السعال والعطس مزعجين إلا أن نزلة البرد تترفق بمريضها. حالات الإنفلونزا أكثر شراسة وان انحصرت فيروساتها فى ثلاثة أسماء شهيرة A وB وC لكنها تهاجم الأغشية المخاطية المبطنة للجهاز التنفسى بأكمله والذى يشمل الأنف والحلق والشعب الهوائية بل والرئة ذاتها. تعرف الإنفلونزا الموسمية أيضا بالتسمية (F lu) وهو التعبير الشائع فى أمريكا للنوبات الوبائية للفيروسين A وB فى غازات قد تقتل العشرات. تبدأ أعراض الإنفلونزا الموسمية فى ايقاع سريع بعد انتقال العدوى التى تتماثل وطريقة انتشار عدوى نزلات البرد عبر انتشار رذاذ المريض أو ملامسة أشياء استعملها. ترتفع درجة الحرارة إلى معدلات قد تتعدى الأربعين درجة مئوية خاصة عند الأطفال وكبار السن مما يستدعى تدخلا سريعا لخفض درجة الحرارة بأى وسيلة ومنها حمامات الماء البارد. تختلف أعراض الإنفلونزا عن نزلة البرد فى أعراض قليلة وإن بدت أكثر حدة: ● الإحساس بالبرودة والقشعريرة ● صداع شديد متصل ● سعال جاف فى البداية ● ألم فى العضلات ● فقدان للشهية والمذاق ● إسهال أو قىء خاصة لدى الأطفال الإنفلونزا تتفاقم مشاكلها إذا ما تطورت للالتهاب الرئوى لذا يجب مراجعة الطبيب فى أسرع وقت ممكن إذا ما تغيرت الأعراض لتبدأ آلام فى الصدر أو إحساس بالاختناق أو صاحب السعال البلغم. الإصابة بالفيروس (B) أو (A) يعقبها تكوين أجسام مضادة فى الجسم قد تقى الإنسان من إصابة جديدة بذات الفيروس لكن القدرة المذهلة لكل من الفيروسين (B) أو (A) على التحور وتغيير تركيبتهما تجعل تلك الأجسام المضادة عديمة القيمة مما يحمل خطر الإصابة مجددا بالفيروس ذاته فى صورته الجديدة. بل يجعل أيضا استخدام التاكسين المضاد للفيروس بلا فائدة تذكر. أما فيروس (C) فهو الأكثر ثباتا فى تركيبه ولم يتسبب فى هجمات وبائية كرفيقيه (A) أو (B). هل يمكن الوقاية من الإنفلونزا الموسمية؟ أفضل وسائل الوقاية هو اللقاح الواقى من الإنفلونزا والذى يتم تحضيره كل عام وفقا لسلالة الفيروس التى يتم رصدها. ويمكن تناول لقاح الإنفلونزا الموسمية فى صورتين: ● اللقاح الذى يعطى باستخدام الحقن (Flu Shots) يحتوى على الفيروس ميتا ويتم حقنه عميقا فى عضلات الجزء الأعلى من الذراع. يعد الأكثر استخداما وينتج منه الجزء الأكبر من كمية اللقاح المنتجة سنويا. يحضر هذا اللقاح فى قوة يرمز لها بالقوة المعادية نسبة إلى تركيز نسبة الفيروس. يحضر أيضا لقاحا بقوة تركيز أكبر بدأ إنتاجه عام 2010 2011 لكبار السن ومن تخطوا الخامسة والستين من أعمارهم. النوعية الثالثة من ذات اللقاح يمكن حقنها تحت الجلد وقد تم إنتاجها للمرة الأولى العام الماضى 2011 2012 ويمكن استخدامه للأعمار بين 18 عاما و64 عاما. ● لقاح الإنفلونزا فى صورة رذاذ للأنف ويتم تحضيره من الفيروس الحى بعد إضعافه ويمكن استخدامه بداية من العمر سنتين إلى تسع وأربعين ولا يستعمل للحوامل. متى يجب أن نتناول لقاح الإنفلونزا الموسمية؟ يبدأ الإعلان عن الانتهاء من تحضير لقاح الإنفلونزا الموسمية بمجرد إعداده. غالبا يمكن تناوله فى شهر سبتمبر من كل عام ليستمر مفعوله طوال فصل الشتاء والذى يصل منحنى خطر الإنفلونزا إلى الذروة فيه فى شهرى يناير وفبراير. من يجب عليه أن يتناول لقاح الإنفلونزا الموسمية؟ وفقا لتوصيات مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكى CDC فإن تناول اللقاح أمر يجب أن يخضع له كل إنسان بعد ستة أشهر من ميلاده طوال حياته. من هم الذين فى مرمى الخطر ويجب أن يتناولوا لقاح الإنفلونزا؟ ● الأطفال أقل من خمس سنوات ● الكبار ممن تخطوا الخامسة والستين ● السيدات الحوامل ● المرضى ممن يعانون حالات صحية حرجة ● مرضى الأزمات الربوية ● مرضى الأعصاب وإصابات المخ المختلفة منها السكتة الدماغية، الصرع، وإصابات العمود الفقرى والنخاع الشوكى أيضا حالات التخلف العقلى. ● مرضى القلب خاصة هبوط عضلة القب وقصور الشرايين التاجية ● مرضى الكلى ● مرضى الكبد ● مرضى نقص المناعة ● المرضى الذين يتناولون الاسبرين باستمرار ولم يتخطوا بعد التاسعة عشرة ● مرضى السمنة المفرطة ● كل من يعمل بمجالات الخدمة الطبية ويتعرض لملامسة أو خدمة المرضى أو من يعمل على تمريض مريض ولو فى المنزل. من هم الذين يجب ألا يتناولوا لقاح الإنفلونزا الموسمية؟ هناك البعض ممن لا يمكنهم تناول لقاح الإنفلونزا الموسمية لخطورته على حياتهم: ● كل من لديه حساسية شديدة للبيض (تزرع الفيروسات فى بيض الدجاج بغرض الحصول عليها لاستخدامها فى تحضير وإنتاج اللقاح الواقى). ● كل من سبق له أن تناول اللقاح وينتج عنه أعراض جانبية قاسية. ● الأطفال أقل من ستة أشهر. كل من يعانى من مرض يسبب له ارتفاعا فى الحرارة عليه أن ينتظر إلى أن تعود الحرارة إلى درجة طبيعية. ● أى مريض سبق أن أصيب بأعراض جيلين بارى سندروم Guillian - Barré Syndrom تلك إصابة تسبب شللا لعضلات التنفس. هل هناك علاج لنزلات البرد والإنفلونزا؟ ليس هناك علاج رادع سريع لنزلات البرد أو الإنفلونزا لكنها كلها أدوية لعلاج الأعراض إذ إنه حتى الآن لا علاج واقعيا للعدوى الفيروسية إنما أدوية ترفع كفاءة الجهاز المناعى فى مواجهة غزو الفيروسات المسببة للإنفلونزا الموسمية. ● الراحة فى الفراش هو أول ما يجب أن تفعله إذا ما أصابتك الإنفلونزا. ● تناول السوائل بكثرة لتعويض ما يفقده منها الجسم إلى جانب أثرها الملطف للحرارة. ● المضادات الحيوية لا دور لها إلا إذا تعقدت الأمور بإصابة بكتيرية مع الفيروس. ● للتغلب على أعراض ارتفاع الحرارة وألم الحلق والصداع يمكن تناول بعض الأدوية المحتوية على الباراستيامول أو الاستيومينوفين المعروفة بالبنادول والتايلينول دون افراط لتأثيرهما على الكبد. ● أدوية السعال قد تضر أكثر مما تنفع فلا داعى لاستخدامها. ● لعلاج احتقان الأنف قد يصف الطبيب أحد العلاجات المضادة للاحتقان أو قطرات الأنف. استعملها بحساب خاصة إذا كنت تعانى من ارتفاع ضغط الدم لأنها تساهم فى ارتفاعه. ● العديد من المصادر العلمية تشير إلى فاعلية خاصة لحساء الدجاج قد تفوق فاعلية العديد من الأدوية خاصة إذا أضيف فى تحضيره البصل والملح والفلفل الأسود. كما ان تأثيرها المباشر وتصاعد البخار من طبق الحساء الساخن يساعد على ترطيب الأنف والجيوب الأنفية. ● يأتى الزبادى فى المرتبة الثانية لحساء الدجاج خاصة إذا أضيف إليه عسل النحل. إلى جانب سهولة هضمه واحتوائه على الباكتريا النافعة فإن للعسل تأثيرا ملطفا للسعال.