قبل أشهر برز على السطح عالمياً مرض انفلونزا الخنازير المعروف باسم«اتش1 ان1» وأصبح مادة إعلامية دسمة تتبارى من خلاله وسائل الإعلام العالمية والمحلية بهدف إيصال الخبر بطريقة مميزة وشيقة لجذب واستقطاب أكبر عدد ممكن من المشاهدين والمستمعين والقراء. ورغم الضجة الإعلامية التي أثيرت حول انفلونزا الخنازير وإعلان منظمة الصحة العالمية المرض وباء عالمياً، إلا أن بعض المختصين شككوا في مدى خطورة هذا الوباء، باعتباره من النوع العادي من الانفلونزا. كما أكد بعض المختصين أن من وراء هذه الضجة الإعلامية وتهويل خطورة هذا المرض أصحاب المصانع الشهيرة المنتجة للأدوية في الولاياتالمتحدةالأمريكيةوبريطانيا أساساً والتي عادة ماتوصي منظمة الصحة العالمية بشراء اللقاحات والعلاجات منها على وجه الخصوص. وفي مقال للكاتب الصحفي عبدالصمد القليسي في عدد السياسية ليوم الاثنين الموافق 2009/7/27م في عمود تيارات، قال القليسي :إن من أشهر أصحاب تلك المصانع الأمريكية المنتجة للأدوية هما، نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني ووزير الدفاع الأمريكي السابق رونالد رامسفيلد، وهما أيضاً شركاء في مصانع الأسلحة. مضيفاً :إنه عندما يحدث كساد في صناعة السلاح يتم إنعاش صناعة الأدوية.. وفي الوقت الراهن تعمل شركات الأدوية الكبرى على إنتاج كميات كبيرة من الأدوية واللقاحات والأدوات لتلبي طلبات عدد من الدول التي تسعى بشكل حثيث لمواجهة تفشي إنفلونزاالخنازير الذي أودى بحياة المئات.. كما عملت هذه الشركات على إتاحة الفرصة لمتصفحي الشبكة العنكبوتية«الانترنت» للاطلاع على نصائح وارشادات للوقاية من المرض. إيرادات ضخمة شركات الأدوية تمكنت جراء زيادة منتجاتها في اطار مواجهة انفلونزا الخنازير والاشتراك في مواقعها على الشبكة العنكبوتية من تحقيق ايرادات مالية ضخمة لم تكن تتوقعها لولا تفشي المرض الأمر الذي دفع بعض المراقبين لاتهامها باستغلال حالة الرعب إزاء المرض لتحقيق مكاسب مالية خاصة أن أسعار منتجاتها ارتفعت بشكل كبير خلال مدة قصيرة. وارتفعت مبيعات بعض العقارات الطبية التي يعتقد أنها تساهم في علاج انفلونزا الخنازير أوالحماية من الإصابة منه، بنسب عالية جداً تجاوزت 1000في المائة عن مبيعاتها في نفس العام من الفترة الماضية. وتعد شركة الأدوية غلاسكو سميث كلين أكبر مصنع لأدوية إنفلونزا الخنازير في بريطانيا، ولايقتصر إنتاجها على التطعيمات الوقائية وإنما تنتج الأدوية وأغطية الوجوه وأدوات فحص واكتشاف المرض. ويتوقع محللون أن تجني غلاسكو أكثر من مليار جنيه استرليني«1.64مليار دولار» من مبيعاتها للقاح الوقاية من انفلونزا الخنازير وحده. فقد وردت إلى الشركة طلبات تصل إلى 195مليون جرعة لقاح من 16دولة، وتكلف الجرعة الواحدة في بريطانيا ستة جنيهات. إلا أن المدير التنفيذي لغلاكسو اندرو ويتي رفض الاتهامات بأن الشركة تستغل أزمة إنفلونزا الخنازير لتحقيق مكاسب مالية كبيرة. وقال :إن الشركة تحاول أن توازن بين الالتزام الاجتماعي بمواجهة المرض ومسئولياتنا أمام المساهمين في الشركة. وقد لمس المساهمون في غلاسكو عوائد بيع«ريلينزا» وهو علاج مضاد للفيروسات فقد زادت مبيعات شركة «غلاسكو سميث كلاين» خلال الربع الثاني من العام الجاري إلى 60 مليون جنيه استرليني مقارنة بثلاثة ملايين جنيه فقط في نفس الربع من العام الماضي. كما بلغت المبيعات في النصف الأول من العام230مليون جنيه وتوقعت الشركة زيادة إنتاجها من العقار مع نهاية العام لتصل إلى 190مليون برنامج علاجي بزيادة تتعدى ثلاثة أضعاف إنتاجها الحالي ماسيضطر الشركة لزيادة خطوطها الانتاجية حتى تستطيع إنتاج الكميات المطلوبة. إقبال عالمي وبالنسبة للمشتريات العالمية لعلاجات الإنفلونزا فقد اشترت الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي ماقيمته مليار دولار ويتوقع أن تشتري المزيد لاحقاً. كما طلبت فرنسا أكثر من 28مليون جرعة تطعيم من شركة سينوفي افينتيس.. ويعد عقار تامفلو الأكثر استخداماً في مواجهة الانفلونزا وجراء تفشي المرض ارتفع سعره إلى 119.99جنيها بسبب ارتفاع الطلبات عليه بشكل كبير في الشهور الأخيرة. واحتل تامفلو المكانة الأولى من بين الأدوية الأكثر طلباً عالمياً عبر شبكة الانترنت محل عقار الفياغرا.. كما ارتفعت مبيعات«ريلينزا» وهو عقار مضاد لفيروس انفلونزا الخنازير شبيه العقار«تاميفلو» بنسبة وصلت إلى 1900في المائة عن العام الماضي وفقاً لما أعلنته الشركة المنتجة للعقار. وقال المدير التنفيذي لشركة الأدوية الأمريكية أندر ويتي: «لقد تم الاتفاق مع الحكومة الأمريكية على تزويدهم بعقارات بقيمة وصلت إلى 250مليون دولار، كما إن المحادثات جارية مع أكثر من 50 حكومة لتزويدها بالعقاقير، ونتوقع المزيد من الاتفاقات، كما نتوقع البدء بإرساء الطلبات في النصف الثاني من العام الحالي وأوائل العام المقبل». وفي مقابلة مع شبكة«سي ان ان» قال ويتيك مع مرور الوقت أعتقد أننا سنهتم بشكل كبير في مبيعاتنا على عقار انفلونزا الخنازير، خصوصاً بعدما نبدأ بعمليات الشحن والبيع للدول التي تقدمت بطلبات شراء.. لكنه أكد أن هذه المبيعات وهذا الانتاج الكبير ماهو إلا استجابة لطلبات الحكومة، ونحن لانعرف إلى متى ستستمر هذه الطلبات، وماهو مدى جدية وخطورة هذا المرض في المستقبل ماعلينا فعله الآن هو أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات. لا أحد في مأمن وكان متحدث باسم منظمة الصحة العالمية قد أعلن الجمعة الماضية أن فيروس انفلونزا الخنازير ينتشر بسرعة كبيرة وسيطال قريباً كل دول العالم بعد أربعة أشهر من ظهوره في المكسيك. وقال المتحدث غويغوري هارتل للصحافيين«إذا اعتبرتم أن الفيروس انتشر في 160من أصل 193دولة عضواً«في منظمة الصحة العالمية» « فهذا يعني» أننا نقترب من انتشار بنسبة مائة في المائة ولكن ليس بعد». وأضاف في مايتعلق بالوفيات: أعتقد أن العدد الآن يقارب 800». وكانت الحصيلة السابقة للمنظمة تحدثت الثلاثاء عن وفاة أكثر من 700شخص... وبعد أن قدر عدد الذين أصيبوا بالمرض حتى الآن «بمئات الآلاف» قال المتحدث: بقدر مايرتفع عدد الاصابات يرتفع عدد الوفيات بدون أن يتمكن من تحديد معدل الوفيات. {.. أسئلة وأجوبة حول فيروس انفلونزاالخنازير؟ وفيما يلي بعض الأسئلة والأجوبة حول مرض انفلونزا الخنازير {.. ماهو مرض انفلونز الخنازير؟ هو مرض يصيب الجهاز التنفسي ويؤثر على الخنازير، وناجم عن النوع الأول من فيروس الانفلونزا، كما أن الانفلونزا تصيب الخنازير على مدار العام والنوع الشائع منه هو الذي يطلق عليه اسم«اتش1 ان1». والفيروس الجديد متطور عن هذا النوع، وهو الذي ينتقل للبشر. وينتشر الفيروس المسبب للمرض بين الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة والخنازير الحاملة للمرض العديمة الأعراض. {.. هل ينتقل الفيروس إلى البشر؟ رغم أن الفيروس يصيب الخنازير في العادة وينتشر بينها، إلا أنه ينتقل إلى البشر، ومن ثم بين البشر أنفسهم. {.. ماوراء انتشار الفيروس هذه المرة؟ لايعرف الباحثون حتى الآن سبب انتشاره على هذا النحو، فغالباً ماكان الناس الذين يصابون به جراء انتقال العدوى من الخنازير إليهم على سبيل المثال، المزارعون الذين يصابون بالمرض جراء انتقاله من الخنازير إنما يأتي نتيجة الاحتكاك المباشر معها. {.. ماهي أعراض انفلونزا الخنازير؟ إن أعراض الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير هي نفسها أعراض الإصابة بالانفلونزا العادية، أي ارتفاع درجات الحرارة عند المصابين بالفيروس والإصابة بالنعاس والكسل وانعدام الشهية والكحة وسيلان الأنف واحتقان الحلق والغثيان والقيء والإسهال. {.. كيف ينتشر الفيروس؟ ينتشر الفيروس بنفس الطريقة التي ينتشر فيروس الانفلونزا الموسمية، فعندما يكح شخص أو يعطس قرب آخرين، فإن الفيروس ينتقل إليهم كذلك يمكن انتقال الفيروس عن طريق لمس أشياء تحتوي على الفيروس ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين وقد ينقل الشخص المصاب بالفيروس المرض إلى الآخرين حتى قبل ظهور الأعراض. {.. لماذا انتشار المرض يثير المشاكل؟ يشعر العلماء بالقلق دائماً عند ظهور فيروس جديد يكون بمقدوره الانتقال من الحيوان إلى الإنسان، ومن ثم من الإنسان إلى آخر ففي هذه الحالة، قد تتطور طفرة لدى الفيروس، ما يجعل من الصعوبة بمكان معالجته. {.. هل يمكن أن يصبح فيروس انفلونزا الخنازير قاتلاً؟ مثل الانفلونزا العادية، يعمل فيروس انفلونزا الخنازير على إضعاف الأوضاع الصحية للناس، ولذلك فإن الناس الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة قد يصبحون عرضة للوفاة والموت أكثر من غيرهم. ولكن، ألم تُهلك الانفلونزا العادية وتودي بحياة مابين 250 ألفاً إلى 500 شخص سنوياً، إلا أن مايثير قلق المسؤولين هو ظهور سلالة جديدة من الفيروس يمكن أن ينتشر بسرعة بين الناس، فيما لاتتوفر مناعة طبيعية لديهم، كما لايتوافر علاج له، حيث يستغرق تطوير العلاج شهوراً عديدة. {.. هل حدث أن انتشر المرض في وقت سابق؟ وقعت إصابات بالمرض بين عام 2005 ويناير 2009 حيث أصيب 21 شخصاً بالفيروس في الولاياتالمتحدة، غير أنه لم تقع أي حالة وفاة بالمرض. وفي عام 2007، وردت أنباء عن اصابات بالفيروس في كل من الولاياتالمتحدة وإسبانيا. وفي عام 1988م، أصيبت سيدة أمريكية حامل بالفيروس، وتلقت العلاج، لكنها توفيت بعد أسبوع. وفي عام 1967م، تم الإعلان عن إصابة 002 شخص، وأعلن عن حالة وفاة واحدة. {.. ماذا عن تفشي الانفلونزا وتحوله إلى وباء؟ في عام 8691، تفشى فيروس«انفلونزا هونغ كونغ» وأدى إلى وفاة مليون شخص في مختلف أنحاء العالم، وفي عام 1981، تفشى فيروس«الانفلونزا الإسبانية» وأدى إلى وفاة 100 مليون إنسان. {.. كيف يمكن التحصن ضد الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير؟ لايوجد أي لقاح يحتوي على فيروس انفلونزا الخنازير الراهن الذي يصيب البشر، ولذلك للوقاية من الفيروسات والجراثيم، يمكن اتباع بعض الخطوات اليومية الاعتيادية مثل غسل اليدين مراراً وتكراراً، وتجنب الاتصال مع المرضى أو الاقتراب منهم، وتجنب لمس أشياء ملوثة. {.. هل هناك علاج للفيروس؟ لايوجد لقاح للفيروس، فيما قالت منظمة الصحة العالمية إنه لايعرف ماإذا كانت اللقاحات المتوافرة حالياً لمكافحة الانفلونزا الموسمية وتلك الأدوية قادرة على الوقاية من ذلك المرض وعلاجه بفعالية أم لا. وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن تلك الأدوية تنقسم إلى فئتين اثنتين هما:«الأمانتادين والريمانتادين، ومثبطات نورامينيداز الانفلونزا«الأوسيلتاميفير والزاناميفير». وفي الأخير فإن هذا التقرير ليس نفياً لمدى خطورة مرض انفلونزا الخنازير أو للتقليل من خطورته، بلغت حصيلة ضحايا المرض أكثر من 618 شخصاً في العالم وذلك وفقاً لما أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية بينهم أربع وفيات في المملكة العربية السعودية.