من يعتقد أننا نقاتل من تسميهم بعض وسائل الإعلام عصابات الحوثي ومليشيات المخلوع عفاش ، لفك ارتباطنا مع الجمهورية العربية اليمنية ، فهو مخطئ بحسب وجهة نظري ، وسيظل كل من بقي متمسكا بهذا الاعتقاد فريسة للتخبط ، وسهل الوقوع في شرك الأعداء ، ولنذهب في التحليل والتفكير إلى أبعد من ذلك قليلا . ولنقرأ شيئا يسيرا في كتب تجاربنا مع هؤلاء القوم ، و ما سطر عنهم في سفر التاريخ القديم والمعاصر ، سوف يظهر ويتضح لنا جليا ، بأننا نواجه ونقاوم حرب احتلال خطرة وشرسة وشيطانية ، أوسع وأكبر من تلك التي دبرت لنا غدرا في العام 1994م ، أحيكت خيوطها وتفصيلها وتفاصيلها ، بمكر وحقد دفين وبنسق تحالف شيطاني ، ليشمل هذه المرة القفز على الواقع ، وهو الواقع الذي نعتبره أمنيات شيطانية بلهاء ، لا تصدر إلا من البلهاء أتباع الشياطين ، الذين استهووا أفكار الشيطان الرجيم فأغواهم ، ثم أوحى لهم سهولة الأمر إذا هم حاولوا الولوج في المغامرة ، انه بإمكانهم وبكل سهولة ويسر احتلال دول أخرى مجاورة للجنوب العربي ، ليفرض علينا احتمالا واردا لا يحتاج إلى جدال أو محاجة ، عدى حاجته إلى اليقظة واستمرارنا في المقاومة ومقاتلة الشياطين ، للدفاع عن أنفسنا واستعادة حقنا المتمثل في دولتنا المسلوبة غدرا ، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعاصمتها عدن . هذا التخطيط الشيطاني الماكر المستنسخ كما قلنا من سيناريو الحرب الغادرة على شعب الجنوب العربي في صيف العام 1994م ، يبرز لنا حقيقة يجب علينا أن ندركها ونستدركها ونستوعبها نحن شعب الجنوب العربي ، وكل متحالف معنا في سبيل نصرة الحق ومقاتلة الشر والأشرار ، بأن الذي يجري هو حرب جنوبية شمالية لفك الارتباط واستعادة الدولة من جهة ، ومن جهة أخرى الوقوف في وجه الخطر المحدق القادم من شياطين الجمهورية العربية اليمنية وحلفائهم ، ليس على شعب الجنوب العربي فحسب ، بل والممتد شررا وشرا وحقدا وطمعا ، على شعوب منطقة الجزيرة العربية والخليج العربي والكويت ، وتصدير البلاء نفسه إن أمكن لهم ذلك إلى دول الحزام الأخضر ، السودان والصومال واريتريا وكينيا ، ولن تستثنى منه جيبوتي بكل تأكيد ، لصغر مساحتها وقلة عدد سكانها وضعف إمكانياتها .
ربما يظنها البعض مبالغة مني وتشاؤم ، أو أنني ممن يضعون النظارة السوداء على أعينهم ، فلماذا لا أكون متخذا الاحتراز والاحتراز واجب ، وهذا في حال ما يملئه علي الواجب الوطني والوازع الديني ، وأعتبره في نفس الوقت من أمنيات شياطين الجمهورية العربية اليمنية ، وفي بعض الأمنيات ضرب من ضروب الجنون ، وفقدان العقل والبصر والبصيرة ، والدفع بالنفس والأنفس نحو الهاوية، ونحو دروب التهلكة والهلاك ، فالشعوب في هذه المنطقة قد اكتسبت من الوعي والإدراك ، ما يجعلها قادرة لصد ووأد هذه الأفكار الخبيثة ، وكل من لازال أسير هذه الأطماع والأفكار في الجمهورية العربية اليمنية ، ومن حالفها من الشياطين ، عليهم التفكير في احتلال كوكب المريخ ، فربما يجدون فيه مبتغاهم التي يفكرون فيها !