أكدت الإمارات أن الاعتداء الذي طال جنودها في اليمن والذي راح ضحيته 45 جنديا لن يثنيها عن دورها الريادي في تحرير الأراضي اليمنية من الحوثيين وأنه سيقوى عزمها على إعادة الشرعية وبسط الأمن والاستقرار في البلاد. وتلعب دولة الإمارات دورا رياديا عسكريا وإنسانيا لإعادة الشرعية إلى اليمن في إطار جهود التحالف العربي لردع جماعة أنصار الله الشيعية التي انقلبت على السلطات الشرعية. وفي هذا الاطار قال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية "لن يردعنا اعتداء جبان، ولن يثنينا عن أهدافنا، وأرواح الشهداء تصون المستقبل من أطماع الطامعين وأهدافهم، الإمارات في عزها تولد من جديد". وأضاف "ليدرك العدو أن إصرار الإمارات تعززه تضحيات أبنائنا وأداء قواتنا الباسلة، الإمارات ضمن التحالف العربي ستعيد الأمن والاستقرار وتكمل المهمة". وتابع "استشهاد أبنائنا يزيدنا قوة وإصرارا على إتمام المهمة، أرواحهم ودماؤهم تزيدنا عزما والتزاما، أسد الإمارات سيكشر عن أنيابه، راية العز تبقى عالية". واعلنت وكالة انباء الامارات مقتل 45 جنديا اماراتيا الجمعة بانفجار مستودع للاسلحة في اليمن. وقالت ان 23 جنديا جريحا قضوا متاثرين باصاباتهم ما يرفع العدد الى 45 عسكريا قتلوا في الانفجار في محافظة مأرب الى الشرق من صنعاء. وزعم الحوثيون الشيعة الموالون لإيران أنهم أطلقوا صاروخا على مخبأ للأسلحة بمعسكر تستخدمه قوات التحالف في محافظة مأرب بوسط البلاد، الأمر الذي أدى إلى مقتل عشرات الجنود الإماراتيينواليمنيين، ويرى مراقبون أن هذه الحادثة لن تكسر عزم الإمارات على استكمال عملها العسكري والإنساني بهدف تحرير اليمن من الانقلابيين، بل ستكون عاملا محفزا لدحر الجماعة الشيعية وتخليص اليمنيين من ويلاتها الطائفية. وأكد هؤلاء أن نجاح الإمارات في تغيير مسار المعارك ميدانيا وقلبها لصالح المقاومة الشعبية جعل الحوثيين يتربصون بجنودها نظرا لحجم الهزيمة التي تلقتها الجماعة الشيعية. وتابع قرقاش في تغريدات عبر صفحته الرسمية بموقع تويتر "نقف مع اليمن والسعودية و كل الخليج العربي، وشموخ الإمارات حقيقي وتجسده تضحيات أبنائها، وطني في هذه الساعات أنحني له ولشهادة أبنائه". ومن ناحية اخرى ، نعى أحمد الجروان رئيس البرلمان العربي "شهداء الامارات الذين قضوا فداء للواجب الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي للوقوف إلى جانب الشعب اليمني والحكومة الشرعية". وقال الجروان إن " شهداء الإمارات الأبرار سطروا أسماءهم كأبطال في التاريخ العربي والاسلامي بتلبيتهم نداء الواجب لوطنهم وأمتهم العربية". تغيير موازين القوى ساهم دور الإمارات العسكري في تغيير موازين القوى ميدانيا بعد نجاح القوات الاماراتية في تقديم يد العون للمقاومة الشعبية وتقديم الدعم العسكري لها، إلى جانب القيام بعمليات نوعية برية وجوية استهدفت الحوثيين الانقلابيين وأضعفت قدراتهم العسكرية. ويرى خبراء أن الدور الاماراتي العسكري أعطى دفعة معنوية كبيرة للمقاومة الشعبية في اليمن بغية التقدم ميدانيا وتحرير العديد من المحافظات خاصة الجنوبية من قبضة الجماعة الشيعية. وأكد هؤلاء أن الامارات مصرة على حسم المعركة عسكريا ولن تتراجع عن وعودها التي أطلقتها سابقا بغية إعادة الشرعية لدواليب الدولة. ومنيت الجماعة الشيعية في الفترة الأخيرة بالعديد من الانتكاسات العسكرية التي قلصت نفوذها في البلاد وأحجمت دورها الطائفي في نشر الفوضى وذلك بفضل الجهود العربية العسكرية المتواصلة في اليمن. وبعد تحرير محافظات الجنوب وتعز يسعى التحالف العربي والمقاومة الشعبية الى تحرير صنعاء وهي المعركة المنتظرة للقضاء على الحوثيين وضرب آمالهم بالحفاظ على مواقع نفوذ في اليمن. وأكدت مصادر في المقاومة الشعبية أن نحو 500 آلية ضخمة منها دبابات ومدرعات وعربات وناقلات جند ومنظومات صواريخ متقدمة، إلى جانب ثماني مروحيات من نوع أباتشي وصلت إلى مطار صافر بمأرب، للقيام بمهمات قتالية ومساعدة قوات المقاومة الشعبية اليمنية عند بدء معركة تحرير صنعاء. دور إماراتي إنساني الى جانب جهودها العسكرية الكبيرة التي بذلتها في سياق تحرير اليمن من الانقلابيين، قدمت الإمارات دورا إنسانيا نال استحسان الجميع لما فيه من رؤية إماراتية إنسانية. ويلقي الدور الانساني الكبير الضوء على المسار الذي تتبعه الامارات حول اعادة هيكلة المؤسسات اليمنية ولملمة جراح الحرب ومساعدة المصابين والجرحى. واطلقت هيئة الهلال الاحمر الاماراتي في وقت سابق حملة كبرى بعنوان "عونك يا يمن" لاغاثة عشرة ملايين يمني تاثروا بالصراع الذي تشهده البلاد. واعلن الهلال الاحمر الاماراتي رصدت مبلغ 300 مليون درهم لتنفيذ برامج اغاثية ومشاريع تنموية في اليمن وانه تم تخصيص 50 مليون درهم لمشروع "سقيا الامارات" في اليمن كما تم نقل مكتب الهيئة من صنعاء الى عدن بعد الاستقرار والهدوء الذي شهدته المدينة الجنوبية اثر تحريرها من سيطرة الحوثيين. وساهمت الامارات في دعم قطاع الكهرباء بمحافظة عدن حيث جرى تشغيل 64 ميغا من الطاقة الكهربائية حتى الآن. وتعهدت الامارات بدعم العملية التعليمية في محافظة عدنوالمحافظات المجاورة، حيث قدمت أكثر من 10 ملايين دولار، حتى تعاد العملية التعليمية إلى مسارها الصحيح. واتضح الدور الامارتي في إعادة تأهيل مطار عدن الدولي، حيث أصبح يستقبل الطائرات المدنية والعسكرية الى الجانب الجهود المبذولة لإعادة الجهاز الأمني للعمل، وتوزيع سيارات على المرافق الأمنية، إضافة إلى إعادة تأهيل أقسام الشرطة.