حتى وأن كانت الخيانة التي تعرضت لها القوات الإماراتية وقوات التحالف في مأرب كبيرة ومؤلمة إلا أن الإمارات دوما هي صاحبة المبدأ الانساني الذي دفعها لمناصرة الشعب اليمني الذي يتعرض لأبشع الجرائم من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية وجماعة المخلوع المتمردة، الأمر الذي جعل من الإمارات محل ترحيب أولا ومحل ثقة استراتيجية ثانيا، بيد ان يد العون والمساعدة الإماراتية كانت ولازالت ممتدة للشعب اليمني الذي أصبح محرجا بقدر الألم والحزن جراء الغدر والخيانة التي طالت أبناء زايد الذين رووا بدمائهم الزكية الطاهرة تراب مأرب الذي كان للشيخ زايد رحمه الله الفضل في اعادة بناء سد مأرب الذي سقى الارض القاحلة وأرتوت منه القبائل في مأرب الى يومنا هذا، وبالتالي فإننا اليوم مجبرون على تغيير خططنا واستراتيجتنا التي تهدف في كل الأحوال إلى قطع أوصال أيران في جزيرة العرب وتحديد الأوليات التي من شأنها أن تكبح جماح الحوثي وصالح في شمال اليمن ريثما تعيد المقاومة الجنوبية بسط الأمن بعد سيطرتها على المحافظات الجنوبية، أي أن قوات الشرعية لازالت مجهولة الأهداف حسب ماهو وآضح على الأرض، والدليل على ذلك هو أنهم أصبحوا مصدرا للخوف بدلا أن يكونوا مصدرا للأمن والاستقرار وللحديث بقية عن هذا الشأن، فحتى لا تكون قوات التحالف بين سندان الحوثي وصالح ومطرقة الاخوان والمرتزقة فأن على المقاومة الجنوبية أن تشكل خط رجعة لقوات التحالف التي باتت الصورة وآضحة لديها من خلال الفرق بين القتال الى جانب المقاومة الجنوبية والقتال بجانب القوات الشمالية الموالية للشرعية! قد تكون نتائج الأحداث الاخيرة في مأرب متوقعة من قبل بعض المراقبين والخبراء العرب والمصريين على وجه التحديد، الا أن لكل قاعدة شواذ خصوصا اذا ما أمعنا النظر الى تصريحات بعض قيادات يمنية وغير يمنية تتواجد في الرياض، وبالتالي فان تبادل الرسائل بين هؤلاء أظهر العديد من الثغرات التي أستغلها الحوثي وصالح، وبطبيعة الحال سيتكرر سيناريو الغدر والخيانة طالما وأن الرئيس عبدربه لازال يرى في تلامذة المخلوع صالح عونا له، خصوصا مع تراجع دور سياسة لعب الادوار الخليجية وليس سلطنة عمان آخرها.
أعتقد أن ترسيم ثقافة الحرب والمواجهة في اليمن غاية في الأهمية، بيد أن أوجه التشابه بين الشمال والجنوب قليلة جدا وربما ستكون معدومة اذا ما طال أمد الحرب، مع العلم أن مليشيات الحوثي وصالح تتخذ من الاسلحة البرية لقوات التحالف مصدرا للتزود بالسلاح والعتاد ناهيك عن التحركات الدولية التي تدفع الازمة الى التسوية السياسية حسب توجه الرئيس الأمريكي الذي ألح على ذلك أثناء استقباله الملك سلمان في واشنطن، وذلك يوحي بما معناه العودة الى نقطة الصفر!
إن مايجعلنا أكثر حزنا على فقدان خيرة شباب الامارات البواسل ليس كونهم ضحية الغدر والخيانة التي تعرضوا لها فحسب، بل تلك الادعاءات التي يروج لها أعداء الامة والإنسانية بأن الإمارات تهدف الى السيطرة على مواني ومطارات الجنوب، ألم يسأل هؤلاء الأغبياء أنفسهم بأن مأرب خالية من أي موانئ ومطارات؟ ألم يسأل هؤلاء الأغبياء أنفسهم بأن وجود القوات الإماراتية في محافظة مأرب النفطية أحضرت معها كل ماتحتاجة من البترول والديزل حتى لا توفر لأعداء اليمن والشرعية أبسط الحجج والمبررات الوآهية لحرف المبدأ الانساني والقومي العربي الذي كان سبب وجود عيال زايد في اليمن شمالا وجنوبا؟ ألم يسأل هؤلاء المرتزقة وعديمي الضمير والانسانية أنفسهم وهم يرون بأم أعينهم الغدر والخيانة تطال أبناء الامارات العربية في الوقت الذي يحظى خبراء وجواسيس ومقاتلي ايران بكل الود والاحترام في شمال اليمن ؟ ألم يسأل عملاء المجوس ومرتزقة الأخوان أن الشعب الإماراتي أعلن حملة تبرعات شاملة للشعب اليمني في الوقت الذي ترسل أيران الأسلحة المحرمة والمخدرات وحبوب الهلوسة للشعب اليمني؟ ألم يخجل أذناب المجوس وزنادقة الاخوان المسلمين من أنفسهم وهم يرون أيايدهم تتطلخ بدماء الشعب اليمني ويقتلون من عاونهم ووقف معهم بحجة محاربة امريكا و إسرائيل ؟
رحمكم الله ياعيال زايد... ولا نامت أعين الجبناء، لن نكتفي بتقديم التعازي ولن يكفينا إستقبالها، سنواصل حرب العزة والكرامة وسنحرك الشجر والحجر لأخذ الثأر من أعداء الدين والإنسانية أذناب أيران ومرتزقة حزب الفساد والإرهاب، أحرجتمونا بشجاعتكم وكرمكم ومواقفكم وتضحياتكم، وسنحرجكم بالوفاء لشهدائكم والإخلاص لقادتكم ورد الجميل لشعبكم.