وقفات على حجم الدمار الذي لحق بمدينة التاريخ والحضارة والسحر والجمال عدن " عاد الأهالي من سكان مدينة عدن بعد تحريرها من الغزو اليمني الثاني في 2015 المتمثل بمليشيات الحوثي وصالح وهو امتداد للغزو الأول في صيف 1994م . بيوت مدمرة ومساجد يملاؤها الرصاص شوارع ومحلات محترقة مدن حاصرتها آلة احتلال المسيرة الشيطانية مقابر جماعية واشلاء لشهداء أبو إلا ان يختلط دمهم بتراب أرضهم . تحررت عدن ولا زالت الأزمة فيها أزمة مأساوية –تغذيها حالة من الإنكار وإعاقة وصول العون الإنساني؛ من قبل مسؤلوا هذه الملفات الهامة التي تخص الشأن الإنساني لابناء الجنوب الذين اكتووا بنار الحرب والعدوان ولم يسلم منها أحد مضى على اعلان تحرير عدن أكثر من شهرين ولم يتحقق فيها الأمن والأمان والسكينة . اغتيالات أمام أعين الناس واختطافات وأعمال سرقة وقتل دون وجه حق عصابات مسلحة تجول الشوارع والأحياء لا أحد يستطيع التجوال في شوارع عدن بعد غروب الشمس . ومع هذا يطل علينا بين الحين والآخر ناطق عبر الفضائيات ليتشدق أن الوضع في عدن مستقر وان هناك لجان ومنظمات دولية تقوم في متابعة ومعالجة آثار الحرب والدمار التي تعرضت لها عدن لنكتشف ان كل ذلك التشدق زيف وتزييف وللأسف لا نشاهد إلا واقعاً مؤلم ووضع لا زال مريعاً وأزمة إنسانية خانقة لآثار حرباً أحرقت كل شي جميل في هذه المدينة التاريخية . وكأننا نرى مقايضة في الاستجابة لمعالجة آثار الحرب والدمار من علاج الجرحى ومواساة أسر الشهداء ودعم المقاومة الجنوبية لتحقيق الأمن والاستقرار وإعادة إعمار عدن مقابل التنازل عن حق شعب الجنوب في التحرير واستعادة دولتهم . مرة أخرى وقف الجنوب في مواجهة الموت والدمار بعد ان عانى ماعانى وبعد ان دفع ثمن آلة الموت والحرب والدمار في 94م وها هو يدفع مرة اخرى الثمن أضعافاً الان من فوق انقاض الركام والدماء المهدورة التي خطت مستقبل ابناء الجنوب جفت الدماء وعميت الاعين من شدة البكاء والظلام الحالك والمحنه القاسية التي مرت بأبناء الجنوب بعد دوامات الحرب وعندما انتصرت المقاومة الجنوبية عاد بعض ابناء عدن إلى منازلهم بعد أن هجرتهم قذائف الدبابات والمدافع ليجدوا ان مدينتهم ليست المدينة التي تركوها تفاجأ الجميع بالدمار الجليل الذي حدث فيها تاريخ حولته آلة الدمار إلى أنقاض وركام لتمحي إنجازات ومعالم وطنية وممتلكات لعامة الشعب صار كل شي اثر بعد عين . عدن لم تعد بجنة الدنيا... يالهول الكارثة وقف ابناء المدينة على انقاض الركام ليجدوا كيف النيران التهبت المنازل البنيان والشجر وكيف آلة الدمار دمرت كل ما هو جميل في عدن وجدوا ان سيول الدم لازال اثرها على أرصفة الطرقات ليعلموا ويعلم العالم حجم الحقد الذي كان يكنه الحوثي وازلام المخلوع على عدن واهلها ليسقط معها خديعة ما يسمى الوحدة . بين دمار المنازل وفقدان الأهل والأصحاب نجد البعض يقف قائماً امام ما خلفته آلة الحرب وكأن لسان حاله هنا كان أبي هنا كان أخي وهنا كان صديقي . لحظات مؤلمة تعود الى ذاكرة الأيام وقناصة الاحتلال توجه فوهات أسلحتها إلى صدور أهلنا لتأخده على غره . وهذا ملخص اخر لطفلة اخدت والدها لتفقدها حنانه وها هي تزوره وترش عليه الماء لم تتحمل الإجحاف والظلم الذي لحق بأبيها . وهذه أم فارس عدنية كانت احد النازحين الى حضرموت تروي بحرقة وألم واشارت بيديها الى كومه النفايات التي قرب بيتها وإلى بناية عالية امام منزلها قالت هناك كان القناصة الحوثيين شاهدت احدهم يحمل سلاحاً واحدهم يتحدث معه وبعد دقائق سمعت طلقة واذا به رجل عجوز ملقى على الأرض جثه هامده اطفال شيوخ نساء ورجال الجميع معرض للموت بسبب وبدون سبب فقط لانهم يحملون الهوية الجنوبية وهذا ابو محمد في العقد الخامس من عمره يروي بصوت يملاؤه الانكسار ذهبت إلى خارج عدن مثلي مثل الالاف من العجز ذهبنا بحثاً عن الامان بعد ان فقدناه لناتي بعد الحرب لنجد بأنفسنا بلا ماؤى وقال لقد شقيت العمر لكي ابني لي مسكناً اكن به اطفالي لاتي لاجد بيتي صار ركام وانقاض ..... تقف الاعين حائرة والشواهد شاهده لما يعتصر القلب من الم لتخاذل ابناء جلدتها عنها رغم ان كل المواقف تشير الى ضرورة توحيد الساعد بالساعد للخروج من الأزمة كم نحن بحاجة الى الفهم والادراك والإرادة والإيمان العميق بحجم التضحيات وقطع العهود والمواثيق لكي لا يضيع ما قدم الشعب ويذهب هدرا