عندما سقطت – أو بالأصح – أسقطت صنعاء بيد الجماعة الحوثية المتمردة وبعد إحكام سيطرتها الفعلية عليها بدأ الحوثة يتصرفون مع المواطنين تصرفا لا يليق بالإنسانية ، حيث شاعت الاعتقالات والقتل والسجن والاختطافات ، وتفجير المنازل والتوسع نحو الجنوب .....الخ حينها رأى الكثير من المراقبين أن ذلك التصرف الأرعن هو بداية السقوط الحقيقي لتلك الجماعة الإرهابية لأنها كشفت عن الوجه الحقيقي لها ودون مواربة ، وبدأ العد التنازلي لشعبية تلك الجماعة التي اكتسبتها طوال فترة عمل حكومة السيد محمد سالم باسندوة - التي تميزت بالترهل والعجز الوظيفي والمهني لأسباب عدة لا مجال لذكرها هنا – ورفعت جماعة الحوثي شعار إسقاط الجرعة التي كانت بداية لسقوط البلد برمته !!وكان المتمرد عبد الملك الحوثي يدغدغ عواطف الجماهير المغلوبة على أمرها بكلمات رنانة ويدعو إلى رفع الظلم عن كاهل الشعب اليمني وملاحقة الفاسدين الذين يعيثون في اليمن فسادا ، واغتر كثير من الجهلة بتلك الشعارات والكلمات البراقة وسرعان ما انكشفت وانتكست بفعل الواقع العملي للتمرد الحوثي وانقلب السحر على الساحر!!! وأضحى الناس يترحمون على حكومة باسندوة ليس لانها كانت على مستوى من المسؤولية إنما كونها أقل لا تقارن بما قام ويقوم به المتمردون الحوثة !! . يقول أحد التربويين كنا إبان حكومة (الوفاق الوطني- أو بالاصح الخلاف الوطني ) ندخل المساجد ونخاف أن نفقد أحذيتنا فكنا نضعها بالقرب منا واليوم ندخل المساجد ونخاف أن نفقد أرواحنا بسبب تصرفات الإرهاب الحوثي والداعشي !!! أما الأسعار فحدث ولا حرج حيث كان الغاز والمواد الغذائية وكل شي موجود لكن كنا نشتكي ارتفاع الأسعار أما في عهد (أنصار الرب) فقد اختفى كل شئ وإن وجد فبعشرات الأضعاف !!! وبالتالي فنحن نترحم على حكومة باسندوة مع كل تلك السلبيات التي رافقتها!! أسوق هذه الأمثلة لكي تتدارك حكومة المهندس خالد بحاح الأخطاء الجسيمة التي تحدث حاليا في عدد من المناطق ! الانتصار العسكري ربما أنه سهل في أحيان كثيرة لكن الانتصار الأخلاقي ليس بالأمر السهل كونه يعكس الوجه الحقيقي للمنتصر وهذا شئ مسلم به في تاريخ البشرية .. ما يحدث في عدد من المنطق المحررة شيء يسئ للانتصار العسكري الذي حققته المقاومة بمساعدة الأشقاء في الخليج وبالأخص في عدن وشبوة وأبين ..الخ النقاط العسكرية المتواجدة في كثير من المناطق بحاجة إلى مراجعة جادة فقد اشتكى الكثير مما يحدث في تلك النقاط ، حيث يتم فرض إتاوات لمن في تلك النقاط وهذا معيب في حق المقامة التي قدمت الكثير من الشهداء ، كما أن توزيع المساعدات في عدن وغيرها بحاجة إلى إعادة نظر توزيعها بشكل صحيح بعيدا عن الانتقائية التي يمارسها البعض ويسيء للدماء التي سكبت من أجل التحرير والإنعتاق !! الجرحى الذي قدموا أنفسهم من أجل الوطن بحاجة إلى عناية كبيرة دون تأخير إطلاقا ورعاية ذويهم وتفقدهم والنزول ميدانيا إليهم وتلمس حاجاتهم .. النازحين كذلك هم بأشد الحاجة لمد يد العون والمساعدة في توفير مأوى أو على الأقل الإسراع في ترميم وإصلاح بيوتهم التي هجروها بسبب الإرهاب الحوثي هذا فضلا عن الحالة المحزنة التي يعيشونها ماديا ونفسيا واجتماعيا .. انتشار السلاح في المناطق المحررة أمر مقزز وبحاجة ماسة إلى توعية الناس بهذه الظاهرة وبالأخص في مدينة عدن المسالمة ... النهب والسرقة اللذان يمارسمها كثير من العناصر المحسوبة على المقاومة يسيئ بشكل واسع إلى المقاومة وإلى العهد الحاضر فحذاري حذاري .. معاناة اليمنيين في منفذ الوديعة بحاجة ماسة كذلك إلى تدخل حكومة بحاح وبشكل عاجل إلى إنهاء تلك المعاناة ، ولا يتسع المجال للتطرق اليها .. هذا غيظ من فيض نذكر به رئيس الجمهورية ونائبه قبل أن يستفحل الأمر وحينها سيثني اليمنيون على الحوثي ومن معه ... نتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى قيادة الدولة في الإمارات بشكل عام وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائي رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإلى جميع أهل وذوي المغفور له بإذن الله سمو الشيخ راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم يرحمه الله الذي انتقل إلى جوار ربه مؤخرا .