رئيس المجوس الفرس اليوم روحاني يهدد دول التحالف العربي بقوله إن جيش إيران وحرسها الثوري هو الامل الوحيد في مواجهة الارهاب اذا دخل بلد ثالث في المنطقة. و"الإرهاب" هو أحد ذرائع إيران للتدخل في المنطقة. والبلد التي يلمح إليها رئيس الفرس الروافض هي اليمن. لكن هل إيران تستطيع أن تتدخل إلى جانب الإرهابيين الروافض والزيود في اليمن ؟ لا يمكن لأي متابع بصير أن يظن أن إيران بإمكانها أن تدخل في حرب مع دول الخليج لأسباب عدة : فهي قد دخلت بشيء من جيشها في سوريا مع النظام, وكل يوم تُستنزَف أموالها ورجالها والرجال الموالون لها من حزب الله اللبناني, فما استطاعوا أن يحققوا حسما وما قاربوه. وفي العراق دخلوا في مواجهات مع داعش تمكن فيها الأخيرون من قتل عدد من جنرالاتهم ومن خلق كثير من قطعان فيلق القدس. وكذلك هنا ما استطاعوا أن يحسموا القتال وما انتصروا على داعش, بل أدخلوا أنفسهم في حرب استنزاف مفتوحة تستهلك رجالهم وأموالهم. ولا ننس هنا أنهم ليسوا وحدهم في قتال داعش في العراق بل يقف سندا معهم في هذا القتال السلاح الجوي لدول التحالف العربي ومعه السلاح الجوي لأمريكا وبريطانيا وأستراليا بما لديها من سلاح جوي قوي, وأخيرا دخلت فرنسا. إيران التي لم تقدر على حسم أمرها في العراق بمعونة حلفائها من الخليجيين والغربيين ليس بمقدورها اليوم أن تفتح جبهة ثالثة مع حلفائها العرب ضد داعش؛ لأن جبهتها مع داعش ستنهار بعد انهيار الدعم الخليجي, وإذا انهارت فمن ذا يمنع داعش الواقفة على مقربة من حدود إيران من العبور الى الداخل الايراني والتسلل بين الشعوب السنية في كردستان وبلوشستان والأحواز وغيرها. إذا ما حقيقة هذا التصريح الشديد العدائية تجاه الحلف العربي ؟ ببساطة إن إيران ترى ساعة الحسم قد اقتربت مع حلفائها بعد أن ورطتهم ولم تستطع أن تقدم لهم شيئا, وهي تريد أن ترفع معنوياتهم المنهارة, لعلهم يصمدون وينقلب الموقف الدولي, أو تستطيع أن تسرب لهم شيئا من السلاح كما فعلت سابقا مع سفينة هندية خفع طيران التحالف بعضا من بحارتها في ميناء الخوخة. كلنا يذكر هنجمة إيران عندما أرسلت سفينة مساعدات لحلفائها حينها قالت أنها لن تسمح لأحد أن يفتش سفينتها وأنها ستضرب من يقترب منها. لكنها بعد أن رأت العين الحمراء رضخت وحولت مسار سفينتها الى جبوتي لتفتش بمعرفة الأممالمتحدة. وهي اليوم تهنجم لفظياً ليس أكثر, ولو أنها كانت قد اتخذت خيار المواجهة مع التحالف لأتخذته في بداية الحرب عندما انتشرت قطعان الزيود والروافض وكادت أن تغطي الخارطة اليمنية. لو دخلوا ذاك الوقت لكانوا قد تمكنوا من نصر حلفائهم حتى حين. لكن اليوم هم أضعف بعد نصر الشرعية وحلفائها على معظم اليمن, وأكثر خوفا على حدودهم الغربية من جماعات العنف العابرة للحدود. لذلك لن يضحوا بحلفهم مع الخليجيين الذي يحمي خاصرتهم الرخوة ليدخلوا مستنقع اليمن ولمّا يخرجوا من مستنقعي العراقوسوريا.