سنوات من الخوف والعبث والرعب ونصف قرن من الهزيمة النفسية بعد سقوط مرجعيات الجنوب ورموزه الشرفاء ، سنوات في رفع الراية البيضاء واستسلام ممنهج عن طريق عملاء الجنوب وخونته خلال نصف قرن من الفسول ونذالة الخيانة والغدر والفسالة من جلدتنا طعنونا من الخلف وتكلموا كثيراً باسم الجنوب العربي وكانوا العون الحقيقي لتفتيت الجنوب!! نصف قرن وهم يشرّقون ويغرّبون بنا يميناً ويساراً !!. ليس ما أقوله جديداً فقد تردد كثيراً وإنما الجديد الذي سأفنده لكم وأكشف الخفايا بأن العدو اليوم قد سقط سقوط لا رجعة فيه بإذن الله تعالى وقد هوى في مكان سحيق فهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ولذلك لا زال لا يستحي من ترديد شعاراته فليس ما يقول صدقاً ولا ما يشيعه حقاً، ولا ما يدعيه سيكون. إنه اليوم بعد أن ذاق مرارة الذل يقول ما لا يعتقد، ويعلن عكس ما يخفي، ويشيع ما يريد خدمةً لمشروعه، ومواجهةً لخصومه، وتحدياً لهم ليضعف إرادتهم، ويشتت شملهم، ويمزق جمعهم إذ بات يشعر أن المقاومة الجنوبية تملك عوامل قوة، وعندها ما يمكنها من الصمود والثبات، فضلاَ عن الكسب والانتصار. يدرك ذلك العدو الذي انسحب مرغماً أو هارباً أو ناجياً بنفسه من الجنوب العربي، بعد أن تفككت معسكراته في عدن وفي الضالع ثم بدأ مستوطنيه من الخلايا النائمة في الرحيل ومن لا زال باقياً في الجنوب فإن مصيرهم المجهول سيكون خطيراً، لقد خاض الحروب الضارية قبل أن ينسحب مهزوماً ذليلاً خصوصا من معسكره ال 33 الذي تسلّط على سكان الضالع وأذلهم ثم قاموا عليه قومة رجل واحد فكسروه وأحرقوه وكان النواة الأولى للهزيمة الكبرى فلن يستطيع أن يحقق أكثر وأن أي حرب جديدة لن تمكنه من كسب الجديد أو تغيير الواقع، فهذه الضالع وعدن بطبيعتها العنيدة، تزداد قوة مع كل حرب، وتزداد منعةً ومقاومة مع كل معركة، وتأتي أجيالها اللاحقة أكثر قوةً وشراسة، وأشد مراساً وأصعب شكيمة، فلا تحل عريكتهم، ولا تفل عزيمتهم، ولا تكسر شوكتهم. لهذا فإن العدو الشمالي الحوثعفاشي والأحمري الذي يتستّر برداء الشرعية وهو أشد عداءاً للجنوب وأهله هذا العدو الثلاثي الذي يعترف ضمناً بخسارته، ويقر عملياً بفشله، ويحاسب ضباطه وقيادة أركانه على نتائج حروبه وعملياته العسكرية على الجنوب العربي وأهله، قد أعلن الهزيمة المدوية فيحاول أن يتماسك في شماله وشمال شماله وكله أمل أن يستعيد مركزه الجديد وهيبته التي كانت، وسطوته التي عرف بها واشتهرت عنه، إذ أنه لا يستطيع أن يحتمل ذهاب الهيبة وانكسار الشوكة، لأن ذلك سيغري الأعداء به، وسيجرؤهم عليه أكثر في مأرب وتعز والبيضاء والحديدة !! ولعل من أهم الأسباب التي دفعته لعودته في ترتيب صفوفه وهلاكه المنتظر إحساس قيادة أركان جيشه في حضرموت وشبوة بالعجز والفشل في الحروب السابقة وإن كان لديه أمل في التلون والتخفي بشعار الشرعية لكنهم بثلاثيهم المتنفذ اتفقوا ويتفقون جميعاً على أنهم أخفقوا في تحقيق الأهداف وشعار الوحدة أو الموت أصبح شيئاً من الماضي عندما عجزوا عن تحقيق نصرٍ حازمٍ حاسمٍ رادع، لا يحتمل اللبس ولا تدور حول نجاعته الشبهات، إذ أن المقاومة الجنوبية هي الطرف الأقوى اليوم ولديها من النصر والإنجاز المؤلم لهذه الجحافل المتهالكة في جميع جبهات القتال وكل ما يغيضهم اليوم هو الروح المعنوية العالية لدى المقاومة الجنوبية الباسلة وشعب الجنوب العظيم، ويغضبهم أكثر وحدة أبناء الجنوب والتفافهم حول هذه المقاومة الصادقة ورجالها المخلصين وتعزيزها بصورٍ واضحةٍ، وتسجيلاتٍ قطعية، وشواهد ثبوتية، وأدلة لا تحتمل التأويل، على أنها توغلت وقاتلت وأوجعت وضربت وقتلت والتفت ورجعت من محور إلى محور، وأن عناصرها كانوا أكثر جرأةً وقوة وتماسك، وأنهم تحدوا الصعب وخاضوا المستحيل، ووصلوا إلى ما لم يكن يتخيله العدو أو يتصوره، ما جعله يفر هارباً بجنونية وبهلع لم يعهده من قبل ويزيد في غصة الشمال ووجعهم أن المقاومة الجنوبية وشعب الجنوب العربي رجعت من الحرب إلى معسكرات التدريب، وعادت من القتال إلى التأهيل، وانتقلت من مرحلةٍ كانت فيها متفوقةٍ إلى مرحلةٍ تريد أن تكون فيها أكثر تفوقاً، وأشد استعداداً، وهي لا تتوقف عن مواصلة التدريب وإطلاق التدريبات على أحدث الأسلحة التجريبية في عرض الجنوب وطوله ، لتزيد من مداها، وتدقق إصابتها، وتضاعف قوتها التدميرية، وقد تبين لها أنها عوضت خسائرها، وعمرت مخازنها، وعادت مستودعاتها تغص بالأسلحة الجديدة والمتطورة ومما يزيد الشمال غيضاً أن الجنوب بعد تم دمار جيشه القديم أتى في برهة نصف عام ليجمع له جيشاً جرّاراً من الجيل الجديد وشباب الجنوب أفضل وأقوى وأرقى تعليماً وقوة وتسليحاً وإخلاصاً للجنوب العربي وأهله يوازي أضعاف ، أضعاف ما افتقده من الجيش السابق جيش بفاعليه وجاهزية، ينظم إليها خيرة الضباط، ونخبة الجنود، ويكون تحت تصرفها الكثير من قطاعات الجيش الجنوبي الذي طلبوا منه أن يبقى في البيت، وتصرف لها ميزانياتٌ خاصةٌ، لتتمكن من تطوير ترسانتها العسكرية، وتحديث بنك معلوماتها، والاطلاع على الجديد لدى أطراف المقاومة لتكون قادرة بعملياتٍ استباقية ومفاجئة، وتدمر القوات في مراكزها، في أكثر من جبهة قتالٍ في وقتٍ واحد. الجنوب ومقاومته سيكون النصر بعد اليوم بإذن الله حليفه وسيرغم العدو على التراجع والاعتراف بالذل والهزيمة بإذن الله وأن الله ناصر المظلومين وهازم الظالمين لا محالة وها هو انتصار الجنوب العربي سريعاً ومتسلسلاً بعون الله سبحانه والله أكبر ولله الحمد ..