باتت المشرعون في دول التحالف يعلمون هشاشة الحكومة اليمنية وعدم حضورها بأي إجماع شعبي في اليمني الشمالي او في الجنوب وافتقارها لركائز الحكم المركزي فوجودها صار مجرد ديكور سياسي يعطي لليمن مظهر الدولة الشرعية لا غير. عسكرياً لم يكن هناك من قادة الفصائل العسكرية من اثبت ولائه المطلق لشرعية الرئيس المنفي عبدربه هادي الا القليل الذين لا يشكلون أي ثقل لموازاة القوى العسكرية المنقلبة على الشرعية وقد اثبت ذلك ميدانياً لدول التحالف التي تخوض حرباً داخل الأراضي اليمنية حيث لم تجد أي إسناد فعلي من قوى الجيش التي كان يعتبرها قوى حيه مدافعة عن شرعية السلطة اليمنية بل على العكس تسببت بخذلان القوى العسكرية لدول الحلف العربي وحدث مالم يكن بالحسبان. كذلك جماهيرياً إخضاع هادي للإقامة الجبرية ونزوحه سراً لعدنوالرياض وضرب قصره الجمهوري لم يحرك ساكناً فلم تشكل أي تظاهرة في أي من المدن الشمالية او أي استنكار شعبي مطلق ولو إعلاميا ، وفي الجنوب الذي يعتبر فيه الشارع الجماهيري أكثر قرباً من الأحداث السياسية ظهرت الجماهير في موقف المتحفظ فنظروا لشخص هادي وجه آخر يمثل السلطة اليمنية التي يناضل الشعب الجنوبي للاستقلال عنها، بالمقابل ولحنكة الجماهير الجنوبية لم تندد بمقدم هادي بل باعتباره ممثل سلطوي يستحسن من خلاله التفاوض لنيل الحق الوطني المتمثل في التحرير. ولكون الحراك الجنوبي المكون الأبرز الحامل لتطلعات الشعب في الجنوب فموقفه كان موائم تماماً لإرادة الشعب. من خلال الأحداث الأخيرة برز للملاء المقاومة الجنوبية التي أثبتت بصمودها تحقيق مكاسب فعلية على الأرض ولمست منها قوى التحالف النفع الأكبر في التغلب على المليشيات المتمردة على الشرعية وكانت المقاومة الجنوبية محل ثقة مطلقة من قوى التحالف بل وصانعة انتصاراً نوعياً مالم يكن ليتحقق بدونها المتمثل بكسر شوكة المليشيات ودحرهم من المناطق الجنوبية وخاصة من العاصمة عدن وقاعدة العند الاستراتيجية، فتقاسمت هذا النصر مع دول التحالف كهدف يناضل الفريقان من اجله. المقاومة الجنوبية ولدت من رحم الثورة الجنوبية وقريبة لتوجهات الشارع الجماهيري في الجنوب ان لم نقل الحاملة لتطلعات الشعب ، وتحظى المقاومة الجنوبية بقبول واسع في مكون الحراك الجنوبي فقيادات بالمقاومة هم من تزعموا الحراك الجنوبي في الفترات الماضية. ولكون الحراك الجنوبي لم يستجدي نفعاً من شرعية هادي، ولم تلقى دول التحالف المأمول من شرعيته كذلك ولمست الإسناد الأكبر من المقاومة الجنوبية فعلياً باتت قوى التحالف تنظر بعين الاعتبار للمقاومة الجنوبية كسلطة فعلية على الأرض ، واستدعى دول التحالف اليوم القائد في المقاومة الجنوبية عيدروس الزبيدي والقائد في الحراك الجنوبي شلال شائع الى الرياض للتشاور الا خير دليل على ما سرد سابقاً.