قالت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية اليوم إن أهم ما يمكن تذكره من أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 هو أن العالم لا يزال مكانا خطرا وأن الشر موجود، وعلى الولاياتالمتحدة أن تقر بتلك الحقيقة وتتخذ الخطوات الضرورية لهزيمته. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها بمناسبة الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر أن معارضي الحرية "يراقبوننا" في الوقت الذي تتدهور فيه قدرات أميركا وتُخفض ميزانية الدفاع ويرفض البيت الأبيض بعناد الاعتراف بوجود مشكلة.
وقالت الصحيفة أيضا يجب أن تذكّر هجمات سبتمبر الأميركيين بالنتائج المأساوية لتجاهل التهديدات حتى لا تكبر ويصبح من غير الممكن تجاهلها.
واستمرت الصحيفة لتقول إن بعض الأميركيين ربما يسألون عما إذا كان هذا اليوم يعني أي شيء بعد الآن. وقالت إن هذا اليوم لا يزال حيا كمناسبة لتذكر الأرواح التي زُهقت جراء أعمال "المتطرفين المسلمين". وأضافت أنه خلاف ذلك فإن أهمية هذا اليوم قد اضمحلت أو أصبحت سجينة للأجندة الليبرالية.
وذكرت الصحيفة اليمينية منتقدة إدارة الرئيس باراك أوباما أن بعضا مما تحوّل إليه هذا اليوم غير جدير بالمعرفة. ففي 2009 أعلن أوباما يوم 11 سبتمبر يوما للخدمة الوطنية والتذكر. ووصفت ذلك بمحاولة إفساد دلالة المناسبة وتحويلها إلى مبدأ الليبراليين الذي يدعو المواطنين لخدمة للدولة.
وقالت إن الحكومة روّجت لهذا اليوم بعنوان عريض "متحدون، سنخدم دولتنا" على الموقع الإلكتروني ذي الاسم الساخر "سيرف دوت غوف"، وإن معظم الأميركيين يتفقون على أنه هناك ما يكفي من خدمة المواطنين للدولة مع الضرائب الباهظة، والرسوم التي تثير الضيق والمطالب المتواصلة للدولة.
وأضافت أن الكلام عن النصر في الحرب على الإرهاب قد توقف حاليا، كما لا يوجد حتى تعريف رسمي لما يمكن أن يكون عليه الإرهاب.
معنى الانتصار في الحرب وأشارت الصحيفة إلى أن الأميركيين يعرفون ما يعنيه الانتصار في الحرب. فبعد 11 عاما من الهجمات اليابانية على بيرل هاربر بالولاياتالمتحدة، كان الكابتن متسو فوشيدو، الذي قاد شخصيا تلك الغارة عام 1941، في جولة لحسن النوايا إلى الولاياتالمتحدة.
وكان فوشيدو هو الضابط الياباني الوحيد الذي نجا في الحرب العالمية الثانية. وكانت بلاده بعد أربع سنوات من بيرل هاربر في خراب، وتم تدمير إمبراطوريتها وحرق معظم مدنها الكبيرة وتسويتها بالأرض. وقبل نهاية 1952 اعتنق فوشيدو المسيحية واعتذر عن دوره في هجمات 1941. و"هكذا يكون النصر"، قالت واشنطن تايمز.
واستمرت تقول إن أميركا لم تتخل فقط عن الحرب على الإرهاب، بل إن إدارة أوباما لا تعرف حتى السبب وراء هذه الحرب. وأوضحت أن البيت الأبيض وصف هذا الصراع ب"الكفاح ضد التطرف العنيف"، لكنه "سعيد بالترحيب بالمتطرفين المسلمين الذين وصلوا إلى السلطة بوسائل أخرى".
فهم ضعيف لمكافحة الإرهاب وذكرت أيضا أن مسؤولي إدارة أوباما يقولون بفرح إن نهوض حركة الإخوان المسلمين في مصر يقلل من قدرة تنظيم القاعدة على جذب الناس لنموذجها الذي يتخذ العنف وسيلة للتغيير. وأشارت إلى أن قائد القاعدة أيمن الظواهري صحح رأي هؤلاء المسؤولين حين قال إن القاعدة سعيدة بسقوط النظام السابق في مصر.
وقالت إن القاعدة لا تأبه بالوسيلة التي يتم بها تبني قوانين الشريعة طالما يتم تبنيها. وأضافت أن مسؤولا بوزارة الخارجية الأميركية أعلن مطلع هذا العام أن الصعود السياسي للمجموعات الراديكالية إثر الربيع العربي أمر إيجابي "لأن الناس الذين كان يمكن أن يذهبوا إلى القاعدة سيرون أن هناك فرصة للتيار الإسلامي ليتمتع بالشرعية".
واختتمت الصحيفة اليمينية افتتاحيتها قائلة إن قادة العالم الحر عندما يصفون التيار الإسلامي ب"الشرعية" فذلك من قبيل الفهم الفكري الضعيف للسبب وراء هذا الكفاح.