منذ الصباح الباكر ليوم الأربعاء وهو آخر ايام العام الهجري 1436ه الموافق 14 اكتوبر 2015م انتشر اطفال مدينة سيئون في الشوارع والأزقة ووسط السوق العام وهم يحملون المباخر التي يتطاير منها الروائح الزكية فرحين مستبشرين بقدوم العام الهجري الجديد 1437 ه ويستقبلهم الاهالي وأرباب المحلات التجارية بالابتسامة وإعطائهم هدية العام سوى كانت نقدية او عينية او تزويدهم بالبخور بعد ان يقوموا الأطفال بتبخير المحل او مدخل البيت بروائح اللبان المتطاير من المباخر ( المقاطر ) , تلك اللوحات الجميلة التي يرسمها اطفال مدينة سيئون من موروث شعبي تتناقله الآجال جيل بعد جيل ويقدموا الأهازيج بدون خجل او خوف وسط شغف ومشاهدة الوافدين للمدينة من خارجها لهذا الموروث الجميل والتي تعد في نظرهم عادات وتقاليد غريبة عليهم و الذي لازال يحتفظون بها هؤلاء الأطفال حيث تجد هم الأولاد مع بعض والفتيات مع بعض وهم يلبسون الثياب الجميلة التي ارتدوها من قبل أهاليهم بهذه المناسبة بعد تزويدهم بالمبخرة والفحم الخشبي والبخور ( اللبان ) حتى وقت الظهيرة . وخلال تجوالنا ومصاحبة الأطفال ومشاهدتهم والبسمة والفرحة ترتسم وجوهم ناهيك عن استعداد أرباب المحلات والبيوت لهذه المناسبة والذي تجدهم يستقبلونهم بعد ان يسمعوا منهم ما يرددون من أهازيج بكل براءة لحظات جميلة تعيشها برفقتهم والكل يريد ان يتصور بدون خجل او استحياء وقد عبر العديد من المواطنين عن هذه المناسبة مجمعين على التراث الذي بقي بمدينة سيئون ويتذكرون ايام الطفولة التي كانوا يمارسون هذا الابتهاج والفرح بفارق تغير الزمن وظروفه والحياة المعيشية له.
بينما اوضح اصحاب المحلات التجارية بأن الاستعداد لهذا اليوم يكون من ليلة امس وخاصة بتجهيز المبالغ المالية للأطفال دون تردد كونها فرحة تشعر بها من خلالهم داعيين الله ان يتقبل ما يرددوه الاطفال وبركتهم وبراءتهم من اهازيج ان يكون عام خير وصحة وعافية وسعادة وأمن واستقرار .
وبهذه الاحتفالية ومع زحمة الزمن بانشغالات الناس شعروا اليوم بأن العام الهجري الجديد قد دلف من خلال هؤلاء الصغار حسب تعبير الكثير من المواطنين بأن هذا الموروث والعادات لأطفال مدينة سيئون تجعلك تحس بالروحانية ودفء دخول العام الهجري الجديد حيث جعلوا شوارع وأزقة المدينة والبيوت والمساجد تفوح فيها بالروائح الزكية ببخور اللبان وغيرها من بخور .
جعله الله عام الخير والبركة والصحة والسعادة والامن والاستقرار والحياة الكريمة لجميع المسلمين .