لم يدرك المخلوع صالح وحليفة الحوثي ولم يتوقع الحليفان المهزومان حينما قرر الأثنان معاً اجتياح الجنوب واحتلال عاصمته التليدة أن النهاية ستكون دراماتيكية ومأساوية لهما في الجنوب نتيجة لصمود المقاومة على الأرض وضربات التحالف العربي الناجحة والتي جاءت في وقتها حتى لا تسقط عدن وتصبح في قبضة ميليشيا الحوثي وصالح. صالح في بادئ الأمر وجدها فرصه عندما رأى مليشيا الحوثي تتقدم نحو صنعاء ولهذا هو أراد أن يستغل هذه الفرصة من أجل الانقضاض على السلطة وتحالف مع الحوثي لهذا الهدف ضد الحكومة اليمنية في صنعاء ..هذا التحالف الذي اعتبره الكثيرين تحالفا مرحليا لأن صالح يسعى من وراء هذا التحالف الى تحقيق أهداف ومكاسب سياسيه ولهذا لجأ إلى أسلوب المكايدة السياسية لجر الحوثيين والعمل على تشتيتهم في المحافظات الأخرى من خلال تسليم لهم المعسكرات ومن ثم الزج بهم نحو الجنوب ليبدأ رحلة الانقلاب المضاد على الحوثي من أجل هزيمته وأضعافه ، أولا من أجل كسب دعم وتعاطف دول الخليج الذي تدرك مدى خطورة الحوثيين على المنطقة برمتها في حال سيطرتهم على اليمن شمالاً وجنوباً كما يدرك صالح تخوف الخليجيين من التمدد الحوثي والتوغل الأيراني ولا سيما بإتجاه الجنوب ، والشي الثاني يسعى صالح إلى شرعنه وجوده في الجنوب والقضاء على نشاط الحراك الجنوبي السلمي وإنهاء المشروع التحرري للجنوبيين ليحكم الجنوب من جديد بالحديد والنار ، لكن دول الخليج وبغض النظر من مواقفها من قضيه الجنوب العادلة ومطالب أبناء الجنوب المشروعة لكنها في الوقت نفسه تفهمت هذا الشيء وحضرت بقوه لتشكل تحالفاً قوياً بقيادة السعودية بهدف القضاء على مخطط صالح الدموي والتدميري وضرب مشروع حليفه الحوثي الهادف إلى تحقيق أطماع إيرانية للسيطرة على المنطقة العربية. إن عدن وباقي مدن الجنوب الأخرى والتي اكتوت بنار الحرب العدوانية حيث استطاعت إفشال مخطط صالح والحوثي كما أنها ستضل شاهده على حقدهم الدفين وجرائمهم التي تروي مسيره سيئة لهم حتى أنها باتت سبب رئيس في بداية النهاية الحتمية لصالح وحليفة الحوثي الذي هو الآخر يعض أصابع الندم وربما بات يمني النفس انه لم يتحالف مع صالح يوما وينصاع إلى أوامر هذا الرجل الذي وضعه في ورطة كبيرة إذ أن الحرب أفضت إلى إضعاف قوه الحوثي العسكرية وأفضت أيضا إلى أنهاك مقاتليه ومصرع كثير منهم في معركة خاسرة والذي كان بإمكان للحوثي أن يتجنب الدخول في هذه المعمعة وأن يحتفظ بإنجازاته الذي استطاع تحقيقها في الشمال .