في الوقت الذي صمدت فيه المقاومة الجنوبية صموداً أسطورياً في وجة التحالف المليشاوي الحوثي والعفاشي حين بدأت من الصفر وختمت ذلك الصمود بنصرها المؤزر الذي كسر شوكة جيش أٌنفق عليه مايزيد عن 50٪ من ميزانية شعب لطالما إفتقر لأبسط مقومات الحياة من ماء وكهرباء ، حققت المقاومة الجنوبية نصرها المؤزر فقط حين إمتلكت هذه المقاومة السلاح في الوقت الذي صدق فيه أهل الأرض في الصمود والإستبسال في الدفاع عن ارضهم وعرضهم . إنتهت الحرب بالمنظور العسكري والاستراتيجي بهزيمة موحشة للمليشيات لتبدأ حرب هي الأقوى والأصعب بعد اي حرب يمكنها أن تندلع في أي بقعة جغرافية . بدأت حرب الأمن وفرض السيطرة بعد سقوط كامل لدولة اللادولة ليتضح جلياً امام القادة العسكريون الجنوبيون ممن حملوا على عاتقهم مسئولية الدفاع عن الجنوب أرضاً وانساناً ضرورة دمج المقاومة الجنوبية مع الجيش الوطني الجنوبي الخالص الذي تجسد ويتجسد في قيادة المنطقة العسكرية الرابعة . جبنها بدت وتيرة التسجيل والتقييد كبيرة وعمل الجميع بجد واخلاص لأعظم مرحلة تاريخية يمكن ان تمر على أرض الجنوب ليتجسد هذا العمل المتسارع بحفل التدشين لقرار الدمج الذي عٌقد في 24 اغسطس ليتجاوز وخلال 22 يوما فقط عدد الذين التحقوا وسيتم دمجهم 33 الف فرد . بدأ الأمر امام اللجنة الأمنية المشرفة مشجعاً وعلى الصعيد ذاته يدعوا للريبة والقلق فتأسيس الجيوش على الصعيد العسكري بحد ذاته بحاجة إلى سنوات عديدة فقط لزرع روح الولاء للأرض . حينها عقدت اللجنة الأمنية والعسكرية إجتماعها الذي قررت فيه تقسيم القوة المقيدة الى 21 لواء بمتوسط 1500 فرد لكل لواء وتم فورها اختيار قادة الالوية ليتم تسليمها الى رئاسة الجمهورية حتى يتسنى للرئاسة اصدار قرارات التعيين ، تم إعداد خطط التدريب والتأهيل وتقسيم القوة إلى أمن وشرطة وجيش ، لتتفاجأ اللجنة الاشرافية ان مايزيد عن ثلاثة الآف فرد تكررت اسماؤهم في اكثر من مركز ، لم تكن تلك المعطلة التي وقفت في طريق الدمج بل ان تواجد اسماء افراد يحملون بطائق اصدار عدن تجاوز اصدارها ال 4 اعوام اتضح مؤخراً وبعد تجلي وإستقصاء انهم لم يكن لهم اي تواجد في اي جبهة قتال بل ان اغلبهم ينتمي لمناطق شمال الشمال والوسط ، إضافة الى وجود جماعات دينية ادّعت وقوفها في الحرب وطالبت بنصيب من هذا التجنيد والتسليح ليتضح مؤخرا ان نسبة منها تنتمي الى جماعات متطرفة سواء كانت التابعة لعفاش او القاعدة نفسها . كانت الحاجة لإنشاء جيش وطني خالص يجسد الجنوب ارضا وانسان ماسة ولكن اللجنة الأمنية ادركت أن أي عملية دمج في الوقت الرآهن لن تكون الا قنبلة موقوتة والخنجر الذي سيطعن أمل بناء الدولة وسيصعب السيطرة لاحقاً على اي فصيل ممن خفت نواياهم وظهروا بهذا الشكل الفجائي خصوصا بعد أن يتم تسليمهم زمام الامور وتحركهم بشرعية الجيش الوطني ، تصرفت القيادة بحكمة وذكاء بالغ وعرفت ان أي عملية إقصاء معلنة (وهو ماسعت إليه الخلايا الوافدة-النائمة التي انتحلت هويات جنوبية ) سيفجر الوضع في الجنوب وسيربك المشهد في المنطقة المحررة وخرجت بقرارها الاخير الذي صدر بعد اجتماعها باللجنة الامنية الاماراتية وقضى ان يتم تدريب وتاهيل قوات المقاومة في دولة الامارات ليتم حينها ابتعاث اول مجموعة مكونة من الفين فرد. لتكسب القيادة بذلك ورقة الولاء الخالص وورقة الاعداد الكامل والمتكامل. نجحت القيادات الجنوبية في اصعب مرحلة سيدركها التاريخ وسيدرك خطورتها وسيحفظ حق كل تلك القيادات التي خططت وقررت ونفذت لتصنع جيش وطني لايكون الولاء عنده الا لله ولوطنة . والان وبعد أن أعتلت تلك الاصوات التي سرعان ماتتهاوى لتعمم الانفلات الامني في عدن نقول لهم لاننكر أن هناك انفلات امني ولكنه ليس كما تصفونة وتهولوه بل هو نتاج طبيعي لاقبح حرب عرفتها أرض اعطت كل مالديها ولم تنل الا قبح الجزاء ، وان ماترونه من غياب للمقاومة انما هو اعداد وتجهيز سيبهر العالم لأرض تعاقب الثلاثة من رجالها على بندقية حين نادتهم ، لن يطول الغياب وسيرى الجميع من أنجبت عدن .