تمادت إيران كثيرا في الخليج العربي وفي الوطن العربي بشكل عام فمن احتلال الجزر الثلاث الإماراتية إلى التدخل في العراق الى لبنان الى التدخل في سوريا وأخيرا اليمن كل هذا الصلف الفارسي صبر عليه العرب ردحا من الوقت حرصا على تجنيب المنطقة للحروب والفوضى إلا ان إيران وعملاءها في المنطقة لم يتورعوا في إيذاء العرب واستمروا في مشروعهم الفارسي التخريبي والاحتلالى للمنطقة العربية وهو الامر الذي دفع بالعرب وفي المقدمة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة الى اعلان تشكيل التحالف العربي لمواجهة المشروع الفارسي التخريبي في الىمن ونستطيع القول ان التحالف منذ ستة اشهر من تدخله للدفاع عن الشرعية في الىمن وعن الشعب الىمني وعن الامة العربية قد حقق انتصارات كبيرة على الارض فهو تمكن بمساعدة المقاومة الشعبية من تحرير مدينة عدن وهي اهم المدن الىمنية الواقعة على طريق الملاحة الدولية وبالقرب من باب المندب وخليج عدن كما تمكن من تحرير مدن جنوبية اخرى كلحج وابين المجاورتان لعدن وتحرير شبوة والضالع وهي مدن تقع جميعها في جنوب الىمن كما تمكن من تحرير مارب وهي اهم المدن الاستراتيجية في شمال الىمن والغنية بالنفط والغاز ومايزال يخوض معركته في تعز وتقع وسط الىمن وبها مخزون بشري كبير جدا بالاضافة الى كونها مدينة صناعية بامتياز ونتوقع ان تحرر قريبا وكذا سيطرته على ميناء المخاء والحديدة وهما من اهم المدن في شمال الىمن وتقعان الى ساحل البحر الاحمر وهما مدينتان تجاريتان نظرا لنشاط مينائهما في نقل البضائع بنسبة 60بالمائة من حاجة السوق الىمني كل هذه النجحات التي حققها التحالف العربي بمشاركة المقاومة الىمنية في الشمال والجنوب مكنته من فرض حصار كبير على تحالف الحرب المتمثل في جماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح وهو ما دفع الاخيران الى القبول بتنفيذ القرار الدولي 2216والعودة لطاولة المفاوضات بدعم اممي لكن هذا في تصوري ليس الا مناورة من مناورات تحالف الحرب الحفاشي لالتقاط الانفاس والاستعداد لجولة قادمة من الحرب او طمعا في البقاء كلاعبان في المشهد السياسي الىمني وهذا مايرفضه غالبية الشعب الىمني ولا اعتقد ان دول التحالف العربي ستقبل به وقد قدمت كل هذه التضحيات الجسيمة على ارض الىمن واختلطت فيها دماء العرب بالدماء الىمنية في معركة الكرامة وقطع اذرع إيران في المنطقة. ان انتصار التحالف العربي في الىمن هو انتصار لكل العرب وهو نهاية حتمية للمشروع الفارسي في المنطقة العربية وبداية لمشروع عربي حقيقي وقوي يعيد للامة امجادها وتاريخها. ان تشكيل القوة العربية المشتركة امر ضروري وحتمي وينبغي ان يمضي فيه التحالف الى الامام على ان تضطلع هذه القوة بحماية العرب ومكتسباتهم واراضيهم وثروتهم وتاريخهم في وجه الغزو الفارسي ومشاريع الفوضى الخلاقة في المنطقة التي تسعى الى تمزيق الدولة العربية واضعاف الكيان العربي. في الىمن تسير عملية اعادة الامل في ثلاثة اتجاهات العسكري والانساني والبناء للمؤسسات والدولة الىمنية ففي المجال العسكري تحقق الى الان مايقارب 80بالمائة من النجاحات والخطط المرسومة وفي المجال الانساني تضطلع كل من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات بدور كبير جدا في تقديم المساعدات للشعب الىمني عبر مدينة عدن ومينائها الاستراتيجي ووصلت نسبة النجاح في هذا المجال الى مانسبته 70بالمائة وفي مجال البناء تقوم دولة الامارات بدور كبير في اعادة تاهيل وبناء مؤسسات الدولة في عدن واستطاعت خلال الفترة القليلة الماضية من انعاش مجال الطاقة الكهربائية الذي تعرض لتدمير كبير اثناء الحرب وايضا خدمة المياه والعمل على مؤسستي الامن والجيش في اعادة التاهيل والتدريب وكذا تاهيل المدارس واعادة الترميم لها ولاقسام الشرطة وعدد كبير من الانجازات التي تحققت في مختلف المجالات والتي عجز نظام صالح من تحقيقها خلال ربع قرن. ان انهاء المشروع الفارسي في الىمن والمنطقة العربية لايكون فقط بالعمل العسكري وانماء بالعمل الانساني والخدمي والاقتصادي واعادة التاهيل والبناء للدولة العربية التي فقدت كل مقوماتها بسبب الانظمة المستبدة الفاشلة والتدخل الخارجي. واعتقد ان العرب لاسيما في الخليج العربي ادركوا اخيرا حجم المؤامرة التي تحاك ضد الامة العربية ولم يكن امامهم الا التوحد والوقوف كيد واحدة لحماية حاضر الامة ومستقبلها وتاريخها وتراثها وهذا ما نراه في التحالف العربي الذي نامل فيه خيرا لتحقيق تطلعاتنا كعرب وما عجزنا عن تحقيقه لعشرات السنين.