تعز بتجارها ومشائخها ساهمت وبشكل كبير في صعود المخلوع الذي بدأ حياته سارق لدجاج القرية وهو طفلاً ليصبح مهرباً للخمور وهو قائداً للواء عسكري. حينها اصيبت تعز بغشاوة بعد ان رأى الشهيد الرئيس ابراهيم الحمدي بالمخلوع انه تيس الضباط!! لم يكن الرئيس الحمدي يعلم بان تيس الضباط ماهو إلا نصاب وعميل استخبارات، قربه منه ولم يأخذ بعين الاعتبار ماضي من اعتقد بانه تيس الضباط الذي في حقيقته ماهو الا عميل وزعيم عصابة تهريب محترف، ابليس في قالب انسان!.
ابان حكم الحمدي كان هناك احتفال في ميدان الشهداء بتعز سيحضره الرئيس ابراهيم الحمدي والرئيس السوداني جعفر نميري واثناء تجهيز المنصة ليلاً حضر عفاش بكامل زيه العسكري الساعة الثانية بعد منتصف الليل وسأل أمن المنصة عن المقعد الذي سيجلس عليه الرئيس ابراهيم الحمدي وسار وتربع عليه وأمر مرافقيه باحضار مصور الرئاسة بتعز "جاود نوري" ليلتقط له صوراً بمختلف الاوضاع.. انها حالة مرضية مستعصية وآفة سيكولوجية بارونية عانى منها منذ صغره.
اغتيال حلم ومستقبل شعب وكانت المؤامرة التي شاركت وخططت دول عربية واجنبية واختارت المجرم علي عبدالله صالح لتنفيذها، وهكذا وفي يوم غادر ، غُدِرَ بالكِرام على مائدة اللئام.. تيس الضباط بمسدسه الشخصي (مازال يحتفظ به حتى الآن) يضعه في رأس الرئيس ابراهيم الحمدي ليفرغه بطلقات الحقد والعمالة، بعد ان تأكد والعصابة الدولية المتآمرة من تنفيذ الجزء الاول من الجريمة بتصفية قائد لواء العمالقة الشهيد عبدالله الحمدي. فاغتيل حلم شعب ومستقبل الانسان اليمني، تيس الضباط في حقيقة الامر ماهو الا تيس الدجاج التي احترف سرقتها حتى انه كما يقال بانه لم يسرق ديكاً واحداً.
لم يكن عفاش كائن سوي زعم انه كان سائق دبابة في بداية ثورة 26 سبتمبر، في حين اكد من يعرفونه في تلك الفترة انه كان جندي مغمور بالكاد يعرف يسوق حماراً لذلك فأول ماسرق الحكم اختار الحمير من كافة المحافظات واحسن الاختيار ليسهل عليه ركوبهم وان واجه حصانا كان يقتله، وجمع الحمير العاقرة حوله واكتفى بان يجعل الحصان شعاراً له!..
كما ذكر جنود من رفقته انه كان ملكياً يحقد على كل من حوله لانه كان يشعر بالنقص امامهم شكلا وعقلاً كما كان يقوم بسرقة طعام الجنود (الكدم) وكان يتردد على مواقع الملكيين ويدعي انه يزور اقاربه، ولم يكن احداً يعير ذلك اهتمام حيث كان الكثير من القيادات من أبناء محافظة صنعاء تحديداً جمهوريين في النهار وملكيين في الليل.
لقد درست الاستخبارات الامريكية شخصيته وتاريخه واختارته بعناية منذ كان ضابطاً. روى احد زملائه انه عندما كان عفاش قائداً للواء تعز وفي شهر سبتمبر 1974م ذهبا معاً الى اديس ابابا في عطلة نهاية الاسبوع ذهبا لاديس ابابا وحدث في تلك الفترة الانقلاب على امبراطور الحبشة هيلا سلاسي واغلقت المجالات الجوية والمنافذ البرية والبحرية وكان لابد من عودتهم باي حال الى تعز كون ذهابهم كان لمدة يومين فقط، ووقعا في حيرة إلا ان علي عبدالله صالح سرعان ما اخرج نوتة صغيره من جيبه واتصل بجهة ليشرح لها ضرورة عودته لليمن ولم تمر ساعة حتى كانت هناك سيارة امام الفندق تنتظرهم ليستقلوها الى قاعدة جوية امريكية بالحبشة حيث كانت هناك طائرة هيليو كوبتر بانتظارهم لنقلهم الى خارج الحبشه الى دولة مجاورة ليذهبا بعد ذلك الى المطار وتذاكر سفرهم جاهزة ليستقلا طائرة ركاب داكوتا (ابو مروحتين) ويعودا لليمن. اوردتُ هذه الحكاية بقليلا من التفصيل ليس لاهميتها وانما لمدلولها والذي يشير الى ان عفاش تم اختياره من قبل الاستخبارات الامريكية منذ وقت مبكر ليصل للسلطة وتنفيذ اجندتها وكان مخلصاً لها بامتياز وحافظت عليه ومازالت حتى اللحظة محافظة عليه وفي اسوأ الحالات ستخرجه من مستنقع جرائمه وتجد له مخرجاً من اي محاسبة او محاكمة.. ولكن القدر ليس بيد امريكا ولا ايران، كيف ستكون نهاية لص الدجاج الذي اصبح رئيساً لليمن؟ فبعد خلعه من السلطة مُنحت له ولعصابته الحصانة من محاكمتهم على جرائمهم وسرقتهم وجعلهم من اليمن بلداً فاشلاً ومن البلدان الاشد فقراً.
خُلع من السلطة واصبح زعيماً لعصابة مذهبية نهبت كل ماتصل اليه يدها ومنفذة لاجندة ايرانية لا تتعارض مع الاجندة الامريكية ولم تتوقف الاستخبارات الامريكية عن التخطيط وتقديم الدعم والنصح له وللبعض من افراد عائلته حتى الآن، ولا يستبعد بالأخير ان تقوم باطلاق رصاصة الرحمة عليه عندما تصل لقناعة بعدم اي جدوى منه ، فالملفات السرية التي يلوح بها بين الحين والآخر لم تعد هناك جدوى منها الآن وإن كانت تحوي حقائق فلن يجد عفاش من يصدقه.