عقب المحلل السياسي اليمني فيصل المجيدي- رئيس مركز إسناد لتعزيز القضاء وسيادة القانون - على تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الأربعاء، التي أعلن فيها قرب انتهاء العمليات العسكرية باليمن، قائلا: "إنها تأخذ منحنا جديدا في الصراع اليمني -اليمني، وآخر أوسع في الصراع العربي - الإيراني الفارسي وهو المنحنى المدعوم معنويا من الغرب وروسيا". وأوضح "المجيدي"، في تصريحات نشرها موقع "شؤون خليجية"، أن هناك مساران متوازيان، الأول "عملياتي عسكري" على الأرض ومن الجو والبحر، والثاني سياسي، مؤكدا أن المسار العسكري ضابط للمسار السياسي وأيهما سيؤدي لتطبيق القرار 2216 سيكون هو الأرجح. وأشار إلى أنه من خلال استقراء الواقع على الأرض فإن الحكومة اليمنية والتحالف باتا يدركان أنه لا يمكن لأية مفاوضات سياسية أن تتم ويكون الكلمة فيها مسموعة لجانب الشرعية ما لم يتم استكمال استرداد "تعز" من أيدي المليشيات الانقلابية و"تعز" بالتحديد لأهميتها الإستراتيجية لأنها عمليا مفتاح الجنوب وعدن تحديدا، وتمثل نصرا معنويا يتحدث البعض أن صنعاء عندها ستنتفض في وجه المليشيا وستشعر بالرعب وهو ما قد يساهم بسقوط المليشيا بشكل كبير. ولفت إلى أن ما يعزز شعور التحالف بأهمية "تعز" استراتيجيًا هو قيامه بإنزال أسلحة للمقاومة خلال اليومين الماضيين إضافة إلى وجود نوع من تركيز الضربات الجوية على مواقع الحوثي وصالح. وأضاف المحلل السياسي اليمني: أنه في المقابل تدرك جماعة الحوثي أهمية هذه المدينة الإستراتيجية ولهذا تقوم بشكل مرعب بقصفها وقصف المدنيين غير مبالية بالخسائر في الأرواح وكذا حصارها كما فعلت "قريش" في شعب بني طالب إذ لا تسمح بدخول المياه والدواء والغذاء، وهو ما أدى إلى إصدار أربع منظمات دولية تحذيرا بشأن محاصرة المدينة وأن ذلك مخالف للقانون الدولي الإنساني وهي منظمات هيومن رايتس ووتش وأطباء بلا حدود ومكتب حقوق الإنسان، وكذا الصليب الأحمر الدولي وانظم إليهم المرصد الأورومتوسطي. وأوضح أن المشار الثاني هو "سياسي" مشيرًا إلى أن المعركة على الأرض انعكست على الأداء السياسي حيث أن إعلاميي المليشيا ركزوا على ضرورة إبقاء "تعز" تحت رحمة الجماعة بل قالوا إن "من يذهب إلى جنيفوتعز تحت سيطرته ستكون له الكلمة العليا في المفاوضات". وأضاف: "أعتقد أن قرار تحرير تعز ودحر المليشيا منها اتخذ بشكل جدي وربما نشهد ذلك خلال أسابيع"، قائلا: "من هذا المنطلق تحدث الوزير الجبير بأنهم في التحالف يدعمون الحل السياسي للأزمة اليمنية لكن في إطار تطبيق القرار 2216 الذي فعلا لو نفذ بحذافيره سيكون عمليا أنهى مليشيات الحوثي وصالح". وتابع "المجيدي": "ربطا بموقف الحكومة التي صرح وزير خارجيتها اليوم بأنهم لا يعترضون على المفاوضات لكن يجب أولا أن يسمي الانقلابيون وفدهم إلى المفاوضات بموجب رسالة رسمية وكذا رئيس الوفد المفاوض ونائبه وكذا يجب أن يذكروا بموجب هذا الخطاب أيضا التزامهم الحرفي بالقرار 2216 والجدول". وبين أن جدول المفاوضات يجب أن يكون محددا وفقا للقرار حتى لا تفشل المفاوضات كما حصل في السابق بسبب رفضهم تحديد وفدهم والجدول إضافة إلى عدم التزامهم الصريح بالقرار 2216. وخلص "المجيدي" إلى أن من سيكسب معركة تعز وكذا الجوف سيذهب إلى جنيف وبيده التفوق العسكري، لافتا إلى أن المؤشرات حتى اللحظة تشير إلى أن التقدم في تعزوالجوف للمقاومة والتحالف، مشدداً على أن الحكومة والتحالف يدركون ذلك جيدا ويعملون على تحقيقه وهو ذات السياق الذي ينطلق منه الحوثي وصالح.